مطالب حماية الناشئة من مخاطر تحدّيات "السوشيال ميديا" تصل البرلمان - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. يواصل مضمون المحتويات المنشورة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب إثارة النقاش حول ضرورة حماية الناشئة والمراهقين من مخاطر تقليد “التحديات القاتلة”، وهو ما كان في وقت سابق موضوعا لنداءات مرفوعة من قبل أطياف مهتمة بمسائل العالم الرقمي.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
ولم تعد هذه النداءات حبيسةَ “السوشيال ميديا”، بل ظهرت ملامح تبنّيها من قبل بعض النواب، وقد تجسّد ذلك في سؤال كتابي لمحمد شوكي، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب، استفسر خلاله وزير العدل عبد اللطيف وهبي عن “الإجراءات المزمع القيام بها للحد من انتشار مثل هذه التحديات وحماية الأطفال منها”.
وسجل شوكي أنه “خلال الآونة الأخيرة انتشرت مجموعة من التحديات الخطيرة والقاتلة بين صفوف رواد أحد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة منهم الأطفال والمراهقين الذين يعمدون إلى تقليد تحديات لا تلائم سنهم”، مستحضرا الحادث الذي وقع قبل أسابيع بمدينة طنجة وأودى بحياة مراهق “أشعل النار في جسده وارتمى في مياه البحر”، مما ينضاف إلى ظاهرة اهتمام عدد من الناشئة بالمحتويات الرقمية التي تتضمن دعوات للقيام بتحديات بعينها.
وفي هذا الصدد أوضح محسن بنزاكور، دكتور في علم النفس الاجتماعي، أن “الأمر على العموم لا يخص المغرب وحده، على اعتبار أنه مسألة دولية مرتبطة بالثورة التي عرفتها تقنيات التواصل الرقمي، وكانت مطروحة سلفا عند ظهور تقنية “السيلفي” (على سبيل المثال)”، مضيفا أن “مثل هذه الوقائع تنم عن الصراع التقليدي الموجود بين التكنولوجيا والفعل الإنساني، والسؤال المطروح اليوم هو: إلى أي حد ستجعل التكنولوجيا الفرد يفقد توازنه وتعقّله ورزانته؟”.
وفي إفادته لهسبريس أبرز بنزاكور أن “الفكر الإنساني هو الذي يجعل الفرد يفكر بمنهجية، إذ أننا اليوم أمام نزواتٍ غذتها التقنية، وجعلت الفرد يفقد عواطفه وقدرته على التمييز بين الأشياء التي تأتي بالمجهود والاستحقاق، وتلك التي تأتي بطرق أخرى”.
وتابع قائلا: “ما يؤكد خطورة مثل هذه المحتويات على الناشئة والقاصرين والمراهقين أن هذه الفئة تبقى الأكثر قابلية للتحدي والاستقطاب؛ فالمراهق لا يفطن ولا يضرب حساباً للعواقب قبل إقدامه على ارتكاب فعل معين، فنشرُ بعض التحديات على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي هو دعوة لمستهلك المحتويات الرقمية للقيام بالأمر نفسه، مهما كانت تداعياته، مع استحضار كون معطى الرزانة يغيب بحضور مفهوم الأقران”.
وأوضح الدكتور في علم النفس الاجتماعي أن “الأسرة مهما كانت مسؤولة عن تقويم سلوك أبنائها، فإن تأثيرها لا يتجاوز العالم الرقمي الجديد الذي يعتبر عالما خاصا بالمراهقين”، قبل أن يضيف “سبق لنا أن عشنا تجربة لعبة “الحوت الأزرق”، على سبيل المثال، وبالتالي تبقى مختلف مؤسسات ودور التنشئة معنية بهذا الموضوع في الوقت الراهن، بما فيها الإعلام والدراما. هذه الأخيرة مدعوة لتجسد مآسي المراهقين والناشئة في أعمال درامية”.
بدوره قال محمد العوني، رئيس منظمة حريات الإعلام والتعبير (حاتم)، إنه “على الرغم من كون مثل هذه الأحداث معزولة، فإن الأمر يجعلنا نسعى للتنبيه إلى خطورة تسويق تحديات ومعطيات رقمية على الفئات الصغرى والناشئة”، مؤكدا أن “الوسط الرقمي باتت محتوياته غير لائقة”.
وأبرز العوني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذه الوسائط الرقمية تخلّت عن طبيعتها الاجتماعية، إذ باتت تحوي مضامين سمعية وبصرية ومكتوبة بإمكانها أن تكون متسبّبة في نشوء هواجس الإقدام على أفعال معينة وغير سليمة لدى أفراد بأعينهم، لا سيما الصغار منهم، الأمر الذي يفرض إخضاع هذه الأمور للدراسة لتشخيص الحالة ومعرفة خصائصها”.
وتابع قائلا: “سبق لنا أن طالبنا، وما زلنا، بالإفراج عن استراتيجية وطنية حول التواصل الرقمي، إذ يجب أن تكون هذه الاستراتيجية شاملة وغير مقتصرة على ما هو تقني فقط، لأن الإشكالية ترتبط بالجهات الواقفة وراء التشجيع على اتخاذ مواقع التواصل الاجتماعي أرضًا خصبة للمقالب والتحدّيات الخطيرة في عموميتها، والتي تستهدف القاصرين”، مبرزا أن “دخول المؤسسات الرسمية على الخط بإمكانه أن يوفر الحماية لهذه الفئة”.
كُنا قد تحدثنا في خبر مطالب حماية الناشئة من مخاطر تحدّيات "السوشيال ميديا" تصل البرلمان - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق