هل كان «السيد روح الله الخميني» يؤمن بالنظام الجمهوري؟ - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

هل كان «السيد روح الله الخميني» يؤمن بالنظام الجمهوري؟ - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. احتفل أنصار «الثورة الإيرانية» قبل فترة بذكراها السنوية، عندما نجحت في إسقاط النظام الملكي، وأعلن الثوار «الجمهورية الإسلامية»، قيل إن «الديموقراطية» هزمت الاستبداد، وذلك في فبراير 1979، بعد حركة جماهيرية واسعة متواصلة على امتداد عام كامل، رافقتها تحركات وكفاح جماهيري، ووعود من السيد الخميني قائد الثورة بألوان الرفاهية القادمة للشعب، ومبالغات سياسية من كل لون.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

وسرعان ما انكشفت في السنوات اللاحقة، مع آية الله الخميني، وهيمنة نظام الولي الفقيه، ومصادرة الحريات السياسية والاجتماعية والفكرية والدينية... وغيرها، أن الواقع شيء آخر.

وما أبعد الإيرانيين اليوم عن تلك الوعود، وما أبعد ثروتهم البترولية عن جيوبهم وحساباتهم، وما أشد حسرتهم على عملتهم المنهارة التي فقدت معظم قيمتها، وعجزهم عن الاستمتاع بثمار تضحياتهم وبثروتهم البترولية والسياحية حتى الاستثمارية بسبب تسلط عناصر وأجهزة الفساد.

كان السيد روح الله الخميني قائد الثورة الإيرانية كالكثيرين يكره سلطة الشاه والنظام القائم وسياساته في كل مجال، ولكن الخميني لم يكن معروفاً بأنه من المجددين أو المفكرين المتمردين، أو أنه من عشاق الحرية أو من أبطالها!

للباحثة الأردنية في الشؤون الايرانية د. فاطمة أحمد الصمادي كتاب بعنوان «التيارات السياسية في إيران: صراع رجال الدين والساسة»، بيروت 2019. الكتاب صادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات- دولة قطر. والكتاب دراسة قيمة موثقة وفيها فقرة مقتبسة من خطب وأقوال «آية الله الخميني» جديرة بالاقتباس والتأمل، والاستدلال بها لمعرفة مدى إيمان قائد الثورة بالديموقراطية والحرية السياسية، بل والنظام الجمهوري الذي اختاره القائد عام 1979 ضد الملكية.

الاقتباس الذي تورده الباحثة في مقدمة الكتاب، ص 15، مأخوذ كما يقول الهامش من مصادر فارسية رسمية هي: «صحيفة إمام: مجموعة آثار إمام خميني (بيانات پيام ها، مصاحبة ها، أحكام، إجازات شرعي ونامة ها) 22 مج، ط 5 (تهران، مؤسسة تنظيم ونشر آثار إمام خميني، 1389)، مج 7، ص 465-455.» ويقول نص الاقتباس:

«كل من ينادي بالجمهورية هو عدو لنا، كل من يردف «الديموقراطية» بعد الجمهورية الإسلامية عدو لنا، كل من يقول «الجمهورية الديموقراطية هو عدو لنا»، لأنهم لا يريدون الإسلام ونحن نريده... وهذه الدماء سالت من أجل تحقق الإسلام. لم يكن النفط هدفنا... ولا نريد حرية واستقلالاً لا ينطويان على الإسلام. إنني أرى أن شقاء الشعب الإيراني سيكون على يد هؤلاء الذين يصرخون بالحرية... شقاء أمتنا سيكون في اللحظة التي ننفصل فيها عن القرآن... أينما يأتون على ذكر الجمهورية الديموقراطية فاعلموا أن هناك مؤامرة، يريدون أن يقيموا لكم مملكة غربية... «رجل دين» يعني الإسلام، وكل من ينادي بإسلام من دون رجال الدين فاعلموا أنه معارض للإسلام».

ويثير موقف الخميني «المبدئي» من الجمهورية والديموقراطية والحرية السياسية وغيرها، كما يشهد هذا النص أسئلة كثيرة منها:

1) من أين استقى السيد الخميني هذا العداء وهذا الموقف من هذه القيم باعتبارها أجنبية ومعادية؟

2) لماذا لم يكشف أوراقه منذ البداية ويصارح المشاركين في الثورة من القوى الأخرى؟ ولماذا تبنى «النظام الجمهوري» في الدستور أصلاً؟

3) هل للسيد الخامنائي، الولي الفقيه الحالي، موقف مماثل أم انه أشد معارضة لهذه القيم؟

4) قد يكون مصدر عداء الخميني لهذه المبادئ فكر الإخوان المسلمين «وحزب التحرير» الإسلامي في العراق، وكانت للخميني، كما هو معروف، علاقة وثيقة بالحزبين أثناء إقامته في العراق، وكلاهما معاديان لهذه الأنظمة والقيم الغربية، وبخاصة بعد تجارب الحزبين مع الانقلابات والثورات العربية في مصر وسورية.

ألا تستحق هذه الأسئلة بعض الإجابات؟

كُنا قد تحدثنا في خبر هل كان «السيد روح الله الخميني» يؤمن بالنظام الجمهوري؟ - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق