برادة: فن عيساوة يمتد لخمسة قرون.. والشباب يستطيعون حمل المشعل - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. على مدار أكثر من أربعين عاما، بصم الفنان الحاج سعيد برادة اسمه كأحد أبرز الوجوه التي تمثل التراث العيساوي في المغرب، محققا حضورا لافتا يعكس مدى عشقه لهذا التراث العريق. فمن خلال رحلته الفنية، استطاع أن ينقل هذا اللون الموسيقي الأصيل إلى الموجة العصرية، جاذبا إليه جمهورا متنوعا من جميع الأجيال، مواصلا مسيرته ليروج لهذا التراث العريق في مختلف أنحاء المملكة.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
في الحوار التالي الذي خص به هسبريس، يتحدث سعيد برادة عن سر تمسكه بالفن العيساوي وتكريم التراث المغربي، إضافة إلى رؤيته حول مستقبل هذا الفن في يد الجيل الجديد ومواضيع أخرى.
كيف تفسر الإقبال والتفاعل الكبيرين اللذين تحظى بهما جولاتك الفنية؟
أود أن أقول لكم إن المحبة هي التي جعلتني أواصل المسيرة، لأنني اشتغلت لأزيد من أربعين سنة في هذا المجال، لكن بفضل الله ثم بفضل الجمهور الطيب الذي يشاركنا اللحظات المباركة، أخذنا القوة لنستمر في هذا الطريق ونكوّن الشباب لكي نترك الخلف الذي سيواصل العمل ويجعل هذا التراث العيساوي حيا، لأنه تراث يمتد لأكثر من خمسة قرون، وهو ليس أمرا سهلا بل يحتاج إلى جهد كبير كي لا يذهب ما قمنا به هباء منثورا. والحمد لله، بفضل رب العالمين أولا، وبفضل الجمهور الذي يقدر هذا التراث، استطعنا الحفاظ عليه.
ما الذي يدفعك لتكريم التراث المغربي وفن “عيساوة” الذي ظل صامدا عبر الأجيال؟
بالنسبة للطائفة العيساوية، فأنا لا أعتبر نفسي جلبت شيئا جديدا، بل هو إرث من أجدادي الخمسة. فقد كانت العيساوية تُمارس منذ زمن بعيد، لكن بطريقة صوفية تقليدية حسب ذلك العصر. ولكي لا تضيع، نحن أدخلنا عليها بعض التحديثات واللطافة والإيقاعات الخفيفة حتى تظل حية وتتطور، ونتمكن من جذب حب الجمهور والشباب، لأن الطريقة القديمة بقصائدها الطويلة من الصعب تقبلها.
في رأيك، هل يستطيع الجيل الجديد الحفاظ على هذا اللون الفني والاستمرار في تطويره؟
بالفعل، هناك العديد من الشباب في هذا المجال قادرون على حمل راية هذا الفن، منهم من تكوّن على يدنا ونحن نراهم اليوم يتقدمون ويشاركون في هذا التراث بكل فخر، وهذا أمر يفرحنا لكي يستمر هذا الفن ويتوارث من جيل إلى جيل.
هل من الممكن أن نراك في برنامج لاكتشاف مواهب فن “عيساوة”؟
حقيقة، هذه الفكرة التي طرحتها عليَّ سبق وراودتني. أتمنى أن يتقدم منظم أو منتج لصناعة هذا البرنامج، وسيجدنا معه كلجنة، ونكوّن الشباب لأن هذا الفن العيساوي هو بحر غني يستحق أن يُعرض في مختلف المحافل، وهو موجود في جميع أنحاء المغرب.
ما النصيحة التي تقدمها للشباب الراغبين في دخول هذا المجال الفني؟
بالنسبة للشباب الذين يرغبون في دخول هذا المجال، أقول لهم إنه يجب عليهم أن يكونوا مؤهلين من الناحية الأخلاقية والأدبية، وأن تكون لديهم القدرة على التعلم والحفظ، ويجب أن يكون صوتهم مناسبا لهذا الفن، لأن الزاوية مفتوحة للجميع، شريطة أن تكون لديهم التربية الحسنة والأخلاق الحميدة والنية الصافية.
جمهورك يلقبك بـ”سفير الفن العيساوي”، فكيف تستقبل هذا اللقب؟
البعض يلقبني بـ”سفير عيساوة” أو “عميد الفن العيساوي”، وأنا لا أزكي نفسي ولكنني أعتبر نفسي مقدما للطائفة العيساوية بالمصطلح القديم، وليس رئيس فرقة كما يقال اليوم.
كلمة أخيرة
جمهوري الحبيبي، أتمنى لكم رمضان مباركا، وأن يكون قد مر بسلام على الجميع، وأتمنى أن يتواصل الخير والبركة في أيامنا المقبلة، وشكرا لهسبريس على هذا الحوار المميز.
كُنا قد تحدثنا في خبر برادة: فن عيساوة يمتد لخمسة قرون.. والشباب يستطيعون حمل المشعل - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق