تحديات تواجه البابا القادم .. قضايا الفساد المالي والجنسي وأزمات العالم - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

تحديات تواجه البابا القادم .. قضايا الفساد المالي والجنسي وأزمات العالم - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. مع دخول البابا فرنسيس المستشفى مرة أخرى بسبب تدهور حالته الصحية، تعود إلى الواجهة التساؤلات حول مستقبل الكنيسة الكاثوليكية ومن سيكون خليفته على الكرسي الرسولي. هذه الأسئلة لا تقتصر فقط على البعد الروحي للبابوية، بل تمتد إلى معركة خفية بين تيارين داخل الفاتيكان: تيار يدافع عن عالمية الكنيسة، والتي تعززت منذ عهد يوحنا بولس الثاني، وآخر يسعى لإعادة البابوية إلى يد كاردينال إيطالي، كما كان التقليد لقرون طويلة قبل أن يتوقف عام 1978.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

لطالما كانت الكنيسة الكاثوليكية تحت سيطرة البابوات الإيطاليين، ليس فقط منذ تأسيس الدولة الفاتيكانية عام 1929، بل عبر قرون من التاريخ. منذ نهاية الفترة البابوية في أفينيون في القرن الرابع عشر، وحتى انتخاب يوحنا بولس الثاني في عام 1978، كانت الغالبية العظمى من البابوات إيطاليين، مما جعل الفاتيكان مرتبطًا بشكل وثيق بالسلطة السياسية والكنسية الإيطالية.

لم يكن هذا التقليد مجرد مصادفة، بل كان جزءًا من نظام متكامل يضمن بقاء السلطة البابوية داخل الدوائر الإيطالية، حيث كانت الطبقة الكنسية الإيطالية تتمتع بنفوذ هائل داخل المجمع المقدس، مما سهل انتخاب بابوات إيطاليين على مدى القرون. إلا أن هذا التقليد انتهى مع انتخاب يوحنا بولس الثاني، ثم بنديكتوس السادس عشر، وأخيرًا البابا فرنسيس، ما أطلق مرحلة جديدة من العالمية في قيادة الكنيسة.

اليوم، ومع احتمال نهاية عهد البابا فرنسيس، يتزايد الضغط من قبل بعض الكرادلة الإيطاليين لإعادة البابوية إلى جذورها الوطنية. هؤلاء يرون أن الفاتيكان يجب أن يكون تحت قيادة شخص يفهم تعقيداته الداخلية ويعيد للكرسي الرسولي النفوذ الذي خسره في العقود الأخيرة. في المقابل، هناك من يدافع عن بقاء الكنيسة عالمية، باعتبار أن انتخاب بابا من خارج أوروبا يعكس الطبيعة العالمية للكاثوليكية، حيث لم تعد أوروبا وحدها مركز ثقل الكنيسة، بل أصبحت أمريكا اللاتينية، إفريقيا، وآسيا تمتلك حضورًا متزايدًا في المشهد الكاثوليكي.

في ظل هذا الصراع، تبرز أسماء عدة كمرشحين محتملين للبابوية المقبلة، وكل منهم يعكس توجها مختلفا حول مستقبل الكنيسة.

الكاردينال بيترو بارولين، البالغ من العمر 70 عامًا، يُعتبر من أكثر الشخصيات نفوذًا في الكنيسة اليوم، إذ يشغل منصب أمين سر الفاتيكان، وهو منصب يشبه رئيس وزراء الفاتيكان. يتمتع بعلاقات قوية داخل أوروبا وخارجها، ويُعرف بحنكته الدبلوماسية، خاصة في قضايا مثل العلاقة مع الصين وأوكرانيا. قد يكون خيارًا توافقيا بين المحافظين والإصلاحيين، لكنه يواجه معارضة من بعض الكرادلة الذين يرونه امتدادًا لنهج البابا فرنسيس.

الكاردينال ماتيو ماريا زوبي، البالغ من العمر 69 عامًا، هو رئيس مجلس أساقفة إيطاليا. يُنظر إليه على أنه مرشح قوي من قبل الدوائر الكاثوليكية في إيطاليا، خصوصًا أنه يتبنى نهجًا أكثر تقليدية مقارنة بالبابا الحالي. لديه سجل في العمل الاجتماعي والوساطة في النزاعات، ويُعتبر شخصية دبلوماسية قوية. يميل إلى الخط الإصلاحي المعتدل، لكنه يحظى بدعم من دوائر محافظة ترغب في إعادة النفوذ الإيطالي للكنيسة.
إلى جانب المرشحين الإيطاليين، هناك شخصيات أخرى من خارج إيطاليا قد تحظى بفرصة للفوز بالبابوية. الكاردينال لويس أنطونيو تاغل، البالغ من العمر 67 عامًا، فلبيني الجنسية، ويشغل منصب نائب رئيس دائرة التبشير بالفاتيكان. يتمتع بشعبية واسعة في آسيا وأمريكا اللاتينية، ويُنظر إليه كخيار لاستمرار نهج البابا فرنسيس في تعزيز الكنيسة بين الفقراء والمهمشين. معروف بمهاراته الخطابية وحضوره القوي، لكنه قد يواجه معارضة من الكرادلة الأوروبيين الذين يرون أن الكنيسة يجب أن تظل تحت قيادة بابا من أوروبا.

الكاردينال بيتر إردو، البالغ من العمر 72 عامًا، مجري الجنسية، ويُعتبر ممثل التيار المحافظ داخل الكنيسة. له مواقف قوية تجاه القضايا التقليدية مثل الزواج والأسرة. كونه من أوروبا الشرقية، قد يحظى بدعم من الكرادلة الذين لا يريدون عودة البابوية لإيطاليا ولكنهم في الوقت ذاته لا يرحبون بخيار من خارج القارة الأوروبية.

رغم أن الكنيسة تُعرف بأنها مؤسسة دينية، إلا أن صراعاتها الداخلية تعكس في كثير من الأحيان الصراعات السياسية والدنيوية. عملية انتخاب البابا ليست مجرد قرار روحي، بل هي معركة دبلوماسية تُجرى خلف الأبواب المغلقة في مجمع الكرادلة، حيث تتدخل المصالح الشخصية والجماعية، وأحيانًا حتى التأثيرات الخارجية من دول كبرى لها مصالح في توجه الكنيسة الكاثوليكية.

إضافة إلى ذلك، تواجه الكنيسة أزمات كبرى تتجاوز البعد العقائدي، من أبرزها قضايا الفساد المالي التي طالت بعض المؤسسات التابعة للفاتيكان، إذ تم الكشف عن فضائح تتعلق بإدارة الأموال واستثمارات مشبوهة، مما أدى إلى تحقيقات داخلية شملت شخصيات رفيعة في الكنيسة. كما أن قضية الاعتداءات الجنسية على القاصرين لا تزال تطارد الفاتيكان، رغم محاولات البابا فرنسيس التعامل معها بجدية أكبر مقارنة بأسلافه. هذه الفضائح أضعفت صورة الكنيسة عالميًا، وزادت من الضغوط الداخلية والخارجية لإصلاح مؤسساتها، وهو تحدٍّ كبير سيواجه البابا المقبل.

البابا القادم سيكون مسؤولًا عن مواجهة العديد من التحديات، من تراجع عدد المؤمنين في أوروبا، إلى قضايا الفساد المالي داخل الفاتيكان، فضلا عن العلاقة مع الصين وأزمة الحرب في أوكرانيا، وكذلك استمرار تداعيات قضايا الاعتداءات الجنسية التي أضرت بمصداقية الكنيسة. كل هذه الملفات تجعل عملية انتخاب البابا القادم محورية ليس فقط لمستقبل الكنيسة، بل أيضًا لدورها في العالم.

كُنا قد تحدثنا في خبر تحديات تواجه البابا القادم .. قضايا الفساد المالي والجنسي وأزمات العالم - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق