عمرو خالد: الوفاء بالعهد و"رد الجميل" من الصفات المحبوبة في المؤمن - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. حذر الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، من “خيانة العشرة” بين الناس حتى لا يكون ممن يُرفع لهم لواء الغدر يوم القيامة، قائلاً إن “رد الجميل”، والوفاء بالعهد من صفات المؤمن التي يحبها الله ورسوله.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
وأضاف، في الحلقة الخامسة عشرة من برنامجه الرمضاني “نبي الإحسان”، أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم كان يحب الوفاء ويكره الغدر والخيانة، ويحب كل من وقف بجانبه في يوم من الأيام، فيعطي دون ضغط أو تكلف.
وأورد نماذج من السيرة النبوية تكشف عن هذا الخلق الكريم؛ وذلك أن فاطمة بنت عمرو، زوجة عبد المطلب هي التي ربت أبا النبي، وهي من ربت النبي، ولما انتقل من بيت جده إلى بيت عمه أبي طالب تولت رعايته زوجته فاطمة بنت أسد، وتيمنًا بالاثنتين سمى ابنته فاطمة.
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما كبر وتزوج السيدة خديجة وكسب وتاجر وشاركها في تجارتها وأصبح لديه المال، كان أول قرار أخذ عليا بن أبي طالب ليربيه في بيته، حتى يخف الحمل عن عمه، وقد زوجه ابنته فاطمة عندما كبر.
ولفت خالد إلى أنه عندما استشهد عبد الله بن حرام الأنصاري، والد الصحابي جابر بن عبد الله، في يوم أحد بينما كان يدافع عن رسول الله، وترك 9 بنات مع ابنه جابر وكانت عليه ديون كثيرة، لم يتركه وسدد له ديونه، صيانة للعشرة.
وأثناء رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة ذات الرقاع، دار حوار بينه وبين جابر بن عبد الله ، لما كان يعلمه عن حالته المادية الصعبة، وإنفاقه على زوجته وأخواته التسع.
يقول جابر بن عبد الله: “خرجت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى غزوة ذات الرقاع من نخل، على جمل لي ضعيف، فلما قفل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- جعلت الرفاق تمضي، وجعلت أتخلف، حتى أدركني رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فقال: مالك يا جابر؟ قال: قلت: يا رسول الله أبطأني جملي هذا، قال: أنخه، فأنخته، وأناخ رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: أعطني هذه العصا من يدك، أو اقطع لي عصًا من شجرة، قال: ففعلت، قال: فأخذها رسول الله فنخسه بها نخسات، ثم قال: اركب، فركبت، فخرج، والذي بعثه بالحق – يواهق ناقته مواهقة (يسابقها لسرعته)، قال: وتحدثت مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال لي: أتبيعني جملك هذا يا جابر؟، قال: قلت يا رسول الله بل أهبه لك، قال: لا، ولكن بعنيه، قال: قلت: فَسُمْنِيه يا رسول الله، قال: قد أخذته بدرهم، قال: قلت: لا، إذن تغبنني يا رسول الله، قال: فبدرهمين، قال: قلت: لا، قال: فلم يزل يرفع لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في ثمنه، حتى بلغ الأوقية (تعادل 29 غراما من الذهب)، قال: فقلت: أفقد رضيت يا رسول الله؟، قال: نعم، قلت: فهو لك، قال: قد أخذته، قال: ثم قال: يا جابر، هل تزوجت بعد؟ قال: قلت: نعم يا رسول الله، قال: أثيِّبًا أم بكرًا؟، قال: قلت: لا، بل ثيِّبًا، قال: أفلا جارية تلاعبها وتلاعبك؟، قال: قلت يا رسول الله إن أبي أصيب يوم أحد، وترك بنات له سبعًا، فنكحت امرأة جامعة، تجمع رؤوسهن، وتقوم عليهن، قال: أصبت – إن شاء الله) رواه أحمد.
وذهب جابر ليأخذ الأوقية ثمرة صفقة بيعه جمله لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: “ادع لي جابرًا، قلت: الآن يرد عليَّ الجمل، ولم يكن شيء أبغض إليَّ منه، قال: خذ جملك ولك ثمنه”. فرجع جابر بأوقية الذهب، وبالجمل يقضي عليه حاجته على بغضه له.
على الرغم من ذلك، قال خالد إن جابرا كان لا تزال عليه ديون ليهودي اقترضه منه، وحان موعد رده عند جز النخل، فأراد أن يتوسط أحد لديه حتى يؤجل السداد.
يروي جابر فيقول: “كان بالمدينة يهودي، وكان يسلفني في تمري إلى الجِداد -وكانت لجابر الأرض التي بطريق رومة- فجلست، فخلا عامًا، فجاءني اليهودي عند الجِداد، ولم أجد منها شيئًا، فجعلت أستنظره إلى قابلٍ فيأبى، فأُخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لأصحابه: “امشوا نستنظر لجابر من اليهودي”.
فجاءوني في نخلي، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يُكلِّم اليهودي، فيقول: أبا القاسم، لا أنظره.
فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم قام فطاف في النخل، ثمَّ جاءه فكلَّمه فأبى، فقمت فجئت بقليل رطبٍ فوضعته بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، فأكل ثم قال: “أين عريشك (مكان الظل بالبستان) يا جابر؟”، فأخبرته، فقال: “افرش لِي فِيهِ”. ففرشته، فدخل فرقد ثم استيقظ، فجئته بقبضة أخرى، فأكل منها ثم قام فكلَّم اليهودي فأبى عليه، فقام في الرِّطاب في النخل الثانية ثم قال: “يا جابر، جُدَّ وَاقْضِ”. فوقف في الجداد فجددت منها ما قضيته، وفضل منه، فخرجت حتى جئت النبي صلى الله عليه وسلم فبشَّرته، فقال: “أشهَد أَني رسول الله”.
أم أيمن.. بركة الحبشية
ذكر خالد أن بركة الحبشية “أم أيمن”، التي كانت حاضنة تربية النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أمه، فكان كلما رآها يقول للناس: “هذه أمي بعد أمي”.. من أجل أن يرد لها فضلها، وعندما مات زوجها ظل يبحث لها عن زوج حتى قال للصحابة من يتزوجها وهو معي في الجنة، فتزوجها زيد بن حارثة (كان وسيم وأبيض)، وأنجب منها أسامة بن زيد، أحد أبطال الفتوحات الإسلامية. وكان كلما رآه النبي يناديه: الحب بن الحب.
سلمان الفارسي.. 40 أوقية ذهب و300 فسيلة نخل
قال خالد إن سلمان الفارسي كان عند هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة يعمل لدى سيده في جز النخل، فلما تيقن من علامات النبوة، انكب عليه يقبله وهو يبكي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: تحول، فتحولت، فقصصت عليه حديثي.
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع أصحابه وحكى لهم قصة سلمان، حتى يشد من أزره ويرفع روحه المعنوية، مقدمًا إياه لهم على أنه رمز ونموذج، اغترب عن أرضه وتنقل من بلد إلى آخر بحثًا عن الإسلام.
لكن اليهودي الذي كان يملك سلمان طلب 40 أوقية من الذهب و300 فسيلة نخل يغرسها، وأربعين أوقية من ذهب، حتى ينال سلمان حريته، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة قائلاً: “أعينوا أخاكم”، فجمعوا 300 فسيلة، فأمره الرسول بأن يحفر لها فحفر لها، وكان يأتي بالفسيلة فيضعها الرسول بيديه الشريفتين.
يقول سلمان: “فو الذي نفس سلمان بيده ما ماتت منها ودية واحدة، فأديت النخل وبقي علي المال، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة الدجاجة من ذهب من بعض المغازي، فقال: ما فعل الفارسي المكاتب؟، قال: فَدُعِيتُ له، فقال: خذ هذه فأدِّ بها ما عليك يا سلمان!، فقلت: وأين تقع هذه يا رسول الله مما عليَّ؟، قال: خذها، فإن الله عز وجل سيؤدي بها عنك، قال: فأخذتها، فوزنت لهم منها – والذي نفس سلمان بيده – أربعين أوقية، فأوفيتهم حقهم، وعتقت، فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق، ثم لم يفتني معه مشهد”.
تقدير النبي لأبي بكر
روى خالد أنه في حادثة بين الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- أبى عمر أن يغفر لأبي بكر، فتوجه الصديق إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له عليه السلام: “يغفر الله لك يا أبا بكر”، ولما علم عمر ندم وذهب إلى أبي بكر فلم يجده، فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فرأى النبي وجهه متغير، فجثا أبو بكر على ركبتيه وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: “يا رسول الله، والله أنا كنت أظلم”، فقال النبي عليه السلام: “إن الله بعثني إليكم، فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟”، فما أوذي بعدها.
وقال: ما من أحد كانت له عندنا يد إلا كافئناه بها، كل الأبواب تغلق إلى المسجد إلا باب أبي بكر.
يوم فتح مكة
قال خالد إنه في يوم فتح مكة، وعلى الرغم من مرور 12 سنة على وفاة خديجة وأبي طالب، طلب النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه: ابنوا لي خيمة عند قبر خديجة، وذلك حتى يطمئن الأنصار بأنه عائد معهم.
وبيّن خالد أن النبي صلى الله عليه وسلم امتد وفاؤه إلى الكفار الذين ساعدوه، ومنهم أبو البختري بن هشام ومطعم بن عدي، إذ قال يوم بدر: لو كان مطعم حيًا لفديت له كل أسرى بدر. وأمر حسان بن ثابت
يكتب قصيدة شعر يرثي فيها وفاة مطعم ويمدحه ويذكر صفاته الجيدة على الرغم من موته على الكفر.
كُنا قد تحدثنا في خبر عمرو خالد: الوفاء بالعهد و"رد الجميل" من الصفات المحبوبة في المؤمن - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق