مراجعة الحلقة 3 من مسلسل Daredevil: Born Again - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. تحذير: هذه المراجعة مليئة بالحرق للحلقة الثالثة من مسلسل Daredevil: Born Again، والتي تحمل عنوان The Hollow of His Hand.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
للاطلاع على المراجعة الخالية من الحرق للحلقتين 1+2.
سأتحدث بصراحة منذ البداية، أتوقع أن تثير هذه الحلقة انقساماً واضحاً بين المشاهدين، فالبعض قد يجدها ممتعة، بينما قد يشعر الآخرون بخيبة أمل، خاصة بعد أول حلقتين ناريتين. ويمكنني تفهّم كلا الرأيين تماماً، لأنني شخصياً أجد نفسي في المنتصف بين هذين الطرفين. بصفتي من عشاق "ديرديفل" القدامى، لا زلت أشعر بالتعطش للمزيد من اللحظات البطولية التي انتظرتها لسنوات. لذا ربما شعرت ببعض الإحباط لأن هذه الحلقة ركزت بالكامل على محاكمة هيكتور آيالا، دون أن تتضمن الكثير من مشاهد الأكشن أو الأحداث الحماسية. ومع ذلك لديّ أيضاً شغف بمسلسلات الدراما القانونية مثل Suits، لذا لم أجد مشكلة في متابعة المرافعات والمناورات القانونية، خاصة أنها تذكّرنا بمدى براعة مات موردوك في هذا المجال.
لكن هل كانت الحلقة على مستوى التوقعات؟ حسناً... هناك جوانب إيجابية وأخرى سلبية، وسنستعرضها بالتفصيل في هذه المراجعة.
كشفت التقارير السابقة أن النسخة الأولى من المسلسل، التي صُوّر جزء منها قبل اتخاذ قرار تجديده إبداعياً بالكامل، كانت تركز بشكل أكبر على القضايا القانونية داخل المحاكم، حيث لم يظهر ديرديفل ببدلته فعلياً حتى الحلقة الرابعة. وكان هذا أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت القائمين على العمل إلى إعادة النظر في توجه المسلسل، إذ كانوا يدركون أن المعجبين، لا سيما القدامى الذين انتظروا لسنوات طويلة عودة هذا البطل الخارق، قد يصابون بخيبة أمل إذا تحوّل إلى مسلسل قانوني أشبه بـ She-Hulk. لكن بعد قرار التجديد، أُعيدت صياغة الحلقات التي تم تصويرها مسبقاً، حيث احتفظوا بالكثير من المواد الأصلية لكنهم أضافوا فوقها عناصر جديدة وأجروا تغييرات جوهرية. ومن الواضح أن هذه الحلقة لا تزال تحمل بصمة واضحة من النسخة الأولى، وهو ما قد يفسر ردود الفعل المتباينة التي قد تتلقاها والتقييمات المتفاوتة من قبل الجمهور. ورغم ذلك، كان من الممتع رؤية مات موردوك في دوره كمحامٍ بارع، يدافع عن المظلومين بإيمان راسخ بأن القانون (وليس المُقتصّون) هو السبيل لتحقيق العدالة. لكن كما هو الحال دائماً في عالم ديرديفل... لا توجد نهايات سعيدة.
تركّز هذه الحلقة بشكل أساسي على صراع مات الداخلي حول مفهوم "المُقتص" للعدالة، حيث لا تتوانى عن دفعه للتفكير مجدداً في دوره كبطل الذي تخلى عنه منذ موت فوغي، خصوصاً من خلال حواره مع هيكتور آيالا داخل الزنزانة. من الواضح أن هذا سيلعب دوراً بالحلقات القادمة ليكون كشرارة لإعادة إشعال فكرة عودته إلى ارتداء قناع "ديرديفل"، خاصة مع الصدمة القوية التي تحملها اللحظات الأخيرة من الحلقة. لكن قبل التطرق إلى تلك الصدمة، لا بد من الإشادة بالطريقة التي جعلتنا الحلقة نتعلق بشخصية هيكتور آيالا. فقدمت لنا لمحة مؤثرة عن خلفيته، مما سمح لنا بالتواصل مع قصته وأحلامه. ومع ذلك كان بإمكان الحلقة أن تعمّق هذا الجانب أكثر عبر إدراج لقطات فلاش باك تسلط الضوء على علاقته بعائلته، ما كان سيجعل مشهد وجود عائلته في قاعة المحكمة أكثر تأثيراً. من الواضح أن هناك خلافات بينه وبين زوجته حول ارتدائه عباءة "وايت تايغر"، وكان تسليط الضوء على هذا الصراع سيضيف بعداً درامياً أقوى للقصة. لكن في نهاية المطاف، كان وقع مشهد مقتل هيكتور مضاعفاً، ليس فقط بسبب ما يعنيه ذلك درامياً داخل القصة، بل أيضاً لوقعه العاطفي المرتبط بالواقع، حيث توفي الممثل كامار دي لوس راياس نفسه قبل عرض المسلسل. أداؤه في هذه الحلقة كان استثنائياً، وقدّم وداعاً يليق بموهبته، مما يجعل اللحظات الأخيرة أكثر قوة وتأثيراً.
من الجوانب التي أثارت إحباطي في هذه المحاكمة هي الطريقة التي تصرف بها مات موردوك، وذلك بأسلوب لا يتماشى مع شخصيته التي عهدناها. هذا التغيير غير منطقي بناءً على الأحداث التي أوصلته إلى هذه النقطة، وهو ما يجعله يبدو خارجاً عن طبيعته المعتادة. لطالما كان مات مدركاً لأهمية السرية بالنسبة لأي مقتصّ يرتدي قناعاً، وهو أمر لا يعرفه فحسب، بل يمثله شخصياً. فقد كان هذا المفهوم جوهرياً في اتفاقه السابق مع كينغ بين: ألا يكشف فيسك هويته، مقابل أن يترك فانيسا وشأنها. ومع ذلك نجد هنا مات يتصرف بعكس ذلك تماماً، مدفوعاً باليأس، حيث يقوم بكشف هوية وايت تايغر دون استشارة هيكتور آيالا حتى، ودون أي اعتبار للخطر الذي قد يعرّضه له ولعائلته. والنتيجة؟ قُتل هيكتور في النهاية، وحتى مع ارتدائه البدلة، كان قاتله على دراية كاملة بتحركاته مما سمح له بنصب هذا الفخ القاتل. المفارقة هنا أن آخر مرة رأينا فيها مات في المحكمة كانت في مسلسل She-Hulk، حيث دافع عن لوك جيكوبز للحفاظ على سرية قائمة عملائه من المقتصّين، ما يثبت أنه يفهم تماماً أهمية حماية الهويات السرية. وهذا ما يجعل هذه المحاكمة محبطة، لأن الحبكة اختارت الطريق السهل لإنهائها عبر تحقيق فوز سريع، متجاهلة تماماً المبادئ والعقلية التي بُنيت شخصية مات موردوك عليها طوال ظهوره في مختلف الأعمال السابقة.
من الجوانب الأخرى المخيبة للآمال في هذه الحلقة أننا لم نحصل على أي فرصة لرؤية قدرات وايت تايغر قبل مقتله، ولا حتى من خلال لقطة فلاش باك توضح ما يمكنه فعله. كان بإمكانهم استغلال المشهد الأخير ليُظهر لنا هيكتور وهو يستخدم قوته لإنقاذ شخص ما قبل أن يقع في الفخ، مما كان سيجعل لحظاته الأخيرة أكثر تأثيراً ويمنحنا لمحة عن إمكانياته. بالنسبة لمن لم يقرأ القصص المصورة، قد يكون من الصعب فهم طبيعة قدرات وايت تايغر وكيف تعمل القلادة التي يرتديها. ما نوع القوى التي تمنحها له؟ ألا تجعله أكثر مقاومة للهجمات؟ ألا تمنحه إحساساً بالخطر القريب؟ أم أنها مجرد زيادة في القوة والسرعة؟ هذه أسئلة تبقى معلقة، وأتمنى أن يجيب عنها المسلسل لاحقاً، خاصة وأن القلادة يمكن أن تنتقل إلى شخص آخر، مما قد يمنحنا فرصة لرؤية وايت تايغر جديد في المستقبل.
أما من ناحية فيسك، ففي هذه الحلقة يتضح أن المسافة بينه وبين فانيسا تزداد يوماً بعد يوم، ليس فقط عاطفياً بل حتى جسدياً، حيث نرى مشهداً تفصلهما فيه طاولة طويلة جداً أثناء العشاء، وكأنها تجسيد مرئي للشرخ العميق في علاقتهما. وعندما تخبره فانيسا عن اللوحة الصفراء التي عثرت عليها، قد يظن المشاهد في البداية أنها تحاول إعادة إحياء الرابط الذي جمعهما في البداية: الفن، الذي كان أساس قصة حبهما. لكن سرعان ما يتضح العكس عندما تضيف: "يمكنني تبييض 200 مليون دولار من خلال بيعها"، مما يغير تماماً معنى حديثها، حيث أصبح الفن بالنسبة لها مجرد وسيلة لتحقيق المكاسب المالية لا شغفاً مشتركاً يجمعها بزوجها. وهذا يعمّق الفجوة بينهما أكثر، سواء على طاولة الطعام أو في حياتهما ككل، وهو أمر يبدو واضحاً حتى خلال جلسات الاستشارة الزوجية التي يخضعان لها دون أي تحسّن يُذكر.
تبلغ الأمور حدّاً يدفع فيسك ليقول لها بلهجة تحذيرية: "دعينا لا نصل إلى مرحلة تنعدم فيها ثقتي بك." وهذه الجملة بحد ذاتها تطرح العديد من التساؤلات حول نواياه الحقيقية. هل تغير موقف فيسك فعلاً تجاه ما تفعله فانيسا؟ أم أن هناك خطة طويلة الأمد يعمل على تنفيذها بصبر؟ أما بشأن رغبته في التخلص من العصابات من خلال جعلها تقتتل مع بعضها البعض، فلا يزال دافعه الحقيقي غير واضح. هل يسعى فعلاً إلى تنظيف نيويورك ليعمّ السلام، أم أن لديه هدفاً أكثر خبثاً؟ ربما يريد أن تخرج الأمور عن السيطرة، ليبرهن للجميع أن المقتصّين للعدالة عاجزون عن ضبط المدينة، وأنه وحده —ويلسون فيسك— هو القادر على فرض النظام وجلب الأمان الحقيقي.
خلال الحلقة، نشاهد لقطات سريعة من تقارير بي بي، التي تسلط الضوء على آراء الشارع حول الأحداث الجارية. في الحلقتين الأولى والثانية، كان التركيز الأساسي على فيسك والانتخابات، لكن هذه الحلقة تغيّر الاتجاه نحو مناقشة المقتصّين بشكل عام، ومحاكمة وايت تايغر بشكل خاص. أحد المعلقين، وهو يتناول شريحة بيتزا بهدوء، يلخص المشهد بكلمات بسيطة لكنها تحمل معاني عميقة: "الخير ضد الشر. الشر ضد الشر. والخير ضد الخير". هذه الجملة تعكس بوضوح كيف أصبح الخط الفاصل بين الخير والشر مشوشاً تماماً، وكيف تحوّلت المدينة إلى منطقة رمادية لا يمكن فيها التمييز بسهولة بين الصواب والخطأ. الشرير أصبح العمدة، والبطل الخارق بات قيد المحاكمة، وهو انعكاس مثالي للفوضى الأخلاقية التي تعيشها نيويورك في ظل هذه الأحداث المتصاعدة. تعجبني هذه اللقطات التي تتوزع بين المشاهد حيث تعطي واقعية عصرية للمسلسل.
لا بد من الإشادة بالطريقة التي يتعامل بها المسلسل مع إظهار قدرات مات موردوك الفائقة دون الحاجة إلى الشرح أو الحوار. في الحلقتين الأولى والثانية، استخدم صناع المسلسل تقنيات بصرية ذكية للتركيز على قدرته الفائقة في السمع، مثل تسليط الإضاءة على أذنه أثناء تقريب الكاميرا، قبل أن تبتعد تدريجياً ويضيق الإطار من الأعلى والأسفل، مع تغيير تركيز البؤرة لإبراز فوغي وهو يتحدث بعيداً خارج المطعم. هذه الطريقة سمحت لنا بفهم كيفية إدراك مات لما يجري حوله، وكيف أنه في حين يستطيع سماع كل شيء قريب أو بعيد، إلا أنه قادر أيضاً على ضبط تركيزه ليسمع أصواتاً محددة وسط الضوضاء. يتكرر هذا الأسلوب مرة أخرى في مشاهد المحكمة، حيث يتم إبراز التفاصيل الحسية لمات مثل معرفته أن كريستين تلتفت نحو الباب أو استماعه لدقات قلوب الموجودين، ما يضيف شعوراً غامراً لتفاعلاته في القاعة. كما يجب الإشادة أيضاً بأسلوب التصوير السينمائي المميز، خاصة في مشهد المحاكمة. استخدام الكاميرا المحمولة باليد يمنح المشاهد إحساساً وكأننا داخل القاعة، مما يخلق تجربة أكثر واقعية وغمراً. بالإضافة إلى ذلك، تعتمد بعض اللقطات على منظور من خلف الكتف، وكأننا نجلس بين هيئة المحلفين، ما يعزز التوتر والانغماس العاطفي في الأحداث، ويجعل لحظات الأحداث أكثر قوة وتأثيراً.
على الرغم من أن مشاهد المحكمة حافظت على إيقاع مشوق للحلقة، لا يمكن إنكار أننا كنا نتمنى رؤية المزيد من مشاهد الأبطال الخارقين والآكشن. فالمسلسل لا يزال يحمل اسم ديرديفل، ومن الطبيعي أن يكون لدى المشاهدين توقعات بمزيد من مشاهد الأكشن والمواجهات البطولية، وليس مجرد دراما قانونية. مع ذلك يمكن القول أن هذه الحلقة على الأقل قدمت خاتمة واضحة لقصة وايت تايغر، مما يفتح المجال أمام التركيز على شخصيات أخرى في الحلقات القادمة. خصوصاً أن المسلسل لم يقدم لنا بعد الشرير ميوز، الذي تم التلميح له بشكل خفيف جداً في الحلقات الثلاث الأولى. مع انتهاء محاكمة هيكتور آيالا، يبدو أن الأحداث ستبدأ بالتصاعد بشكل أكبر، ونأمل أن نشهد قريباً مواجهة حقيقية بين ديرديفل وخصومه في عالم الجريمة.
تترك الحلقة الثالثة شعوراً متناقضاً، حيث نجحت في تقديم دراما قانونية مشوقة مع مشاهد متقنة الإخراج في قاعة المحكمة، لكنها في الوقت نفسه قد تخيب آمال من كانوا يتطلعون لرؤية المزيد من مشاهد الأبطال الخارقين والآكشن. على الرغم من أن الحبكة اتخذت بعض الاختصارات السهلة داخل المحكمة، إلا أنها في المقابل أنهت قصة وايت تايغر لتمهد الطريق للشخصيات الأخرى بالحلقات القادمة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
كُنا قد تحدثنا في خبر مراجعة الحلقة 3 من مسلسل Daredevil: Born Again - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق