غاية التعليمية يكتُب.. تحتضن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مركزًا متخصصًا يُعد صرحًا لحماية التراث الثقافي السعودي، حيث تتضافر جهود خبيرات سعوديات لترميم آلاف الوثائق والمخطوطات والكتب النادرة والصور والخرائط، مُعيداتٍ إليها الحياة بعد أن كادت عوامل الزمن أن تطمس معالمها.
وأكّدت شذا العجمي، مديرة إدارة التراث الثقافي ومركز الترميم، أن المركز الذي دُشّن في العام 2022، يعمل على حفظ وصيانة المواد التاريخية المتنوعة التي تقتنيها المكتبة.
وأشارت إلى أن المركز نجح في تعقيم أكثر من 61,000 مادة علمية نادرة، وترميم 28,661 مادة أخرى، تتضمن مجموعات من الصور والوثائق والخرائط والكتب النادرة والمخطوطات.

حفظ المقتنيات التراثية

وأضافت العجمي أن المركز لا يقتصر دوره على مقتنيات المكتبة، بل يمتد ليشمل تقديم خدمات الترميم والمعالجة والحفظ للأفراد والجهات الخارجية، مُشددةً على أن المركز يتميز بتقديم أوعية حفظ خالية الحموضة ومتنوعة تناسب الحفظ المستدام للمقتنيات التراثية بمختلف أنواعها.
ولفتت إلى أن مراحل الترميم تبدأ من استلام المادة المراد ترميمها، مرورًا بالمعالجة والتعقيم والترميم اليدوي والآلي والتصفيح والخياطة والتجليد، وصولًا إلى تسليمها في صناديق حفظ متخصصة لحمايتها من العوامل البيئية.
وأوضحت أن المركز يضم أقسامًا متعددة، منها: قسم المعالجة والتعقيم، وقسم الترميم اليدوي والتوثيق، وقسم الترميم الآلي والتصفيح، وقسم الخياطة والتجليد، مُجهزة بأحدث التقنيات، كغرفة تعقيم بالأوزون، وكابينة شفط الغازات الخانقة والسامة، وجهاز الترميم الآلي، وجهاز التصفيح، وجهاز المقص بالليزر.

صور نادرة لمدينة الدرعية

ومن بين أبرز إنجازات المركز، ترميم صور نادرة لمدينة الدرعية القديمة تعود إلى مطلع القرن الرابع عشر الهجري، و415 صورة نادرة لمدينة جدة، و183 كتابًا نادرًا، من بينها كتاب ”مشعل المحمل“ الذي يوثق سير الحاج المصري برًا.
ورمم المركز مجموعة من العملات السعودية القديمة «إيصالات الحج»، وأكثر من 6,600 وثيقة نادرة، و1,260 دورية نادرة، و12,694 طابعًا، بالإضافة إلى تعقيم وترميم آلاف الخرائط النادرة، منها خريطة قارة أفريقيا وشبه الجزيرة العربية التي رسمها أبراهام أورتوليوس سنة 1570م، وخريطة بطليموس التي تغطي شبه الجزيرة العربية عام 1564م.

وخريطة جياكومو جاست لدي الذي رسم خريطة في العام 1554م عبارة عن جزئين، الجزء الأول بين الهند وسيرلانكا، في حين تبين الثانية أجزاء من جنوب الجزيرة العربية والمحيط الهندي، إضافة إلى خرائط تعود لدلتا نهر النيل وقارة آسيا في عام 1799م وغيرها من مصادر التراث الثقافي الذي تقتنيه المكتبة.
وذكرت العجمي أن المركز يستقبل المواد التاريخية من المخطوطات والوثائق والأفلام والصور الفوتوغرافية، ويقدم خدمات حفظها مايكروفيلميًّا ورقميًّا، مُؤكدةً أن المركز يعمل على تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية المتخصصة في مجال الترميم، من خلال الدورات وورش العمل التي يقدمها.