باسم مغنية لـ«الشرق الأوسط»: لا أقبل بشخصية مصنوعة بلا روح - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. لم يخذل الممثل اللبناني باسم مغنية جمهوره يوماً. وفي كل مرّة يجسّد شخصية مختلفة، ويتابعه المتفرج بحماس وكأنه يراه لأول مرة في عمل درامي.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
يؤدي باسم مغنية في مسلسل «بالدّم» دور وليد أو «ولاويلو» كما تحبّ أن تناديه شريكته في العمل جيسي عبدو التي تلعب دور «تمارا». ويتميز وليد بشخصية جميلة قريبة إلى القلب وخفيفة الظل، كما أنه يتخبّط بمشاعر عدّة محورها الأساسي رغبته في أن يُرزق بطفل يشبه والده الراحل، يربّيه على صورته. عدم استطاعة زوجته (رولا بقسماتي) على الإنجاب يقف بينه وبين حلمه هذا. يضعف مرات ويكون صلباً وقوياً مرات أخرى. كل هذه التقلبات في شخصيته يترجمها بتلقائية الممثل المحترف. فكيف حضّر لهذا الدور؟ يقول لـ«الشرق الأوسط»: «تصرّفاتي في حياتي اليومية تأتي وليدة اللحظة. فأنا من مدرسة العفوية التي أطبِّقها في عملي أيضاً، ولا أقبل تركيب شخصية مصنوعة بلا روح. دائماً تلد الشخصية من خلال خطوط كاركتير تتصّف به. أرسم بذهني كيف تمشي وتتحرّك، ولكن في الوقت نفسه لا أحمّلها ردود فعل مسبقة، فأترك إحساسي يوجهني ويحرّكني. ويمكن أن أعيد تمثيل مشهدٍ واحدٍ بأساليب مختلفة».

يحصد مسلسل «بالدم» في موسم رمضان 2025 نجاحاً كبيراً، ويحقِّق نِسَب مشاهدة عالية في لبنان والعالم العربي. ويندرج على لائحة أكثر المسلسلات الرمضانية مشاهدة ضمن الـ«توب فايف»، فيخرق بهويته وصناعته اللبنانيتين الساحة الدرامية العربية بتفوّق.
يرى مغنية أن ركون منتج العمل جمال سنان إلى العمل المحلِّي في رمضان ليس بالمجازفة. فهو يدرك تماماً أن الدراما اللبنانية محبَّذة في السوق العربية كما على منصّة «شاهد» الإلكترونية حيث يُعرض.
ويتابع: «لا أُعدُّ المسلسلات الرمضانية السابقة التي أنتجتها شركة (إيغل فيلمز) في مواسم رمضان الماضية غير لبنانية، على الرغم من مشاركة نجوم سوريين فيها. وكما (للموت) و(ع أمل) وغيرها فهي مسلسلات حصدت نجاحات كبيرة؛ وهي لبنانية لأن كاتبتها ومخرجها ومنتجها ومعظم ممثليها هم لبنانيون. وكما استفادت أعمالنا من المشاركة السورية، فالعكس كان صحيحاً. وأجزم بأن جمال سنان يُدرك تماماً قدرات الفنانين اللبنانيين في جميع المجالات الدرامية».
ويشير مغنية إلى أن قصة «بالدم» المرتكزة على موضوع العائلة، تُساهم في انتشاره. فالمشاهد يحب هذا النوع من الأعمال التي تشبه واقعه اليومي. وفي شهر رمضان تكون لمّة العائلة أساسية، فجاء العمل عزّ الطلب وضمن أجواء تناسبه.

يؤكّد مغنية أن المنتج سنان طالب الممثلين ببذل جهد لدعم هذا العمل اللبناني الوحيد في روزنامة دراما رمضان؛ والفريق برمّته قَبِل التَّحدي فكان دؤوباً ومجتهداً. ولعلّ تعدُّد وتنوع القصص التي يحملها ألغى إمكانية الملل في متابعته. فشخصياته كما قصصهم دخلت قلوب الناس من دون استئذان. بيد أنه يلفت إلى أمر آخر أيضاً ساهم في نجاحه. «أولاً معظم الممثلين المشاركين أصحاب خلفية أكاديمية. وكذلك يملكون خزاناً من التجارب المتراكمة من أعمال مسرحية ودرامية وسينمائية. وثانياً عدم وجود مشاعر الغيرة بين الممثلين زوَّد العمل بروح حلوة. فجميعنا نفرح لبعضنا عندما نتألّق في مشهد أو نلمع في دور. وهذا الانسجام شكَّل روح العمل الذي انعكس على الشاشة ولمسه الناس».
أثَّر مغنية في الدراما اللبنانية من خلال أدوار عدّة جسَّدها، فتألق بوصفه ممثلاً غير اعتيادي في «للموت»، و«تانغو»، و«كل الحب كل الغرام»، و«سرّ»، و«ثورة الفلاحين» وغيرها من المسلسلات. وهو من الممثلين الباحثين عن دور يترك بصمته. ولا بأس في أن يغيب عن الساحة الدرامية في حال لم يوفّق بدور يؤمّن له هدفه هذا. «أحبّ أن أترك هذا الأثر فلا أمرُّ مرور الكرام. ولذلك شخصياتي التمثيلية لا تشبه بعضها. أهرب من التكرار. وللأسف نرى نجوماً كباراً يقعون فيه اليوم، فيستمرون في تقديم شخصية البطل نفسها الذي لا يُقهر».

يشير مغنية إلى أن خطوطاً كثيرة في شخصية وليد التي يؤديها في «بالدم» تشبهه في حياته العادية. ويوضح، أنه يتمتع بخفّة الظل، «بيد أنني في المقابل خجول إلى حدّ كبير، وخلال المناسبات العامة أبتعد عن الأضواء وأُفضّل البقاء في الظّل. وهو ما يعتقده البعض نوعاً من التكبّر. كما أن وليد يتعرّض لمواقف صعبة جداً، فيُصبح شخصاً يفكِّر بعمق بعيداً عن السطحية».
وفي مشهد يتحدَّث فيه وليد عن والده الراحل يستعير باسم مغنية مشاعر عاشها شخصياً، عندما مات والده. «لقد تذكّرته كثيراً في هذا المشهد وتأثرت بالفعل. فعادة ما أركن إلى واقع عشته لأستنير بما خزّنته منه».

ولكن ماذا عن أدائه ومشاعره في مشاهد يتحدّث فيها وليد عن أزمة يعانيها، بسبب تمنيه بأن يرزق بطفل؟ يجيب: «لم يُشكِّل لي هذا الأمر أي أزمة في حياتي. تكلّمت عن هذا الموضوع علناً، لأنني من الأشخاص الذين يتجاوزون أزماتهم ولا يتوقفون عندها. أحدّث نفسي بأن الحياة طويلة ولا نعرف ماذا تخبئ لنا. فعندما أقدّم شخصية ما ليس من الضروري أن أكون عشت أزمتها لأنجح في ترجمتها تمثيلياً. وهو ما حصل عندما جسَّدت شخصية عمر المدمنة على المخدرات في (للموت). قدّمتها على المستوى المطلوب مع أنني لم أتعاطَ المخدرات يوماً في حياتي. لا شك أن هناك ما أُخزِّنه في ذاكرتي من مشاهد حياة عشتها أو رأيتها. فأنا من الممثلين الذين يراقبون انفعالات الآخرين، وأدرك بماذا يُحسُّون».
ويختم مغنية متحدثاً عن تجربته في مسلسل «بالدم»: «مرّت فترة التَّصوير بسرعة فائقة لشدَّة استمتاعنا بأدوارنا وأجواء العمل. وشخصية وليد كانت جديدة عليّ. أحببت هذا الاختلاف الذي نقلته لي. لا أعلم إلى أين سأمضي بعد هذا الدور، وأي شخصية سأجسّد. فأنا لا أحبّ التخطيط للمستقبل. وكل ما أقوم به هو وليد اللحظة. وانتظروا مفاجآت وأحداثاً كثيرة لم تتوقعوها سيحملها مسلسل (بالدم) في الحلقات المقبلة».
كُنا قد تحدثنا في خبر باسم مغنية لـ«الشرق الأوسط»: لا أقبل بشخصية مصنوعة بلا روح - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق