تحقيق إسرائيلي: الإفراط في قصف غزة سبَّب «نقصاً جدّياً» في الذخيرة - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. كشف تحقيق إسرائيلي حول الحرب في قطاع غزة عن أن الإفراط في إلقاء كميات هائلة من القذائف من الجو والبر والبحر على القطاع تسبب في نقص شديد بالذخائر، مما دفع قيادة الجيش للتوجه إلى دول عدة، من بينها الولايات المتحدة وألمانيا والهند، للحصول على السلاح منها.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
غير أن كميات كبيرة من هذه الأسلحة الواردة، نحو ثلثها بحسب التحقيق الذي نشره موقع «ميدا» اليميني مطلع الأسبوع، كانت خارج الصلاحية، و«قسم جدّي منها لم ينفجر»، وتلقفه رجال «حماس» وحولوه إلى عبوات ناسفة استُخدمت ضد القوات الإسرائيلية.
ولأن هجوم «حماس» أخذ إسرائيل على حين غرَّة، كما ذكرت التحقيقات، لم يكن الجيش «مستعداً»، ولم تكن مستودعات الأسلحة ممتلئة بالكامل، وكانت كميات ذخائر المدفعية والقوات الجوية والدبابات محدودة، ولم يكن لدى الجيش الإسرائيلي قدرة حقيقية على شن هجوم واسع النطاق طوال الوقت.
وفي الأسابيع الأولى، شن الجيش الإسرائيلي حملة قصف واسعة النطاق «استنفدت مخزون الذخيرة بشكل كبير». وقال ضباط كبار لموقع «ميدا»: «لقد كشف هذا النقص أيضاً عن خلل في مهنية الجيش. فما حدث في الأيام الأولى هو أنه كانت هناك تجاوزات بدافع ضغوط نفسية. كانوا خائفين بشدة، فكان القصف غير منطقي وغير صحيح وتسبب في إهدار كبير للذخائر. لقد ألحق هذا الضرر بنا طوال الطريق».

ويتجاهل التقرير الأضرار التي وقعت للفلسطينيين جراء هذا «الخلل»، ويقتصر على النتائج المتعلقة بالجيش الإسرائيلي وإفساد خططه العسكرية.
ويقول: «خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، أصبح النقص واضحاً جداً، واضطر الجيش إلى إعادة تعريف (الخط الأحمر) للذخيرة في الطائرات والدبابات والمدافع».
وقال ضابط أركان في لواء مدرعات في الاحتياط: «لا أتذكر العدد الدقيق، إذا كانت المهمة تحتاج في البداية من 40 إلى 50 قذيفة، فقد خفضوا العدد إلى 28. لكن حتى عند توافر 28 قذيفة، لم يستطع الجيش تنفيذ مهامه، إذ لم تكن الأسلحة المطلوبة لإطلاقها متوافرة».
«إسرائيل أيضاً احتاجت إلى هدنة»
ولا يستبعد التحقيق أن يكون هذا النقص سبباً في موافقة إسرائيل على هدنة وعلى تنفيذ أول صفقة تبادل أسرى في ذلك الوقت.
ويضيف: «نستخلص من هذا أن (حماس) لم تكن هي وحدها التي بحاجة إلى هدنة في نهاية نوفمبر بل أيضاً، وبشكل صادم، الجيش الإسرائيلي الذي استنفد قواه. كان هذا ببساطة أحد أسباب الهدنة... لم نتمكن من مواصلة القتال».
ويقول التحقيق إنه بعد نفاد المخزونات الإسرائيلية، بدأ إدخال الذخيرة إلى إسرائيل من الخارج، «وهنا ظهرت مشكلة في غاية الخطورة: في كثير من الأحيان كانت هذه الذخيرة معطلة وغير صالحة. على سبيل المثال، بعض قذائف الدبابات التي وصلت من الولايات المتحدة لم تكن مناسبة على النحو الأكمل، لم تكن مناسبة للقتال في غزة».

ويروي جندي في أحد الألوية المدرعة: «وصلت قذائف من الأميركيين كانت إما قديمة ومتفككة بعض الشيء، وإما تعمل حتى مدى 100 متر، وأحياناً أُطلقت من مسافة أقصر في غزة».
ويتابع: «هناك قذائف أُطلقت رغم علمنا أنها ستمر عبر الجدران وتصدر ضوضاء، ولم تنفجر في الواقع بالمكان المطلوب. استخدمنا كل ما لدينا لأنه لم يكن هناك خيار».
ويشهد ضابط أركان في أحد الألوية النظامية على مشاكل في ذخيرة الدبابات التي وصلت من ألمانيا، ويقول: «جزء منها كان في الواقع ذخيرة غير صالحة انفجرت على بُعد 300 متر. وكانت هناك أيضاً مشاكل خطيرة ناجمة عن الذخائر العالقة، أي التي لا تنفجر. كان ما بين 20 و25 في المائة منها يتوقف عن العمل ولا ينفجر عند الإطلاق».
واكتُشفت مشاكل مماثلة في بعض ذخائر المدفعية الواردة من الهند، بحسب الضابط الذي استطرد قائلاً: «كانت لها رائحة كريهة لا تطاق».
أما أسوأ جزء في «ملحمة الذخائر غير الصالحة»، كما يورد التحقيق، فهو وجود قذائف لم تنفجر بتاتاً، وتُقدر نسبتها بين 30 و40 في المائة.
ويقول التحقيق: «نرى القصف على الشاشات، كل شيء جيد وجميل والذخائر تصل إلى الهدف، لكن لا يوجد انفجار». ويعدّ ذلك مصيبة مضاعفة، إذ إن هذه الذخائر غير المنفجرة، كانت تصل إلى أيدي «حماس»، فيجمعها عناصرها ويعيدون استخدامها في صنع العبوات الناسفة وغيرها.
وتشير التحقيقات إلى واحدة «من أصعب الحالات في هذا السياق»، وهي مقتل قائد اللواء 401، العقيد إحسان دقسة، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بانفجار عبوة ناسفة زرعت بالأرض في جباليا شمال قطاع غزة.
ويتابع: «فقد كانت هذه العبوة مصنوعة من قذائف غير منفجرة من سلاح الجو وتم تحويلها إلى عبوة ناسفة قوية. وأُعلن في وسائل الإعلام عن عدة حالات مماثلة».
كُنا قد تحدثنا في خبر تحقيق إسرائيلي: الإفراط في قصف غزة سبَّب «نقصاً جدّياً» في الذخيرة - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق