سقوط منظري الإعلام - غاية التعليمية
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
10 مارس 2025, 10:36 مساءً
يُغرق بعض المنظّرين المنصات الرقمية بأفكارهم ونظرتهم التي تجعل منشوراتهم تحظى باهتمام واسع ويتداولها مئات الآلاف، فيتأثر بهم القياديون الذين يسندون لهم أدوارا عملية. لكن هؤلاء المنظرون ينهارون عند أول اختبار إداري عملي وهذا يثبت أن الوصول للقمة هو أمر سهل لكن البقاء يعد غير مضمون بسبب تحديات داخلية وأخرى خارجية.
وتعد واحدة من الأسباب الرئيسية هي العزلة الفكرية فكثير من المنظرين إذا حققوا شهرة أولية فإنهم يميلون إلى التمسك بنظرياتهم وأفكارهم ضاربين بما يدور حولهم عرض الحائط، ولا يحدّثون أفكارهم القديمة أو يواكبون التطورات التكنولوجية والمجتمعية. ولذا فعالم الإعلام يتغير بسرعة، ويُعد الجمود الفكري خطأً فادحًا. إذ إن الجمهور بات أكثر تنوعًا، والمنصات الإعلامية أصبحت أكثر تخصصًا وتعقيدًا، مما يتطلب من المنظرين الاستمرار في التعلم والابتكار.
ومن الجوانب الأخرى فإن الانفصال عن الواقع العملي يعد تحديا كبيرا، لا سيما وأن الإعلام يعد مهنة، ولذلك أقول في لقاءاتي بأن التنظير 20% والعمل المهني 80%. ولذا فإن بعض المنظرين يكتفون بتقديم أطروحات أكاديمية أو نظريات مثالية دون التفاعل المباشر مع الممارسة الإعلامية اليومية. وهذا الانفصال يؤدي إلى تناقص تأثيرهم، لأن الممارسين في المجال الإعلامي يبحثون عن حلول عملية ومجدية، وليس فقط عن إطار نظري لا يتماشى مع الواقع. ولذلك فإنه عندما لا تتماشى الأفكار المطروحة مع التحديات الفعلية، يفقد المنظرون مصداقيتهم تدريجياً.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب المنافسة الحادة دورًا في سقوط المنظرين. ففي بيئة متغيرة ومتطلبة، يظهر دائمًا جيل جديد من الباحثين والمفكرين الذين يقدمون رؤى أكثر حداثة وتناسبًا مع التوجهات الحالية. وهؤلاء بالتأكيد يجذبون الانتباه والأضواء، مما يدفع المنظرين القدامى إلى الخلفية إذا لم يستطيعوا الاستمرار في تقديم أفكار مبتكرة وقيمة.
كما أن البيئة الإعلامية نفسها أصبحت متقلبة فالانتقال من الإعلام التقليدي إلى الرقمي أدى إلى تغير قواعد اللعبة بشكل جذري. وهذا يؤكد بأن النظريات القديمة قد لا تكون قابلة للتطبيق في عصر الإعلام الاجتماعي والبيانات الضخمة. وهذا يدعو المنظرون إلى التكيف مع هذه التحولات واستيعاب تعقيداتها، من أجل عدم فقدان مكانتهم وتأثيرهم.
بقي القول، إن سقوط المنظرين في العمل الإعلامي ليس ظاهرة مفاجئة، بل هو نتيجة طبيعية للتحديات التي يواجهونها بسبب عدم فهم طبيعة الإعلام والعمل الإعلامي والجمهور والمنصات الرقمية. لا سيما وأن البقاء في الهرم الإعلامي يتطلب مرونة فكرية واتصالاً بالواقع العملي، وقدرة على التكيف مع التغيرات السريعة. ولذلك يسقط المنظرون بسبب بقائهم في مناطقهم وأفكارهم وعدم قدرتهم على استيعاب التحولات حتى يرحلوا، فإذا سقطوا من البرج الإعلامي عادوا للتنظير حتى يصلوا لمنصب آخر وهكذا دواليك.
_
باحث دكتوراه في الإعلام الرقمي بجامعة كمبلوتنسي مدريد، إسبانيا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة عاجل ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة عاجل ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
كُنا قد تحدثنا في خبر سقوط منظري الإعلام - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق