حرب الحميات، تجربة توأم متطابق بين النباتي واللاحم - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. في يومٍ ربيعي بارد قليلًا، وتحت دفء الماء الساخن، كان يُصدر أصواتًا ويغني صاحبنا أغانٍ غريبة يبدأ بموزارت وينتهي بصباح فخري. وعندما انتهى، خرج من الحمام ووقف أمام المرآة. للأسف، لم يعجبه ما رأى؛ الصيف قادم، والملابس الخفيفة لا تخفي ما كانت تخفيه ملابس الشتاء الثقيلة.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
مع وصول الصيف، يبدأ القلق حول شكل الجسم، ومن هنا تبدأ الرحلة الصعبة للحصول على أفضل نظام غذائي ممكن، فالأهم من شكل الجسم هو صحته.
فتح غوغل وبدأ بالبحث، ولكنه وجد نفسه وسط بحر من المعلومات المتضاربة. بعضهم يقول إن النباتية هي الحل، والبعض الآخر يؤكد أن لا غنى عن اللحوم.
ولحل هذا اللغز قرر اللجوء إلى العلم، ثم بحث مرة أخرى وسأل عن دراسات علمية تحاول الإجابة عن ماهية أفضل حمية ممكنة. من كل نتائج البحث، كانت قصة التوأم المتطابق هي الأكثر إثارة للاهتمام، فالدراسة التي تتم على توأم متطابق تقلل من تأثير العوامل الخارجية، ويمكن أن تعطينا نتائج أكثر دقة، فهل هذه الدراسة ستنهي حرب الحميات الى الأبد؟
هوغو وروس توأم متطابق، محبان للسفر والمغامرة وفضوليان للغاية ويحبان تجربة الأشياء الجديدة، وكونهما توأم متطابق يمتلكان ميزة مهمة حيث يتشاركان نفس المادة الوراثية، وهما يفهمان الموضوع بشكل جيد، لذلك أرادا أن يستفيدا من تميزهما في خوض تجربة لمدة 12 أسبوعًا، في هذه الأسابيع سيلتزم كل منهما بحمية مختلفة، لمعرفة الاختلافات التي يمكن أن تحدث لجسميهما.
لم تكتفي الدراسة بكونها تجري على توأم متطابق، بل وللتأكد من أن نظامهما الغذائي فقط هو المؤثر، تناول الأخوان نفس كمية السعرات الحرارية كل يوم وشاركا في نفس روتين التمرين بالضبط.
إذًا كيف كانت النتائج؟
في حديثه إلى هيئة الإذاعة البريطانية BBC، التي وثقت أيضًا رحلة التوأم، اعترف هوغو بأن النظام الغذائي النباتي في البداية كان له "تأثير سلبي" على جسمه.
قال: "أعتقد أنه في الأسابيع الأولى كنت أشتهي حقًا وأرغب في تناول اللحوم والألبان والجبن، أنا أحب الجبن".
ومع ذلك، شهد هوغو مع مرور الأيام العديد من الفوائد بعد التخلي عن المنتجات الحيوانية، حيث أكمل: "أصبح علي الآن تناول الفواكه والمكسرات والبدائل التي لا تحتوي على أي منتجات ألبان، وهذا يعني أنني كنت أتناول طعامًا صحيًا بشكل أكبر، مما جعل مستويات السكر لدي مستقرة طوال اليوم، وشعرت بأن لدي المزيد من الطاقة."
من ناحية أخرى، قال الأخ التوأم الذي يأكل اللحوم إن أداءه في الصالة الرياضية كان "متقلبًا قليلاً".
بينما شعر بـ "طاقة عالية" في بعض الأيام، كانت هناك أيام أخرى يعاني فيها من "انخفاض كبير في الطاقة".
هل الطاقة هي الاختلاف الوحيد؟
الطاقة هي فصل واحد من فصول القصة، أما الفصل الآخر فهو يتعلق ببكتريا الأمعاء.
ترافق نظام هوغو الغذائي النباتي ببعض السلبيات، حيث وجدت الدراسة أن تنوع بكتيريا الأمعاء لديه قد انخفض "بشكل كبير" بينما بقيت مستويات شقيقه كما هي، مما يعني أن روس كان أقل عرضة لالتقاط الأمراض.
وجدت دراسات أخرى أن هناك تريلونات البكتريا المفيدة التي تعيش في أمعائنا، هذه البكتريا تعيش في الأمعاء طمعًا بالغذاء، فإذا تمّت تغذيتها بشكل صحيح، فإنها تفرز آلاف المواد الكيميائية التي تعمل على إبقاء الجسم بأفضل شكل ممكن، كما أنها تساعد الجهاز المناعي على محاربة العدوى، وتتوجه إلى الدماغ لإقناعه بالشبع وعدم الجوع، كما أنها تخفف التوتر والاكتئاب.
الأمر المثير للاهتمام أنّه وبالرغم من كون الأخوين توأم، فإن هناك تطابق بحدود 25 إلى 30 بالمئة فقط في نوعيات البكتريا المعوية الخاصة بهما. هذا هو ما يجعل عمليات الأيض عندهما مختلفة، وبدوره يجعل رد فعلهما بالنسبة للطعام مختلف.
في الحقيقة اختلاف هذه البكتريا من حيث النوع والكم، هو ما يفسر اختلاف رد فعلنا جميعًا اتجاه الطعام، فإذا كان صديقك النحيف يأكل ما لذ وطاب دون أي زيادة في الوزن وأنت تزيد بالكيلوغرامات عند شم رائحة الطعام فقط، فأنت تعرف من يجب عليك أن تلوم.
اختيارك إذًا لنظام غذائي نباتي سيؤثر حتمًا على تنوع البكتريا داخل أمعائك، فكيف تحد من ذلك؟
تشير الدراسة إلى أنّ الحل هو بتنوع الغذاء النباتي المستهلك، وينصح بثلاثين نوع مختلف والتركيز على الألوان الزاهية والطعم المر، مثل التوت والمكسرات والقهوة والشوكولا الداكنة.
هل هنالك اختلافات أخرى؟
يمكن القول في النهاية أنّ الرجلان وجدا أنه لم يكن هناك فرق كبير -إن وجد- بين النظامين الغذائيين، على الرغم من أن هوغو لاحظ انخفاض مستويات الكوليسترول لديه بشكل كبير، بالإضافة إلى خسارته للوزن وتعزيز مقاومته لمرض السكري من النوع الثاني.
ثبت أيضًا أن النظام الغذائي النباتي أكثر فعالية في فقدان دهون الجسم، حيث خسر هوغو أربعة أرطال وفقد واحد في المئة من دهون جسمه.
أمّا بالنسبة لروس في المقابل، فقد اكتسب 10 أرطال من العضلات ولكنه اكتسب أيضًا دهونًا، مما رفع نسبة الدهون في جسمه من 13 إلى 15 بالمئة.
كما أنّه أدرك كمية الطعام المُعالج وغير الصحي التي كان يتناولها بعد مشاهدة وجبات شقيقه النباتية الصحية، وبالتأكيد قاده هذا الى تأنيب الضمير، كما يحدث مع كل منا ثم نجعل ضميرنا ينام، ونكمل أكل آخر قضمة من البرغر.
خلاصة الدراسة
في الحقيقة إذا أردنا أن ننهي معاناة صاحبنا في البحث عن أفضل حمية موجودة، هل هي النباتية أم القائمة على اللحوم، فإن الجواب ببساطة لا يوجد شيء مثل هذا.
عوضًا عن سؤالنا عن أفضل حمية بشكل عام، علينا أن نسأل ما هو الأفضل بالنسبة لنا بشكل شخصي، فلا يوجد حمية تناسب الجميع، ولكن بالتأكيد يوجد حمية تناسبك أنت، من الأفضل أن لا تختار هذه أو تلك بل ابحث عن التوازن فهو المفتاح لكل شيء.
كُنا قد تحدثنا في خبر حرب الحميات، تجربة توأم متطابق بين النباتي واللاحم - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق