محمود طح يكتب: “التسويق” فن بيع التجربة وليس المنتج.. كيف تستفيد الشركات الناشئة؟ - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

محمود طح يكتب: “التسويق” فن بيع التجربة وليس المنتج.. كيف تستفيد الشركات الناشئة؟ - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. في عالم التسويق الحديث، لم يعد النجاح يعتمد فقط على جودة المنتج أو الخدمة المقدمة، بل أصبح يعتمد بشكل أساسي على التجربة التي تقدمها العلامة التجارية لعملائها (the experience a brand offers to its customers).

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

الشركات الناجحة تدرك أن المستهلك لا يبحث فقط عن منتج يلبي احتياجاته، بل عن تجربة تترك انطباعًا دائمًا وتخلق ارتباطًا عاطفيًا (emotional connection) بينه وبين العلامة التجارية.

هذا المفهوم ينطبق على العديد من الشركات العالمية مثل ديزني (Disney)، هارلي ديفيدسون (Harley-Davidson)، ورولكس (Rolex)، حيث لا تبيع هذه العلامات التجارية منتجات بقدر ما تبيع تجربة مميزة لعملائها.

ديزني (Disney): صناعة السحر والذكريات

عندما تفكر في ديزني (Disney)، فإن أول ما يتبادر إلى ذهنك ليس مجرد أفلام أو مدن ملاهٍ، بل تجربة سحرية متكاملة (a fully immersive magical experience) تأخذك إلى عالم خيالي مفعم بالمشاعر والذكريات الجميلة.

ديزني (Disney) لا تبيع مجرد تذاكر لدخول مدينة ملاهٍ، بل تبيع تجربة تجعل الزائر يعيش لحظات لا تُنسى.

تبدأ التجربة منذ اللحظة التي يقرر فيها الزائر التخطيط لزيارة ديزني (Disney)، حيث توفر الشركة تجربة متكاملة من الترفيه والخدمات الفاخرة والابتكار التكنولوجي.

كل تفصيلة، من تصميم المنتزهات إلى شخصية الموظفين، تهدف إلى غمر الزائر في أجواء القصص الخيالية، ما يجعله يشعر بأنه جزء من عالم سحري.


هارلي ديفيدسون (Harley-Davidson): تجربة الحرية والمغامرة (freedom and adventure experience)

هارلي ديفيدسون (Harley-Davidson) ليست مجرد شركة تصنع الدراجات النارية، بل هي رمز للحرية والمغامرة وروح التمرد.

عندما يشتري العملاء دراجة هارلي، فإنهم لا يشترون مجرد وسيلة نقل، بل ينضمون إلى ثقافة حقيقية تعبر عن الاستقلالية والقوة.

تعمل هارلي ديفيدسون (Harley-Davidson) على بيع تجربة من خلال فعالياتها المجتمعية، ورحلاتها الجماعية، والطابع الفريد الذي يمنحه امتلاك دراجتها. العميل لا يشتري فقط دراجة نارية، بل يشتري أسلوب حياة يعكس شخصيته وطموحاته في الحرية والانطلاق.

روليكس (Rolex): تجربة الفخامة والتميز (luxury and prestige experience)

عند شراء ساعة روليكس (Rolex)، لا يدفع العميل مقابل ساعة فقط، بل يدفع مقابل تجربة مترفة تحمل معاني النجاح، القوة، والدقة.

العلامة التجارية روليكس (Rolex) نجحت في ترسيخ مفهوم الفخامة من خلال التركيز على الحرفية المتقنة، التصميم الكلاسيكي، والارتباط بالإنجازات الكبيرة.

من خلال ربط علامتها التجارية بأحداث عالمية مثل سباقات اليخوت، بطولات التنس، والرياضيين الناجحين، تبيع روليكس (Rolex) تجربة التفوق والتميز (an experience of excellence and distinction)، ما يجعل العميل يشعر بأنه جزء من هذه الثقافة الفريدة.

نايكي (Nike): تجربة الأداء والابتكار (performance and innovation experience)

نايكي (Nike) لا تبيع فقط الأحذية والملابس الرياضية، بل تبيع الإلهام والأداء العالي، عندما يشتري العملاء منتجات نايكي (Nike)، فإنهم يشترون تجربة التحفيز الرياضي والتحدي الشخصي.

شعار الشركة “Just Do It” يعزز هذا الشعور، ويجعل العملاء يشعرون بأنهم قادرون على تحقيق أهدافهم الرياضية والمهنية.

تعتمد نايكي (Nike) على التقنيات المبتكرة في تصميم منتجاتها، مثل الأحذية ذات الوسائد الهوائية المريحة والتطبيقات الذكية التي تتبع الأداء الرياضي.

كما تربط نايكي (Nike) علامتها التجارية بالرياضيين المحترفين والبطولات العالمية، ما يمنح العملاء إحساسًا بأنهم جزء من هذا العالم المليء بالتحديات والإنجازات.

آبل (Apple): تجربة الفن والابتكار

آبل (Apple) أيضًا لا تبيع مجرد هواتف أو أجهزة إلكترونية، بل تقدم تجربة تجمع بين الإبداع والتكنولوجيا.

تصميم منتجاتها الأنيق، تجربة المستخدم السلسة، والاهتمام بالتفاصيل تجعل العملاء يشعرون بأنهم يمتلكون قطعة من المستقبل.

آبل تبيع الإحساس بالتميز والابتكار، ما يجعل عملاءها يشعرون بأنهم جزء من مجتمع يهتم بالفن والتكنولوجيا معًا.

كما تروج آبل لمستخدميها على أنهم أشخاص أذكياء ومبدعون، ما يعزز شعورهم بالانتماء إلى فئة متميزة من المستخدمين.

لماذا يُحدث بيع التجربة فرقًا؟

التجربة تمنح العلامات التجارية مساحة أكبر لتحديد أسعارها (gives brands more pricing flexibility)، حيث يصبح العملاء أقل حساسية للسعر وأكثر استعدادًا لدفع مبالغ أعلى مقابل تجربة متميزة.

على سبيل المثال، العملاء الذين يشترون تذاكر ديزني (Disney) أو دراجات هارلي ديفيدسون (Harley-Davidson) لا يقارنون الأسعار فقط، بل يبحثون عن الشعور والانتماء الذي تقدمه هذه العلامات التجارية.

التجربة تخلق ارتباطًا عاطفيًا بين العميل والعلامة التجارية، ما يؤدي إلى:

أولا: ولاء العملاء: Consumer Loyality عندما يستمتع العميل بالتجربة، يصبح أكثر ولاءً للعلامة التجارية.

ثانيا: التسويق الشفهي (word-of-mouth marketing): العملاء السعداء يروّجون للعلامة التجارية تلقائيًا عبر توصياتهم لأصدقائهم وعائلاتهم.

ثالثا: التميز عن المنافسين: في سوق مزدحم، تقدم التجربة الفريدة ميزة تنافسية (competitive advantage) يصعب تقليدها.

كيف يمكن للشركات الناشئة (Startups) الاستفادة من هذا المفهوم؟

الشركات الناشئة قد لا تمتلك الميزانيات الضخمة مثل العلامات التجارية الكبرى، لكنها تستطيع التركيز على تقديم تجربة استثنائية لعملائها.

من خلال بناء هوية قوية والتركيز على تقديم قيمة عاطفية (emotional value)، يمكن للشركات الناشئة التميز في السوق.

أولا: السرد القصصي (Storytelling): استخدام القصص لجذب العملاء كما تفعل نايكي من خلال قصص الرياضيين.

ثانيا: التركيز على تجربة العملاء: توفير خدمة مميزة ومنتجات ذات تصميم فريد لتترك انطباعًا إيجابيًا دائمًا.

ثالثا: الابتكار المستمر: تطوير منتجات وخدمات تواكب احتياجات العملاء العاطفية والحسية.

رابعا: التخصيص (Personalization): تقديم تجارب مخصصة لكل عميل عبر البيانات والتكنولوجيا.

خامسا: بناء مجتمع (Community Building): إنشاء مجموعات وتجمعات تشجع العملاء على التفاعل والانتماء، كما تفعل هارلي ديفيدسون مع مالكي دراجاتها.

سادسا: التفاعل مع العملاء (Customer Engagement): استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق الرقمي للتواصل المستمر مع العملاء وتعزيز ولائهم.

سابعا: تجربة فريدة (Unique Experience): تقديم شيء مميز يجعل العملاء يتذكرون العلامة التجارية، مثل التغليف الفاخر أو تجربة شراء سلسة وممتعة.

بهذا النهج، يمكن للشركات الناشئة بناء قاعدة عملاء مخلصة وتحقيق نمو مستدام في السوق التنافسي.

في عالم اليوم، العلامات التجارية التي تفهم أن التسويق هو بيع التجربة وليس المنتج هي التي تنجح في بناء علاقات دائمة مع عملائها.

سواء كنت تدير شركة صغيرة أو علامة تجارية عالمية، فإن تركيزك على تقديم تجربة متكاملة سيساعدك على تحقيق النجاح والنمو المستدام.

بقلم: محمود طه، كبير مسئولي التسويق بباي سكاي ومدير مكتب مصر بيلّا سوبر آب

كُنا قد تحدثنا في خبر محمود طح يكتب: “التسويق” فن بيع التجربة وليس المنتج.. كيف تستفيد الشركات الناشئة؟ - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق