ضغوط الشغل ومهام المنزل تثقلان كاهل المرأة العاملة في رمضان - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. يتزامن اليوم العالمي للمرأة لهذه السنة مع أجواء شهر رمضان، وهي مناسبة لتسليط الضوء على التحديات الحقيقية التي تواجهها المرأة العاملة خلال هذه الفترة من السنة، حيث تزدوج الإكراهات والأعباء، وتتعدد المهام والمتطلبات، فيصعب عليها التوفيق بين مسؤولياتها المهنية وواجباتها المنزلية المتزايدة.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
وفي الوقت الذي تنجح مجموعة من النساء العاملات في التوفيق بين مختلف مهامهن داخل وخارج البيت، تُثار نقاشات، بمناسبة “8 مارس”، حول أهمية الاعتراف بجهود المرأة العاملة، على أن يتجاوز ذلك الاعتراف الاحتفاءَ الرمزي ليشمل سياسات عملية تخفف عنها الأعباء وتعزز من قدرتها على العطاء المهني والأسري دون إنهاك.
معاناة المرأة العاملة في رمضان
فتيحة المختار، أستاذة للتعليم الابتدائي، قالت إن “الصعوبات التي تواجه المرأة العاملة تختلف حسب حالتها العائلية والمجال الذي تشتغل فيه. وبحكم تجربتي في المجالين العمومي والخاص، أرى أن العمل في القطاع الخاص أصعب، نظرا لعدم مرونة التوقيت المعتمد فيه، حيث يحتفظ عدد من المشغلين في رمضان بالتوقيت نفسه المعمول به في باقي أشهر السنة، مما يرهق العمال، عكس القطاع العام الذي تتغيّر فيه مواعيد العمل لتتماشى مع متطلبات هذا الشهر الكريم إلى حد ما”.
وأضافت الأستاذة ذاتها، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المرأة العاملة تعاني سواء كانت تعمل في القطاع العام أو الخاص، فيما تزداد درجة معاناتها بحسب حالتها (عازبة أو متزوجة أو مطلقة بأبناء…)، إذ تقع على عاتقها مسؤولية تدبير شؤون البيت، واقتناء الحاجيات اليومية، وتحضير الوجبات الغذائية، ومساعدة الأبناء على إنجاز الواجبات المدرسية، والاعتناء بالزوج، دون إغفال متطلبات التحضير لعملها وواجباتها الدينية”.
وللتخفيف من حدّة الصعوبات التي تعترض طريق المرأة العاملة في شهر رمضان، قالت فتيحة المختار: “سواء كانت المرأة عازبة أو متزوجة أو مطلقة بأبناء، فإنها مطالبة بوضع برنامج يومي تحدد فيه أوقات كل مهمة على حدة، من أجل النجاح في التوفيق بين العمل والمنزل، خاصة إذا تعلّق الأمر ببعض الحالات التي تلعب فيها المرأة دور الأم والأب لسبب ما”.
ومن ناحية أخرى، اقترحت فتيحة المختار “تقليص عدد ساعات العمل بالنسبة للنساء العاملات خلال شهر رمضان، وتقليل مهام العمل خلال هذا الشهر، وموازنة المسؤولية بين الزوجة والزوج في تدبير شؤون المنزل، حتى لا تضطر المرأة العاملة إلى مواصلة اللجوء إلى شراء أغلب المأكولات الجاهزة لتخفيف العبء في تحضيرها، بهدف تقسيم باقي الوقت على المهام الأخرى”.
ضغوط المائدة الرمضانية
سكينة الصغير، أستاذة جامعية، أوضحت أن “الأعمال المنزلية تعد من أبرز الصعوبات التي تواجه المرأة العاملة في شهر رمضان، ومع تزايد الأعباء بسبب نظرتنا التقليدية لوجبة الإفطار والمائدة الرمضانية، تصبح هذه المهام أكثر ضغطا، لأن المائدة تصبح محورا أساسيا في هذا الشهر الكريم، مما يتطلب وقتا وجهدا إضافيا من المرأة.”
وقالت سكينة في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “بالنسبة لي، التوفيق بين العمل والعبادة وأشغال البيت يتطلب تنظيم وقت دقيق وتحديد الأولويات، إذ يجب تخصيص وقت محدد لكل واجب، مع الحرص على عدم تجاوز هذا الوقت حتى يتمكن الإنسان من أداء جميع مهامه بشكل متوازن دون الشعور بالإرهاق.”
وأشارت المتحدثة إلى ضرورة “إعادة النظر في طريقة تحضير المائدة الرمضانية، والتركيز على الوجبات التي تفيد الجسم دون المبالغة في الإكثار منها، كما أن طلب المساعدة من الزوج أو الأبناء، أو من الأشخاص الآخرين إذا كانت الظروف تسمح، يساعد في تخفيف الأعباء ويساهم في التوازن بين مختلف المسؤوليات”.
تنظيم الوقت في رمضان
خديجة قُراع، رئيسة جمعية المبادرة النسائية، قالت إن “المرأة العاملة تواجه خلال هذا الشهر تحديات كبيرة، إذ تجد نفسها مطالبة بالتوفيق بين مسؤولياتها المهنية والمنزلية، إلى جانب تربية الأطفال والاهتمام براحتها الجسدية والنفسية، وتزداد هذه الصعوبات بشكل ملحوظ لدى النساء اللواتي لديهن أطفال صغار أو أفراد من الأسرة يعانون من أمراض مزمنة، مما يضاعف من حجم الأعباء الملقاة على عاتقهن”.
وفي هذا السياق، شددت الفاعلة الجمعوية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أهمية “التخطيط المسبق كآلية ناجعة للتخفيف من هذه الضغوط”، مؤكدة أن “تنظيم الوقت ووضع برنامج يومي خاص بشهر رمضان يساعد المرأة العاملة على التوفيق بين جميع التزاماتها”، ودعت إلى “التقليل من الإفراط في تحضير الأطعمة التي تستنزف الوقت، مع الحرص على التسوق بطريقة منظمة وأسبوعية، تفاديا للعشوائية التي قد تستهلك مجهودا إضافيا”.
وأبرزت رئيسة جمعية المبادرة النسائية أهمية “تقاسم المسؤوليات داخل الأسرة”، إذ شددت على ضرورة “إشراك الزوج والأبناء، كلٌّ حسب قدرته، في الأشغال المنزلية، لما لذلك من أثر إيجابي على ترسيخ قيم التعاون والمودة العائلية”، كما أوصت النساء بـ”عدم الاستغراق في متابعة المسلسلات التلفزيونية أو قضاء ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يمكن استثمار هذا الوقت في الراحة أو في أنشطة مفيدة تعزز التوازن النفسي والجسدي”.
ونبّهت خديجة قُراع إلى أن “شهر رمضان يشكل اختبارا حقيقيا للصبر والتفاهم بين أفراد الأسرة”، داعية إلى “التحلي بالمودة والاحترام المتبادل، خاصة في ظل الضغوط التي تواجهها المرأة سواء في العمل أو في البيت”، كما لفتت الانتباه إلى ضرورة “تفهم الأزواج لما تعانيه المرأة من إجهاد خلال هذا الشهر، إذ إن أجواء العمل في رمضان تكون صعبة بسبب الإرهاق والازدحام، مما يستوجب دعم الأسرة وتقدير مجهودات المرأة العاملة”.
الصحة النفسية للمرأة
ندى الفضل، أخصائية نفسية إكلينيكية، قالت إن “المرأة العاملة تواجه تحديات كبيرة خلال شهر رمضان، نتيجة تعدد الأدوار التي تقوم بها، والإرهاق الجسدي بسبب الصيام والعمل لساعات طويلة، بالإضافة إلى ضيق الوقت بين العمل والتحضير للإفطار والعبادات، يؤثر بشكل كبير على صحتها البدنية والنفسية، كما أن التوفيق بين تغذية الصائمين وغير الصائمين في الأسرة يعزز هذا الضغط”.
وأوضحت ندى الفضل، في تصريح لهسبريس، أن “الضغوط النفسية الناتجة عن هذه المسؤوليات تجعل المرأة تشعر بالقلق والتوتر، فهي دائما ما تسعى للتوفيق بين العمل والمنزل والعبادات، مما يزيد من شعورها بالإجهاد النفسي، كما أن الإحساس بالذنب إذا لم تتمكن من إنجاز جميع المهام على أكمل وجه يضيف عبئا كبيرا على نفسيتها، إضافة إلى أن قلة النوم نتيجة السهر أو العمل لساعات طويلة قد تؤثر على مزاجها وعلاقتها مع أفراد أسرتها”.
ومن أجل التخفيف من هذه الضغوط، أوصت المتحدثة بـ”التخطيط المسبق وتنظيم جدول أسبوعي للوجبات وأعمال المنزل، بهدف تقليل القلق، وتقسيم المهام بين الزوج والأبناء قصد تخفيف العبء، مع الحرص على تحضير بعض الوجبات مسبقا لتقليل الجهد وقت الإفطار، إضافة إلى تخصيص وقت للعبادة دون ضغط، مما يعزز من الراحة النفسية”.
أما بالنسبة لتخفيف العبء الجسدي، فقالت الأخصائية النفسية الإكلينيكية: “يجب على المرأة العاملة الاستفادة من الأجهزة الكهربائية في المطبخ لتحضير الوجبات بسرعة، وتحضير وجبات بسيطة وصحية بدلا من الأطباق المعقدة، والتفاوض مع جهة العمل لتقليل ساعات العمل أو العمل عن بُعد من أجل تخفيف الضغط الجسدي والنفسي، إضافة إلى الاستفادة من التطبيقات التي توفر خدمات التوصيل لتقليل الجهد”.
واختتمت ندى الفضل توضيحاتها قائلة: “لتخفيف الضغط النفسي، يجب تحديد الأولويات، والتركيز على التوازن بدلا من السعي وراء الكمال، كما أن التوقف عن مقارنة النفس بالآخرين يساعد في تقليل التوتر، دون نسيان أن ممارسة التأمل والاسترخاء لبضع دقائق يوميا وأخذ فترات راحة مناسبة تساهم بشكل كبير في تخفيف القلق والتوتر النفسي”، مشدّدة على أن “التوازن هو المفتاح، ويجب أن تتذكر المرأة أن الراحة النفسية تساهم في نجاحها في جميع أدوارها”.
كُنا قد تحدثنا في خبر ضغوط الشغل ومهام المنزل تثقلان كاهل المرأة العاملة في رمضان - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق