في عصر يهيمن عليه التقدّم التكنولوجي والترابط الواسع، يتطور مشهد الاحتيال المالي باستمرار، والمحتالون فيه بارعون بالتكيّف مع أحدث الاتجاهات واستغلال نقاط الضعف، بما يترك الأفراد عرضة لعدد لا يحصى من الأساليب الخادعة.

أحد أشكال التصيد الاحتيالي المستجدة في الكويت أخيراً، انتحال شخصية كيانات شرعية في خداع الأفراد بطرق جديدة لإغرائهم، ليس بهدف تقديمهم معلومات شخصية أو أموال مثل الطرق التقليدية، بل لاستدراجهم إلى فتح حسابات مصرفية، ومن ثم استخدامها لاحقاً كوعاء لتحصيل الأموال الناتجة عن عملياتهم الاحتيالية دون علمهم.

منذ 7 دقائق

منذ 14 دقيقة

شرائح مستهدفة

وفي هذا الخصوص، كشفت مصادر مطلعة لـ«الراي» أن الغرفة الافتراضية المركزية التي أنشأتها البنوك لاستقبال بلاغات العملاء حول عمليات الاحتيال المالي، رصدت استهداف عصابات عابرة للحدود لسحب الأفراد في الكويت وإيقاعهم في فخاخهم، من خلال إقناعهم بمساعدتهم في فتح حسابات مصرفية إلكترونية جديدة، عن طريق المصادقة، مشيرة إلى أن الطلاب من أكثر الشرائح المستهدفة لجرهم لفتح حسابات.

وقالت المصادر إن إدارة مكافحة جرائم المال حذّرت من استهداف عصابات دولية للبنوك الكويتية بشكل خاص، متخصصة بالنصب والاحتيال الإلكتروني، لافتة إلى تلقيها شكاوى عدة من خلال الغرفة الافتراضية، وعن طريق النيابة العامة تفيد بقيام هذه العصابات بإيهام الضحايا بطرق احتيالية بفتح حسابات إلكترونية بأسمائهم، مستغلين سرعة وسهولة خدمة فتح هذه الحسابات عن طريق المصادقة، ومن ثم إضافة أرقام هواتف ليس لها أي صلة بصاحب الحساب البنكي.

استغلال الخدمة

وأشارت المصادر إلى أنه بناء على هذه الخطوة يقوم «الهاكرز» باستغلال تلك الخدمة بعمليات النصب والاحتيال، حيث تستخدم العصابة البيانات والمعلومات الخاصة بالمجني عليه دون علمه وتوجيه الحساب المفتوح منصة لأغراضها الاحتيالية.

وأشارت إدارة مكافحة جرائم المال إلى أن العصابة قامت باستهداف الفئة الطلابية لفتح حسابات إلكترونية، مستغلة عدم وعيهم الأمني بالمصادقة، ومن ثم استخدام الحسابات المفتوحة في عمليات النصب والاحتيال، وفي هذه الحالة يتم تحويل أصحاب الحسابات الإلكترونية من مجني عليهم إلى جناة، بوضعهم تحت دائرة الشبهات، من خلال جعل حساباتهم وعاء لتحصيل الأموال الناتجة عن جريمة، وكذلك عدم معرفة صاحب الحساب مصدر الأموال.

منع العصابات

وأوصت الإدارة بضرورة التشديد على إجراءات فتح الحسابات الإلكترونية عن طريق المصادقة، لمنع العصابات من استغلال هذه الخدمة في عمليات النصب والاحتيال.

وذكرت المصادر أن «الغرفة الافتراضية» تقوم بدراسة وتحليل كافة الجوانب المتعلقة بحالات الاحتيال من فئات مستهدفة، وقنوات مستخدمة، وأساليب وأنماط عمليات الاحتيال، بهدف رفع مستوى وعي العملاء حول أحدث الأساليب المستخدمة في عمليات الاحتيال وطرق مكافحتها، ويتم نشر رسائل توعوية وفيديوهات بهذا الشأن على كافة حسابات ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة ببنك الكويت المركزي واتحاد مصارف الكويت والبنوك الكويتية وبجانب حسابات ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالحملة الوطنية التوعوية «لنكن على دراية».

دعوات الانضمام لمجموعات الواتساب فخّ... احتيالي

من صور الاحتيال المالي المنتشرة محلياً، اختراق «الواتساب»، ومن ثم توجيه دعوة إلى جميع الأصدقاء المدرجين في قوائم هاتف الشخص المخترق، تحثهم على قبول طلب المشاركة في المجموعة التي تم إنشاؤها، لتضم الأصدقاء المقربين، مع الطلب من الشخص الموجه له الدعوة إعادة إرسال الرقم والكود الخاص بعد النقر على الرابط، ما يشكل فخاً احتيالياً.

وفي خطوة لاحقة وبعد تزويد المحتالين بهذه البيانات يتم اختراق أجهزة اتصالات كل من يتجاوب في هذا الاتجاه، والبحث خلالها عما تيسر من صور أو ملفات يمكن المساومة عليها، أو حتى إعادة إرسال روابط مالية للأصدقاء لعلّ من يقوم منهم بالدفع «فزعة للصديق» الذي لا يعلم عن اختراق هاتفه.

يذكر أن بنك الكويت المركزي، وانطلاقاً من حرص اتحاد مصارف الكويت والبنوك الكويتية على حماية عملاء البنوك الكرام والحفاظ على أصولهم وممتلكاتهم، قام الاتحاد والبنوك الكويتية بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص بإنشاء غرفة افتراضية مركزية لاستقبال بلاغات العملاء والتعامل معها بالكفاءة والسرعة المطلوبة، والتي تم بدء العمليات فيها في ديسمبر الماضي، وفقاً لإجراءات واضحة ومحددة تم وضعها بالاتفاق بين كافة الجهات المعنية لسهولة وسرعة التعاون والتنسيق فيما بينهم على مدار الساعة.

هكذا ينفّذ الاحتيال

1 - إيهام الضحايا بطرق احتيالية لفتح الحساب

2 - استغلال سرعة وسهولة فتح الحساب إلكترونياً

3 - إضافة أرقام هواتف ليس لها صلة بصاحب الحساب

4 - استخدام البيانات ومعلومات المجني عليه دون علمه