إشكالية التعثر في سداد ديون بطاقات الائتمان الأمريكية - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

إشكالية التعثر في سداد ديون بطاقات الائتمان الأمريكية - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. عندما يتعلق الأمر بالوضع المالي للمستهلكين الأمريكيين، تقدم مقاطع الفيديو التي ينتجها نجم وسائل التواصل الاجتماعي في مجال التمويل الشخصي، كاليب هامر، سبباً للقلق.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

فقد حققت عملياته التدقيقية المالية لضيوف مثقلين بالديون شعبية واسعة، إذ جمع ما يقرب من مليوني متابع على “تيك توك” و”يوتيوب” في أقل من ثلاث سنوات.

ويحاول ضيوف هامر، وهم في الغالب شباب يتسمون بالتهور، تبرير عاداتهم المفرطة في الاقتراض، وسط استياء متزايد من المحاور.

ورغم أن حالات ضيوف هامر قد تمثل أمثلة متطرفة لسوء الإدارة المالية، إلا أن عدد الأشخاص الذين يمكن أن يقعوا في هذا المأزق يتزايد بسرعة.

فقد أظهرت بيانات نشرها بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك أن نسبة ديون بطاقات الائتمان الأمريكية المتأخرة بشكل خطير، أي التي تجاوزت مدة استحقاقها 90 يوماً، ارتفعت إلى 11% في الربع الأخير من العام الماضي.

وهذه النسبة ارتفعت بمقدار أربع نقاط مئوية خلال العامين الماضيين، لتعود إلى مستويات شوهدت آخر مرة قبل 13 عاماً، عندما كان معدل البطالة ضعف مستواه الحالي، حسب ما ذكرته مجلة “ذا إيكونوميست” البريطانية.

كما أن نسبة الديون المتأخرة لتمويل شراء السيارات ارتفعت أيضاً، حيث بلغت 5%، وهو أعلى مستوى منذ أربع سنوات.

من النظرة الأولى، يبدو هذا الأمر مثيراً للقلق، فقبل الأزمة المالية العالمية في 2007-2009، شكلت حالات التخلف عن السداد تحذيراً مسبقاً من هشاشة الأوضاع المالية للمستهلكين.

لكن بدلاً من أن تكون مؤشراً على ركود وشيك، فإن حالات التخلف عن السداد حالياً تعكس تفاوتاً متزايداً في الأوضاع المالية للأسر الأمريكية، ليس فقط بين المقترضين الأقوياء والضعفاء، بل أيضاً بين المقرضين الأقوياء والضعفاء.

ويشكل ارتفاع أسعار الفائدة جزءاً من تفسير هذه الصعوبات التي يواجهها المقترضون.

فقد ارتفع متوسط معدل الفائدة على بطاقات الائتمان من أقل من 15% في عام 2021 إلى أكثر من 21% اليوم، وهو أعلى مستوى في التاريخ الحديث.

وبينما يتمتع أصحاب المنازل بحماية نسبية من ارتفاع الفوائد بفضل آجال الرهون العقارية الطويلة جداً، يشعر حاملو بطاقات الائتمان بتأثيرها فوراً.

من الأكثر تضرراً؟

يركز ارتفاع معدلات التخلف عن السداد بين فئات معينة من المقترضين الذين يبرزون في ثلاثة عوامل: العمر، والموقع الجغرافي، والجدارة الائتمانية.

ومثلما هو الحال مع ضيوف هامر، فإن الفئة المتأثرة تميل إلى أن تكون من الشباب، فقد تخلف 11% من المقترضين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً عن السداد بشكل خطير في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مقارنة بـ9% لمن هم بين 30 و39 عاماً، بينما لم تتجاوز النسبة 5% لمن هم في الستينات من العمر.

وغالباً ما تتركز معاناة المدينين في أفقر المناطق الأمريكية.

فوفقاً لدراسة أجراها خوان سانشيز وماساتاكا موري من بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس، ارتفعت نسبة الأشخاص الذين تأخروا في سداد ديون بطاقات الائتمان لأكثر من 30 يوماً في أفقر 10% من الأحياء الأمريكية بنحو سبع نقاط مئوية، لتصل إلى 18%، بين منتصف عام 2021 ونهاية العام الماضي.

وفي المقابل، ارتفعت هذه النسبة في أغنى 10% من الأحياء بأقل من نقطتين مئويتين، لتصل إلى 6%.

ونتيجة لذلك، أصبح الفارق بين الفئتين هو الأوسع منذ 25 عاماً على الأقل.

كما أن التخلف عن السداد يتركز بين المقترضين ذوي التصنيفات الائتمانية المنخفضة.

فقد أظهرت دراسة أجراها جوردان باندولفو من بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي أن معدلات التخلف عن السداد بين المقترضين ذوي التصنيفات الائتمانية المرتفعة لم ترتفع على الإطلاق في السنوات الأخيرة، بل إنها لا تزال أقل مما كانت عليه في عام 2021، عندما كانت أسعار الفائدة عند أدنى مستوياتها.

إن تركز معاناة المدينين في شريحة معينة من السكان يحد من خطر حدوث أزمة اقتصادية واسعة النطاق، فمعظم الميزانيات العمومية للأسر الأمريكية لا تزال في حالة جيدة نسبياً.

ورغم أن إجمالي ديون بطاقات الائتمان في البلاد وصل إلى أعلى مستوى اسمي له على الإطلاق في الربع الأخير من العام الماضي، إلا أنه لا يزال عند حوالي 6% من الدخل الشخصي المتاح، وهو مستوى متوافق مع المعدل الطبيعي خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، وأقل بكثير من مستوى 8% الذي تم تسجيله خلال موجة الاقتراض في أوائل عقد 2000.

ومع ذلك، فإن المقرضين يواجهون تحديات أيضاً، فقد سجلت البنوك الصغيرة في البلاد معدلات تخلف عن السداد تزيد بأكثر من الضعف عن تلك المسجلة في أكبر 100 مؤسسة مالية.

ومنذ ما قبل جائحة كوفيد-19، كانت البنوك الصغيرة تستهدف العملاء ذوي التصنيفات الائتمانية المنخفضة سعياً وراء تحقيق أرباح أعلى، وهو ما انعكس عليها سلباً في شكل خسائر متزايدة من الديون المعدومة.

وكما يشير برايان رايلي من شركة الاستشارات “جافلين ستراتيجي آند ريسيرش”، فإن البنوك الصغيرة تفتقر إلى الموارد اللازمة لمراقبة التصنيفات الائتمانية عن كثب أو لمتابعة المدينين وحل مشكلات التخلف عن السداد بسرعة، على عكس البنوك الكبرى.

ومع تزايد حالات التخلف عن السداد، بدأت البنوك أخيراً في تشديد معايير الإقراض.

وأصبح جزء متزايد من بطاقات الائتمان يُمنح فقط للمقترضين ذوي التصنيفات الائتمانية القوية، مثل “برايم بلس” و”سوبر برايم”، بينما ينخفض عدد البطاقات الممنوحة للمقترضين الأكثر خطورة.

وتتوقع وكالة التصنيف الائتماني “فيتش” أن تتوقف معدلات التخلف عن السداد عن الارتفاع هذا العام، وهو ما سيكون بمثابة ارتياح للبنوك التي تواجه ضغوطاً متزايدة.

لكن بالنسبة للمقترضين المتعثرين، فإن أي انفراج لا يزال بعيد المنال، طالما أن أسعار الفائدة مرتفعة.

كُنا قد تحدثنا في خبر إشكالية التعثر في سداد ديون بطاقات الائتمان الأمريكية - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق