«لاعب المنشطات»... مغمور في دوري «يلو» وقضيته «قبل عامين» - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. بينما ضج الشارع الرياضي ومواقع التواصل الاجتماعي في السعودية طوال الأيام الماضية، بشائعات مضللة حول وقوع لاعب بالدوري السعودي للمحترفين في المحظور «تعاطي المنشطات»، وسط ازدياد الاتهامات للجنة السعودية للرقابة على المنشطات، وأنها «تخفي عينة إيجابية خاصة بأحد اللاعبين»، تحصلت «الشرق الأوسط» على وثائق تؤكد أن القضية تتعلق بلاعب مغمور كان ينشط في دوري الدرجة الأولى «يلو»، وظهرت عينته الإيجابية في موسم 2022، تحديداً مع فريق العروبة في تلك الفترة.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
وتحصلت «الشرق الأوسط» على وثيقة رسمية «مثبتة» في موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، تخص قضية إيقاف لاعب نادي العروبة في دوري الدرجة الأولى السعودي (ع.ر)، تحديداً «موسم 2022» لمخالفته قواعد مكافحة المنشطات.
وأصدرت محكمة التحكيم الرياضية (كاس) حكمها النهائي بإيقاف لاعب كرة القدم السعودي (ع.ر) لمدة 4 سنوات بعد أن ثبت تناوله لمادة «الأمفيتامين» المحظورة، وهو ما عدَّ مخالفة واضحة لقواعد مكافحة المنشطات المعمول بها في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

وكانت مصادر «الشرق الأوسط» كشفت الخميس، عن عدم صحة ما يتردد بشأن عينة إيجابية مسجلة ضد لاعب سعودي أو أجنبي في الدوري السعودي للمحترفين هذا الموسم أو السابق، مشيرة إلى أن «ما يتم تداوله غير صحيح»، وأن الأحاديث المتداولة حالياً هي عبارة عن مثال طرح في أحد الملتقيات الرياضية التي جرت في العاصمة الرياض مؤخراً حول حالات قديمة وليست جديدة.
وكان الدكتور أحمد بن صالح بن ناصر، رئيس لجنة الاستماع المنبثقة عن اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات، قد أكد، الاثنين الماضي، خلال أسبوع الرياضة لتسوية المنازعات 2025، الذي أقيم في الرياض ونشرته «الشرق الأوسط»، أن عدم وجود القصد بتناول المنشطات لا ينفي الانتهاك، وقد يرى اللاعب أنه مظلوم، ولكن القاعدة تقول إن اللاعب مسؤول مسؤولية كاملة تجاه كل ما يتناوله.
ولم تتوقف مواقع التواصل الاجتماعي عن نشر كثير من الشائعات تجاه مجموعة من لاعبي أندية الدوري السعودي، سواء كانوا أجانب أم سعوديين، ولصق تهمة العينات الإيجابية بهم.
وقالت المصادر: «كل القصة أن أحد المسؤولين تحدث عن مثال حول وجود القصد من عدمه في تعاطي المنشطات، لكن الحقيقة أن اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات لم تسجل أي عينات إيجابية ضد اللاعبين المشاركين في الدوري السعودي للمحترفين هذا الموسم، وأن هناك عينة واحدة منظورة للاعب أجنبي في دوري الدرجة الأولى.
وتابعت بقولها: «لا يوجد أي عينات إيجابية مسجلة هذا الموسم أو السابق في الدوري السعودي للمحترفين».
وبحسب لوائح «فيفا»، فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم حازم جداً في الفحوصات التي تقوم بها اللجان في كل دول العالم، ويتعامل معها بشكل قانوني، بحيث إن كل عينة إيجابية تخرج بشكل رسمي من مختبرات المنشطات المنتشرة في العالم يتعين أن يُرسل إليه خطاب رسمي يفيد بها، وذلك بهدف تعميم إيقاف أي لاعب يرتكب أي محظورات في اللعبة.

عقوبة محلية... واعتراض دولي
القضية بدأت عندما خضع اللاعب لفحص المنشطات بعد مباراة بين ناديه العروبة ونادي الأخدود في 18 مايو (أيار) 2022، ضمن منافسات دوري «يلو». وأظهرت نتائج الفحص التي أجراها المختبر السويسري لتحليل المنشطات في 17 يونيو (حزيران) 2022 وجود مادة «الأمفيتامين» في العينة «A»، وهي مادة مدرجة ضمن قائمة المنشطات غير المحددة في القائمة المحظورة للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (WADA) لعام 2022.
وتم إخطار اللاعب بالنتائج في 21 يونيو 2022، ليتم إيقافه مؤقتاً، قبل أن تفتح اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات (SAADC) تحقيقاً رسمياً حول القضية، الذي انتهى بإصدار قرارها في 28 يوليو (تموز) 2022 بإيقافه لمدة 90 يوماً فقط، وهو ما أثار اعتراض «الفيفا» الذي عدَّ العقوبة مخففة جداً بالنظر إلى طبيعة المادة المحظورة وقوانين مكافحة المنشطات المعتمدة دولياً.

شاي وقهوة وصداع... مبررات محامو الدفاع
دافع محامو اللاعب عن موقفه خلال الجلسات القانونية، مؤكدين أن المادة المحظورة دخلت إلى جسده دون نية أو قصد، حيث أشار اللاعب خلال جلسة استماع أمام اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات في 26 يونيو 2022، إلى أنه شرب الشاي والقهوة في حفل زفاف قبل المباراة، وكان يعتقد أن هذه المشروبات تعرضت للتلوث بمادة «الأمفيتامين» دون علمه.
كما أكد اللاعب أنه لم يكن مدرجاً ضمن التشكيلة الأساسية للمباراة، بل كان على مقاعد البدلاء، مما يعزز حسب الدفاع فرضية أنه لم يكن يسعى لتحسين أدائه الرياضي عبر تناول المنشطات. بالإضافة إلى ذلك، أوضح اللاعب أنه شعر بـ«صداع بعد شرب الشاي» في الزفاف، ما دفعه لتناول دواء «بانادول»، وهي رواية حاول الدفاع الاعتماد عليها لتبرير وجود المادة المحظورة في جسده.
وعند إصدار حكمها المبدئي في 28 يوليو 2022، اكتفت اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات بفرض عقوبة إيقاف لمدة 3 أشهر فقط، وهو ما بررته بأن اللاعب لم تكن لديه نية مسبقة لتعاطي المنشطات، وأنه لم يكن يعلم بوجود المادة المحظورة في الشاي الذي تناوله، كما أن هذا كان انتهاكه الأول لقواعد مكافحة المنشطات.
واستندت اللجنة في قرارها إلى المادة 10.2.4.1 من اللوائح السعودية لمكافحة المنشطات، التي تنص على أن العقوبة يمكن أن تخفّض إلى 3 أشهر فقط في حال أثبت اللاعب أن تعاطي المادة لم تكن له علاقة بتحسين أدائه الرياضي.
استئناف «فيفا» يتساءل عن «دليل البراءة القاطع»
لم يقتنع «الفيفا» بمبررات اللجنة السعودية، وقرر تقديم استئناف رسمي لدى محكمة التحكيم الرياضية (CAS) في 14 ديسمبر (كانون الأول) 2022، مؤكداً أن العقوبة يجب أن تكون 4 سنوات وفقاً للمادة 20 (1) (أ) من قوانين «الفيفا» لمكافحة المنشطات، التي تنص على أن أي انتهاك متعلق بمادة غير محددة (مثل الأمفيتامين) يستوجب إيقاف اللاعب لمدة 4 سنوات، ما لم يثبت أنه لم يكن هناك تعاطٍ متعمد.
وجاء في استئناف «الفيفا» أن اللاعب لم يقدم دليلاً قاطعاً على كيفية دخول المادة المحظورة إلى جسده، مما يعني أنه لم يتمكن من إثبات عدم تعمده تعاطي المنشط، وهو ما يجعل العقوبة المخففة التي فرضتها اللجنة السعودية غير مبررة قانونياً.
وبعد مراجعة القضية، قررت محكمة التحكيم الرياضية قبول استئناف «الفيفا»، وإلغاء القرار الصادر عن اللجنة السعودية، وفرضت عقوبة الإيقاف لمدة 4 سنوات على اللاعب، مع احتساب الفترة التي قضاها موقوفاً مؤقتاً منذ 21 يونيو 2022، حتى 20 سبتمبر 2022.
وأوضحت المحكمة أن اللاعب لم ينجح في إثبات أن تناول المادة كان خارج إطار المنافسة، كما لم يثبت عدم تعمده تعاطي المادة المحظورة، وبالتالي فإن العقوبة المعيارية 4 سنوات هي المطبقة في مثل هذه الحالات.
هل يمكن تقليص العقوبة أو الطعن مجدداً؟
بعد قرار محكمة التحكيم الرياضية في 22 أبريل 2024 (نيسان)، تبدو خيارات اللاعب القانونية محدودة للغاية، نظراً لأن المحكمة اعتمدت على القوانين الدولية الصارمة لمكافحة المنشطات، التي تتطلب إثباتاً قوياً جداً لتغيير العقوبات.
كُنا قد تحدثنا في خبر «لاعب المنشطات»... مغمور في دوري «يلو» وقضيته «قبل عامين» - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق