وفاة 6 رضع برداً تُظهر عمق الأزمة في غزة - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. وسط أجواء شتوية قاسية، لم تقتصر على غرق خيام النازحين بقطاع غزة بسبب المطر الغزير أو اقتلاعها من جرَّاء رياح عاتية، أُعلن اليوم الثلاثاء عن ارتفاع عدد الأطفال الرُضع الذين واجهوا الموت نتيجة سوء الأحوال الجوية إلى ستة رُضع بوفاة ثلاثة منهم «تجمداً» خلال الساعات الماضية.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
وتوفي خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين شهر واحد وشهرين في شمال غزة خلال الأسبوعين الماضيين نتيجة البرد القارس، حسبما أعلن الدكتور سعيد صلاح، المدير الطبي لمستشفى جمعية أصدقاء المريض الخيرية بمدينة غزة، في حين أُعلن الثلاثاء عن وفاة رضيعة عمرها شهران برداً في خيمتها بمنطقة المواصي في مدينة خان يونس.
وأشار الدكتور صلاح في تصريحات للصحافيين، الثلاثاء، إلى وجود عدة أطفال في حالة حرجة بالعناية المركزة، وسط مخاوف متزايدة من تسجيل وفيات جديدة مع استمرار موجة البرد الشديد، مؤكداً أن الأوضاع الإنسانية كارثية مع النقص الحاد في وسائل التدفئة، مما يجعل الأطفال أكثر عرضة للخطر.
وأضاف أن المستشفى استقبل في الساعات الماضية ثمانية أطفال حديثي الولادة يعانون انخفاضاً حاداً في حرارة الجسم نتيجة شدة البرد، وأن ثلاثة منهم فارقوا الحياة بعد ساعات من وصولهم، وأنهم كانوا في حالة «تجمد».

فيما أعلن الدكتور أحمد الفرا رئيس قسم الأطفال بمجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، عن وفاة الطفلة شام يوسف الشنباري (60 يوماً) داخل خيمتها في منطقة المواصي بسبب البرد الشديد.
وأكد الدكتور الفرا أن حالات الوفيات بين الأطفال مرشحة للزيادة بسبب سوء الأحوال الجوية والتدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع، حيث يوجد أكثر من مليوني نسمة بلا مأوى حقيقي.
لا كهرباء... لا تدفئة... ولا حطب
كانت عائلة الطفلة شام الشنباري تعيش في بلدة بيت حانون بأقصى شمال قطاع غزة، ولكنها نزحت إلى منطقة المواصي بخان يونس جنوباً بعدما فقدت البيت وباتت بلا مأوى.
وفي حديث هاتفي مع مراسل «الشرق الأوسط»، قال الأب يوسف الشنباري إنه يعيش في خيمة صغيرة برفقة عائلته المكونة من خمسة أفراد أصغرهم «شام» التي ولدت في الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي.
ويضيف أن طفلته كانت تعاني ظروفاً صحية صعبة منذ ولادتها نتيجة البرد الشديد، خاصةً أنها تعيش في خيمة لا تقي من برد الشتاء القارس ولا حر الصيف القائظ.
ومثل غيره من مئات الآلاف من سكان غزة، لا يجد الشنباري ولا عائلته أي سبيل للتدفئة، نظراً لعدم توفر الكهرباء من جانب، وانعدام توفر الخشب والحطب لإيقاد النار من جانب آخر، ناهيك بارتفاع أسعار ما تبقى من كميات الفحم المحدودة بالقطاع.
ويقول: «هذا حالنا، وما في مفر. لا قادرين ندفي حالنا ولا ندفي أولادنا اللي بيموتوا قدام عينينا ومش عارفين شو نعمل إلهم».

والشنباري، مثله مثل جموع الفلسطينيين بالقطاع، لا يجد سبيلاً للعمل، ويعتاش على ما يتحصل عليه من مساعدات من مؤسسات دولية.
لم تعد لدى الشنباري القدرة على العودة للسكن في بلدة بيت حانون، فالعودة تحتاج إلى أموال طائلة، لأن أسعار المواصلات من جنوب القطاع إلى شماله أعلى من نطاق قدراته.
ووصلت أسعار انتقال النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله لما يقرب من خمسة آلاف شيقل (نحو 1400 دولار)، وهي أرقام فلكية بالنسبة لكثير من أهل غزة.
تنصل وصمت
عدّت حركة «حماس» وفاة الأطفال الستة نتاج ما وصفته في بيان «بالسياسات الإجرامية» للحكومة الإسرائيلية، ومنعها إدخال المساعدات الإنسانية ومواد الإيواء لسكان القطاع.
واتهمت الحركة المجتمع الدولي بالصمت عن معالجة الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في القطاع نتيجة العدوان والحصار، وطالبت الوسطاء بالتحرك الفوري لوقف انتهاك إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار وإلزامها بتنفيذ البروتوكول الإنساني وضمان إدخال مستلزمات الإيواء والتدفئة والمساعدات الطبية العاجلة لأهالي القطاع.
وتتنصل إسرائيل من الالتزام بتنفيذ البروتوكول الإنساني المتعلق بإدخال الخيام والبيوت المتنقلة (الكرفانات) والمواد الطبية اللازمة للمستشفيات، ومواد الإيواء مثل الأسمنت والطاقة الشمسية وغيرهما.
وقالت مصادر حكومية من غزة لـ«الشرق الأوسط» إن إسرائيل لا تزال تتهرب من استحقاقات أخرى، وبدأت فرض مزيد من القيود على العديد من المواد الأساسية، وبضائع أخرى كانت قد سمحت بإدخالها بعد وقف إطلاق النار ثم تراجعت عن ذلك.
الطوابير... «ملخص الحياة»
ومع اقتراب شهر رمضان نهاية الشهر الحالي، يخشى سكان قطاع غزة والتجار من ارتفاع أكبر للأسعار نتيجة السياسات الإسرائيلية.
وقال التاجر محمد حميد: «الأسعار ترتفع وتنخفض وفقاً لظروف إدخال البضائع عبر معبر كرم أبو سالم. ومنذ عدة أيام تم تعليق تنسيق إدخال بعض البضائع دون معرفة الأسباب، ما زاد سعر بعض المواد».
وما زالت الطوابير ممتدة أمام المخابز والمحال رغم مرور أكثر من شهر على وقف إطلاق النار، ويشكو السكان من قلة المياه الصالحة للشرب.

وعن مدى تأثير وقف إطلاق النار على حياة السكان، قالت أنسام نعمان (47 عاماً)، وهي ربة منزل من سكان حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة: «حياتنا مثل ما هي ما تغيرت، من طابور لطابور».
وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «من أول ما يشقشق النهار الساعة 6 صباحاً بنتصف طابور من شان نتحصل على 5 لترات مياه محلاة للشرب. وبعد ساعتين بنستنى المياه العادية، وبنقسم حالنا... إشي بيروح بيقف طابور على الخبز، وإشي على شحن الجوالات والبطاريات من شان نشوف بالعتمة في الليل. هذا ملخص حياتنا بغزة».
وأشارت السيدة التي لديها ثمانية من الأبناء والبنات إلى أن المياه التي تتحصل الأسرة عليها لا تكاد تكفيها يوماً واحداً، ورجحت استمرار معاناة أهالي القطاع في ظل الظروف الصعبة الحالية.
ويعاني قطاع غزة تدميراً كاملاً للبنية التحتية، وتشير التقارير الدولية إلى أنه بحاجة إلى 53 مليار دولار من أجل إعادة الإعمار وإعادته للحياة مجدداً، وأن ذلك سيستغرق نحو عقد من الزمن أو أكثر.
وحذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مؤخراً من تفاقم معاناة الأطفال حديثي الولادة في غزة، مشيرة إلى وجود نحو 7700 رضيع يفتقرون إلى الرعاية الطبية اللازمة وسط تدهور الأوضاع المعيشية ونقص الإمدادات الأساسية.
كُنا قد تحدثنا في خبر وفاة 6 رضع برداً تُظهر عمق الأزمة في غزة - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق