غاية التعليمية يكتُب.. أثارت عملية النصب الأخيرة التي قامت بها منصة FBC ضجة واسعة، بعدما خسر آلاف المستثمرين أموالهم في مخطط احتيالي قائم على الوعد بتحقيق أرباح خيالية خلال فترة وجيزة.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

وهذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، إذ تكررت عمليات مشابهة على مدار السنوات الماضية، مستغلة طمع البعض وقلة وعي آخرين بمخاطر الاستثمارات غير الموثوقة.

وفي هذا التقرير، من بانكير، نسلط الضوء على الأسباب التي تدفع الكثيرون إلى المشاركة في هذه المنصات.

قصة منصة "FBC"

ظهرت منصة "FBC" في عام 2024، وروجت لنفسها كمنصة استثمارية في مجال البرمجيات والتسويق الإلكتروني، حيث ادعى القائمون عليها قدرتهم على تحقيق أرباح للمستثمرين مقابل تنفيذ مهام بسيطة مثل مشاهدة إعلانات أو التفاعل مع محتوى معين على الإنترنت.

وانتشرت المنصة بسرعة كبيرة، خاصة مع إطلاق تطبيقها على متجري "غوغل بلاي" و"آبل ستور" في فبراير 2025، حيث تم تحميله نحو 15 ألف مرة خلال ساعات قليلة.

واستطاعت المنصة جمع أموال من المواطنين تجاوزت 6 مليارات جنيه مصري، مخلفة ورائها العديد من الضحايا المفجوعين.

وتمكنت أجهزة الأمن المصرية من القبض على 14 متهمًا في القضية، بينهم ثلاثة يحملون جنسيات أجنبية.

كيف تعمل مخططات الاحتيال؟

وتعتمد معظم عمليات النصب على نموذج يسمى "بونزي" أو التسويق الهرمي، حيث يتم استقطاب مستثمرين جدد لدفع أموال يستخدمها القائمون على المخطط لدفع أرباح مزيفة للمستثمرين السابقين.

وهذه العملية تستمر حتى تنهار المنظومة عند توقف تدفق الأموال الجديدة، مما يؤدي إلى خسارة الغالبية العظمى من المشاركين.

وتستغل هذه المخططات أيضًا تقنيات متطورة، مثل إنشاء مواقع إلكترونية ذات تصميم احترافي، وعرض تقارير مالية مزيفة لإقناع المستخدمين بشرعية المشروع، كما يتم الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يظهر "مستثمرون" يزعمون تحقيق أرباح ضخمة كوسيلة لإغراء الضحايا الجدد.

لماذا ينساق الناس وراء الربح السريع؟

وهناك عدة عوامل تدفع الأفراد إلى الوقوع في فخ الاحتيال المالي، أبرزها:

• الرغبة في الثراء السريع: ينجذب الكثيرون إلى الوعود بالأرباح الكبيرة دون بذل جهد يذكر، وهو ما يجعلهم يتجاهلون علامات التحذير.
• قلة الوعي المالي: عدم الإلمام بأساسيات الاستثمار، مثل دراسة المخاطر والتحقق من الجهات التنظيمية، يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة.
• التأثير الاجتماعي: كثير من الضحايا يتأثرون بتجارب آخرين، خاصة عندما يشاهدون أشخاصًا في محيطهم يحققون مكاسب، وحتى وإن كانت هذه الأرباح مؤقتة أو مزيفة.
• الضغوط الاقتصادية: في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، يلجأ بعض الأفراد إلى استثمارات غير آمنة على أمل تحسين أوضاعهم المالية بسرعة.

نماذج بارزة لعمليات احتيال عالمية

زلم تكن "FBC" الحالة الأولى من نوعها، فالتاريخ مليء بعمليات نصب مماثلة، منها:

• "MMM" في التسعينيات: واحدة من أكبر عمليات الاحتيال الهرمي في روسيا، حيث فقد ملايين الأشخاص أموالهم بعد انهيار المنظومة.
• "OneCoin": احتيال عالمي ضخم في مجال العملات الرقمية، جمع مليارات الدولارات قبل أن تنكشف حقيقته.
• "Bitconnect": وعد المستثمرين بأرباح مضمونة عبر تداول العملات الرقمية، لكنه كان مجرد مخطط بونزي انتهى بانهيار كامل.

كيف نحمي أنفسنا من الاحتيال المالي؟

ويمكن تفادي هذه الفخاخ عبر اتباع بعض الخطوات الأساسية:

• التحقق من التراخيص: يجب التأكد من أن أي منصة استثمارية مرخصة من قبل جهات تنظيمية معترف بها دوليًا.
• الحذر من العروض المغرية: أي استثمار يَعِد بأرباح مرتفعة وسريعة غالبًا ما يكون احتياليًا.
• عدم الانسياق وراء التأثير العاطفي: يجب تحليل الاستثمارات بعقلانية، دون الانجراف وراء القصص المغرية على الإنترنت.
• استخدام مصادر موثوقة: يفضل البحث عن المعلومات من خلال الجهات المالية الرسمية ومراجعة تقييمات المنصات الاستثمارية من مصادر مستقلة.

الدور الحكومي والتوعوي في مكافحة الاحتيال

تعمل العديد من الحكومات على مكافحة الاحتيال المالي من خلال:

• فرض قوانين صارمة: تشديد الرقابة على الاستثمارات الرقمية ومنصات التداول غير المرخصة.
• التوعية العامة: إطلاق حملات إعلامية لتحذير المواطنين من مخاطر الاستثمار في مشاريع غير موثوقة.
• ملاحقة المحتالين قضائيًا: التعاون الدولي لتسليم المتورطين وتقديمهم للعدالة.

وتبقى عمليات الاحتيال المالي قائمة طالما أن هناك أفرادًا يبحثون عن الثراء السريع دون إدراك العواقب، ولتفادي الوقوع ضحية لمخططات مشابهة، يجب تعزيز الوعي الاستثماري، والاعتماد على مصادر رسمية قبل اتخاذ أي قرار مالي.