عاجل

لقاء مع طه حسين كاد يُنهي مسيرة توفيق الدقن الفنية.. ما القصة؟ - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

لقاء مع طه حسين كاد يُنهي مسيرة توفيق الدقن الفنية.. ما القصة؟ - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. في مثل هذا اليوم عام 1988، رحل عن عالمنا توفيق الدقن، أحد أشهر من قدم أدوار الشر في تاريخ السينما المصرية٬ واشتهر بالعديد من "الأفيهات" فمن منا لا يتذكر عبارات: “أحلى من الشرف مفيش، العلبة دي فيها إيه؟، صلاة النبي أحسن، يا آه يا آه”.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

كواليس لقاء جمع توفيق الدقن مع العميد طه حسين

وقبل أن يقتحم مجال الفن، وخلال دراسته بمعهد التمثيل، جمع القدر بين توفيق الدقن وعميد الأدب العربي، دكتور طه حسين، وهو اللقاء الذي روي “الدقن” كواليسه وملابساته خلال حوار لمجلة الكواكب الفنية، في عددها الصادر عام 1957.

ويقول “الدقن”: قاتل الله الغرور فإنه يودي بأهله، وقد عانيت منه الكثير، فجعت وقاسيت الحرمان، فاللهم لا تحكم به علي عدو ولا حبيب.. كان أول الطريق إلي الشاشة مفروشا بالزهور، كنت عند الإسعاف عندما نظر أحدهم إلي وجهي وقال لي: "أنت رابح فين، أنا عاوزك، أنا إبراهيم عز الدين المخرج السينمائي وعاوزك تقابلني بالليل في جمعية الشبان المسلمين". 

وذهبت في الموعد، لأجد الدكتور طه حسين هناك، وقدمني إليه إبراهيم عز الدين ووقعت في ذلك اليوم، عقدا للقيام بدور في فيلم ظهور الإسلام.

ولفت توفيق الدقن إلى أن “هذه الواقعة هي سبب الغرور الذي أصابني، ففي ذلك الحين كنت مجرد طالب في معهد التمثيل، واعتقدت أنني خلقت لأكون ممثلا عظيما وإلا فلماذا يهبط إبراهيم عز الدين من سيارته ليلتقطني من علي الرصيف، ويعطيني دورا ويوقع معي عقدا دون سابق معرفة.. وتخيلت أنني سأحطم كل الكبار الذين سبقوني”.

وانتهيت من دوري وانتظرت أي طارق علي الباب، ولم يأت أحدا، شهر وعام وعامان وأربعة أعوام ولا جديد في الأفق، ولا بارقة أمل تطل لتبدد ظلام الحاجة والحرمان واليأس من حياتي.. وكان الغرور قد ركب في رأسي ألا أتصل بأحد أو أعرض نفسي علي مخلوق، ولي صديق يعرف حقيقة حالي، هو عبد المنعم شكري، جائني ذات يوم وكان حديثه لي كالنشادر، جعلني أفيق، فقد قال لي: "أوعي تحط في دماغك أن حد يعرفك، لازم تعرض نفسك، مفيش بضاعة تستخبي في مخزن وحد يعرفها، لازم تطلع في فاترينة، ولازم تبتدي صغير وتكبر، تقبل أي دور يعرض عليك.

فيجيب توفيق الدقن: لكن أنا ابتديت كبير. فيقول له “شكري”: ما هو ده الغلط، ابتديت كبير وافتكرت إنك بقيت كبير، لازم تطلع السلالم واحدة واحدة، وهنبتدي من أول وجديد.

ووافقت وقدمني عبد المنعم شكري إلي السيد زيادة وكان يخرج فيلمين هما "دلوني يا ناس"، و"الناس مقامات"، فقبلت دورين تافهين. 

ليالي بلا عشاء 

ويمضي توفيق الدقن قائلًا: "مرة أخري زحف الغرور إلي مخيلتي فتصورت أن هذين الدورين سيفتحان أمامي الأبواب.. وهذه المرة لم يوصد باب الأمل كله، ظل مواربا، فقد أرسل لي قاسم وجدي يقول إن عنده دورا صغيرا في فيلم "أموال اليتامي" للمخرج جمال مدكور، وكنت يوم أرسل لي قاسم، لا أملك أكثر من ثلاثة قروش، فقررت أن أقتصدها إلي الصباح فأنام بلا عشاء وأخرج بلا إفطار حتي أستطيع أن أصل إلي استديو مصر. 

اعتقدت أنني سأعود من هناك وفي جيبي خمسة جنيهات علي الأقل.. وما أن وصلت هناك حتي ارتديت ثياب قروي، وانتظرت دوري حتي العصر فقلت كلمتين مع محمود المليجي وانصرف محمود بعد ذلك، وذهبت إلي حجرة الملابس لاستبدال ثيابي، ويبدو أنني تأخرت قليلا لأنني خرجت فلم أجد أحدا، وبحثت عن أي مساعد للريجسير لآخذ منه نقودا فلم أعثر علي أحد.

خرجت من ستديو مصر عند أهرامات الجيزة لأمشي علي قدمي إلي البيت المتواضع الذي أسكن فيه عند كنيسة سانت تريز بشبرا.. 3 ساعات كاملة قطعت فيها هذه المسافة التي لا تقل عن عشرين كيلو مترا.

وذهبت بعد ذلك لأقوم بدور صغير في فيلم "أنا وحبيبي"، وقد وضعت علي وجهي شاربا كثيفا كما طلب مني مساعد المخرج حسن الصيفي، وظللت واقفا أنتظر دوري ساعة وساعتين وخمس ساعات، حتى أدركني الملل فهمست في أذن مساعد المخرج، هاشتغل امتي يا أستاذ حسن، فقال: ما تستعجلش الصبر طيب، فقلت: هو فيه بعد كده صبر، وسمعني المخرج وكان كامل التلمساني، فبدا عليه الغضب، أما أنا فمن باب استرداد الكرامة أزلت الشارب من علي وجهي، وكأن “التلمساني” يتلمس فرصة ليتشاجر معي، ووجدها في إزالتي للشارب، وتدخل حسن الصيفي ليفض الشجار ويقنعني بأنني تعجلت الأمور. وقلت لنفسي وأنا أقف أمام الكاميرا: "يا سلام علي الصبر".

واختتم توفيق الدقن: وطرحت الغرور عني، ولزمت الصبر في حياتي، وهبطت إلي أرض الواقع بعد أن حلقت طويلا في سماء الأحلام والغرور التي لم أجد فيها غير الجوع والفاقة والحرمان.

كُنا قد تحدثنا في خبر لقاء مع طه حسين كاد يُنهي مسيرة توفيق الدقن الفنية.. ما القصة؟ - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق