الأعياد الوطنية: فرحة وطن ومسؤولية مواطن ومقيم - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

الأعياد الوطنية: فرحة وطن ومسؤولية مواطن ومقيم - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. مع حلول شهر فبراير، تعيش الكويت أجواءً احتفالية مبهجة، بمناسبة العيد الوطني ويوم التحرير، فتزدان الشوارع بألوان العلم الكويتي، وتتألق المباني العامة والخاصة بالشعارات الوطنية والإضاءات الزاهية، وتتنوَّع الفعاليات الاحتفالية، الثقافية، والترفيهية، وتسيَّرالمواكب الشعبية، بمشهدية رائعة تتكرَّر كل عام.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

جمالية المشهد تعكس وحدة الشعب، واعتزازه بوطنه، حيث تتجسَّد روح الوطنية، وتتلاقى الأجيال على حُب الكويت، ووفائها لتاريخها المجيد.

والجميل في هذا السياق، أن معظم المقيمين في الكويت يعيشون بصدق شعور الأجواء الاحتفالية، ويشاركون أهل البلد المضياف بأفراحهم الوطنية، فيكاد من الصعب تمييز سيارة مواطن عن سيارة مقيم في مسيرة الاحتفال التي يغصُّ بها شارع الخليج العربي، ويكاد من شبه المستحيل ألا ترى في عيون وتصرُّفات المقيمين ما ينمُّ عن مظاهر البهجة وفرحة الاحتفال.

تعزيز الشعور الوطني وتجديد العهد والانطلاق نحو المستقبل

المهم في الأمر ألا تصبح هذه المناسبة مجرَّد ذكرى سنوية أو إجازة احتفالية متكررة، بل فُرصة تتجدَّد كل عام لتعزيز الانتماء الوطني، ودعوة للانطلاق نحو المستقبل، ولتعزيز مكانة الكويت على كل المستويات المحلية والخارجية.

- يكون ذلك باستذكار تضحيات الآباء المؤسسين الذين بنوا هذا الوطن على أسس من التضحية والتفاني، والاعتراف بنضالات مختلف شرائح المجتمع التي أسهمت في بناء الكويت وحمايتها على مر العقود، وبالوقوف بفخر أمام بطولات الوطنيين الذين رسخوا وحدة الكويت، وساهموا في تحريرها وحفظ كرامة الوطن واستقلاله.

- يتحقق الانتماء الوطني بتأكيد العزم على بناء مستقبل مزدهر قائم على أُسس متينة من الوحدة الوطنية، والولاء الصادق، والعمل الجاد على تفعيل «رؤية الكويت 2035» وتحقيق النهضة الشاملة.

- إنها مناسبة ثمينة ليستلهم الشباب الكويتيون من مخزون طاقاتهم وإطلاق عنان الإبداع، مع القناعة بأن دور الجيل الجديد يتجاوز حدود الحاضر إلى بناء مستقبل أكثر إشراقاً، وهذا ما يلتقي ويتكامل مع إدراك الطلاب بأنهم بناة الفكر وأمل الغد، وأن رسالتهم لا تتوقف عند الحصول على شهادة أو وظيفة، بل تشمل الإسهام الإيجابي في تطوير المجتمع، وابتكار الحلول للتحديات التي تواجه التنمية المستدامة.

- في الوقت ذاته، تتيح هذه المناسبات للموظفين والعُمَّال فرصة جديدة لتأكيد دورهم المحوري كعماد للاستقرار ورواد للتنمية، فبإتقان العمل والانضباط في أداء مهامهم، يُسهم المرء في استقرار مؤسساته الوطنية، وتعزيز قوة الاقتصاد الوطني واستدامته.

- وفي خضم هذه الأجواء الاحتفالية، يبرز الالتزام والقناعة بأهمية أن يقترن الفرح باحترام القانون، وعدم التعدي على حقوق الآخرين، فالاحتفال لا يعني التعدي على الممتلكات العامة والخاصة، أو الإخلال بالنظام العام، بل يعكس ملامح الوعي والمسؤولية وحضارة المجتمع.

- وفي السياق، لا يقل دور المقيمين على أرض الكويت الطيبة أهمية عن دور المواطنين في ورشة البناء والتنمية، وتتضاعف واجباتهم بالالتزام بالقوانين والأنظمة، وباحترام التقاليد والعادات الكويتية، إلى جانب التزامهم بالعمل بإخلاص، والمساهمة في تقدُّم المجتمع.

فرص اقتصادية وموسم سياحي واعد

تشهد فترة الأعياد الوطنية حركة اقتصادية نشطة، حيث تتحوَّل الشوارع والمجمَّعات إلى وجهات نابضة بالحياة والبهجة، تزدهر الأسواق والمراكز التجارية والمطاعم والمرافق السياحية خلال هذا الموسم، مستفيدةً من الإقبال الكبير على التسوُّق والترفيه، والمشاركة في الفعاليات الاحتفالية.

ويكتسب هذا الانتعاش الاقتصادي زخماً إضافياً، بفضل تزامنه مع أجواء مناخية معتدلة، تجعل من الكويت وجهة مثالية للعائلات والزوار من داخل البلاد وخارجها، وخاصة أولئك الذين يفضلون التسوق بالمراكز التجارية والأسواق المفتوحة، والاستمتاع بتجربة تناول الطعام في الهواء الطلق.

في هذا السياق، يشكِّل الانفتاح السياحي وتنظيم الفعاليات الدولية واستضافة المهرجانات الثقافية والرياضية والاقتصادية فُرصة لتعزيز مكانة الكويت كمركز ثقافي وسياحي في المنطقة، مما يعكس رؤية الكويت نحو مستقبل اقتصادي متنوِّع ومستدام، ومما يسهم في نشر الهوية الوطنية الكويتية، وتعزيز الانتماء الوطني.

وغني عن البيان في هذا السياق أهمية تكامل الأدوار بين القطاعين العام والخاص في قيادة قاطرة التنمية وتحقيق الاستدامة، حيث يلعب رواد الأعمال الكويتيون دوراً مهماً في تعزيز الاقتصاد الوطني، من خلال استثماراتهم المبتكرة، وشراكاتهم الاستراتيجية المحلية والخارجية، إذ إن دورهم لا يقتصر على توفير فرص العمل والمساهمة في النمو الاقتصادي فحسب، بل يمتد ليشمل دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز التنافسية، من خلال الاستثمارات في مختلف القطاعات، مثل: العقارات، والتجارة، والصناعة، والاقتصاد الرقمي، والسياحة بالطبع.

***

فلتكن أعياد الكويت الوطنية رسالة حُب وتعاضد، وتجديداً للالتزام بالقانون ومتطلبات المصلحة العامة، ودعوة دائمة لمواصلة البناء والعطاء، نحو كويت مزدهرة ومشرقة على الدوام.

* كاتب ومستشار قانوني

كُنا قد تحدثنا في خبر الأعياد الوطنية: فرحة وطن ومسؤولية مواطن ومقيم - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق