شذرات من حياة وفكر العلامة المغربي الراحل محمد المختار السوسي - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

شذرات من حياة وفكر العلامة المغربي الراحل محمد المختار السوسي - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. يتتبع كتابٌ جديد “جوانب من فكر وأدب العلامة محمد المختار السوسي”، بوصفه “مالئ دنيا التراث المغربي، وشاغل المغاربة المحبين للتراث، بل وحتى المناوئين له”، إسهاما في “العناية بتراثه، وكشف جوانبه، وإثارة انتباه المحبين والمهتمين والباحثين إليها، لعلهم يزيدونها تمحيصا ودراسة وبحثا واستفادة”.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

كتاب المهدي بن محمد السعيدي، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بأكادير، الصادر بعنوان “العلامة محمد المختار السوسي، شذرات من حياته وفكره وأدبه”، يبرز عبر أبحاثه ودراسته “جهود هذا المفكر العبقري الفذّ قليل النظير في الحفاظ على الهوية، والسعي لدرء مخاطر الطمس والتغيير عنها، لعلها تكون مستندا لخطط التنمية الفردية والجماعية لبلاد راغبة في شق طريقها في دنيا الناس المتصارعة المتخبطة، التي تتخبط فيها الأقدام، وتتيه الخطى”.

وتتمثّل إضافة المؤلّف الجديد في دراسة “مختلف جوانب الأنشطة العلمية والتعليمية والوطنية والفكرية” لهذا “العالم والمؤرخ والوزير المغربي المشهور المذكور”، الذي “كُتبت عنه مئات المقالات، وأنجزت عنه عشرات الدراسات والأبحاث الجامعية، وألفت عنه كتب كثيرة”.

ووفق تقديم الكتاب، فإن المؤلَّف مُستهَلٌّ “بالتعريف بالعلامة السوسي، عبر ترجمة موجزة مركزة” يستعرض بعضها “جوانب من شخصيته العلمية والفكرية والثقافية، مثل عمله في زاوية والده الدرقاوية بحي الرميلة بمراكش من خلال وثائق غميسة غير معروفة تعرض لأول مرة، تظهر حيثيات الاستقرار بمراكش وتحويل جانب من الزاوية إلى مدرسة حرة، عبر اتصال العلامة السوسي بمريدي والده وتلبيتهم لطلبه، وإذنهم له في جعلها مدرسة للتربية والتعليم، كما تبين الوثائق الصعوبات التي وجهها العلامة السوسي في بداياته، خاصة فيما يتعلق بالتمويل”.

ويورد الكتاب “جملة من رسائل العلامة السوسي، جعلها مطية لإبراز جوانب أخرى من شخصيته العلمية والثقافية والاجتماعية والتربوية، وذلك من خلال أحداث مهمة في حياته، كاستقراره بمراكش، ثم عمله في إصلاح المجتمع، ثم نفيه إلى مسقط رأسه بدوگادير إلغ، كما ركز على إبراز تصوراته وأفكاره حول الوظيفة والزواج، إضافة إلى اهتماماته العلمية التاريخية والأدبية، وإسهامه في الإصلاح التعليمي بعد الاستقلال من خلال تأسيس معهد محمد الخامس بتارودانت”.

أما الفصل الثاني، حسب المصدر ذاته، فيهمّ “الهواجس والمشاغل الفكرية للعلامة السوسي؛ ممثّلا لها بالتعليم الذي كان شغله الشاغل، خاصة أنه كان وسيلة رواد الحركة الوطنية في إصلاح المجتمع وتربية وترقية الشبيبة التي كان عليها المعول في بناء وتقوية المجتمع المغربي”، ثم هاجس “التقييد والتسجيل، فكان قلم العلامة لا يرتاح أبدا وديدنه التقييد والتأليف لكل ما يسمع أو يجد من أخبار أو وثائق أو فوائد، وقد مثل المؤلف لذلك بعمله في معتقل الصحراء، حيث قيد كثيرا مما جرى هناك من أحداث ونظم من أشعار وحرر من فوائد وأفكار ووقائع”.

أما ثالث الهواجس، فهو “الإصلاح خاصة للفكر والتصورات، وبالضبط ما تعلق بالدين وارتباطه بالزهد والتصوف، وسبب تركيز المؤلف على هذا الجانب-حسب ما ورد في كتابه-أن كثيرا من الباحثين جانبوا الصواب في بيان موقف العلامة السوسي من الطرقية والسلفية، فظن بعضهم أنه بقي على طرقيته ولم يغيرها، بينما زعم آخرون أنه كان سلفيا محضا، ويشير المؤلف إلى أن القراءة المتأنية لما كتبه السوسي عن التصوف تظهر أنه ترك الجوانب السلبية من الطرقية، ولكنه لم يترك التصوف، وأنه نبذ ما كان يراه من جوانب سلبية في الطرقية، ولكنه تشبث بالتصوف كما عرفه المغاربة عمليا مبنيا على التقوى والجود وترقية السلوك والسمو بالإنسان إلى مراتب الإحسان”.

وركز المهدي بن محمد السعيدي في الفصل الثالث على “الجانب الأدبي من اهتمامات العلامة السوسي؛ فاستعرض نظمه للأشعار وشرحه لبعض قصائده، خاصة ‘قصيدة العصيدة’، التي جمعت بين الجانبين الأدبي والاجتماعي، كما اهتم بالظرف والفكاهة من خلال مؤلف قطائف اللطائف الذي لم يكن الهدف من جمعه مجرد الإضحاك والتفكه، بل إثارة الجوانب الخفية في الفكاهة، خاصة النفسية والاجتماعية. إضافة إلى ذلك استعرض جنسا أدبيا فريدا يجمع بين الرسائل والرحلات، حينما تصبح الرسالة وسيلة لوصف الرحلة وذكر مراحلها ووقائعها، وسمى المؤلف هذا الجنس بالرسائل الرحلية، مقدما نماذج منها. ثم انتقل إلى السيرة الغيرية التي اهتم بها السوسي من منطلق عنايته بالتاريخ، خاصة الراهن منه، ومثل لذلك بسيرة الناجم الأخصاصي التي تطرح إشكالا من حيث تأليفها، فهي في الأصل سيرة شفوية حكاها القائد العسكري المخزني ثم المقاوم الناجم الأخصاصي للعلامة السوسي بلسانه الأمازيغي السوسي، ثم دونها المؤرخ وضبطها وحقق كثيرا من وقائعها، واستدل عليها، وقارن بينها وبين ما رواه أناس آخرون ممن شاركوا في تلك الأحداث أو عاينوها”.

وهمّ المبحث الأخير في الفصل الثالث “إسهام العلامة السوسي في التأريخ للأدب العربي في سوس، من خلال كتابه ‘مترعات الكؤوس في بعض آثار طائفة من أدباء سوس’، الذي جمع فيه الإنتاج الأدبي لمئة أديب من أفضل أدباء سوس المعروفين عبر التاريخ. وقد كان العلامة السوسي بدأ تأليفه وهو مازال يدرس بسوس، قبل أن يرحل إلى الحواضر، ثم راجعه وأتمه وجعله مستدركا على كتاب النبوغ المغربي في الأدب العربي لشيخ الأدب المغربي الأستاذ عبد الله كنون، وقد حلل المؤلف الكتاب مبرزا منهج مؤلفه والقواعد التي اعتمدها في التأريخ للأدب وفق منهج الإقليمية أو الجهوية الذي استند إليه، والضوابط التي استعان بها”.

وركّز الفصل الرابع من الكتاب الجديد على “عناية العلامة السوسي بالتراث المغربي العربي والأمازيغي، وذلك في سياق مشروعه التاريخي العظيم الذي أولى فيه أهمية كبرى لتراجم الأعلام من علماء وصلحاء ورؤساء، وللتأريخ للمؤسسات العلمية من مدارس وزوايا ومساجد، ومن خزانات وأسر علمية”. ويردف: “غير أنه لم يغفل الظواهر الثقافية التي كانت سائدة في سوس؛ فاعتنى بالتراث الشعبي من خلال وصف ودراسة العادات والتقاليد والأعراس والألعاب واللباس وفنون العيش وطرقه، كما لم يهمل جانب التراث الأمازيغي، مثل الدراسة المقارنة للعربية والأمازيغية، وترجمة بعض المؤلفات العربية إلى الأمازيغية، مثل الأربعين حديثا النووية، إضافة إلى تسجيل نحو 90 درسا من المواعظ في القسم الأمازيغي للإذاعة الوطنية في السنوات الأولى لستينات القرن الماضي”.

كُنا قد تحدثنا في خبر شذرات من حياة وفكر العلامة المغربي الراحل محمد المختار السوسي - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق