غاية التعليمية يكتُب.. تسعى مصر، خلال السنوات الأخيرة، إلى ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي رئيسي لتجارة وتصدير الطاقة، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي، وبنيتها التحتية المتطورة، وعلاقاتها القوية مع الدول المنتجة والمستهلكة لـ الغاز الطبيعي.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

ولتحقيق هذا الهدف، تبنت الحكومة المصرية استراتيجية متكاملة تشمل توسيع قدرات التخزين والتصدير، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، وتطوير البنية التحتية لقطاع الطاقة.

اتفاقيات دولية لترسيخ الدور الإقليمي

كان توقيع مصر لعدد من الاتفاقيات مع دول شرق المتوسط خطوة محورية في تعزيز مكانتها كمحور رئيسي للطاقة، حيث أبرمت اتفاقًا مع قبرص لإنشاء خط أنابيب بحري لنقل الغاز من حقل "أفروديت"، الذي يقدر احتياطه بنحو 4.5 تريليونات قدم مكعبة، إلى محطات الإسالة المصرية، مما يسمح بإعادة تصديره إلى الأسواق العالمية.

وفي سياق مماثل، أبرمت مصر اتفاقًا مع إسرائيل في عام 2018 لنقل الغاز الطبيعي إلى محطات الإسالة المصرية، حيث بلغت قيمة الاتفاق الأولي 15 مليار دولار، لنقل 32 مليار متر مكعب من الغاز، قبل أن يتم تعديله في أكتوبر من نفس العام، لتصل الكميات المصدرة إلى 60 مليار متر مكعب على مدار 15 عامًا.

إحياء خط الغاز العربي.. توسع في الأسواق التصديرية

لم تتوقف الجهود المصرية عند تعزيز التعاون مع دول شرق المتوسط، بل امتدت إلى إعادة تشغيل "خط الغاز العربي"، الذي يربط بين مصر وسوريا والأردن ولبنان، وذلك في سبتمبر 2021، بعد توقفه منذ عام 2011. 

وجاءت هذه الخطوة بهدف تصدير الغاز المصري إلى لبنان عبر الأراضي السورية والأردنية، مما يعزز الأمن الطاقوي الإقليمي، ويدعم الاقتصاد المصري عبر توسيع نطاق صادراته من الغاز الطبيعي.

الترويج الدولي لمقومات مصر في قطاع الطاقة

وضعت الحكومة المصرية خطة للترويج لمقوماتها في قطاع الطاقة، من خلال إبراز قدراتها في امتلاك محطات الإسالة، ومصانع التكرير، وخطوط الأنابيب، والموانئ المتطورة، إضافة إلى موقعها الاستراتيجي الذي يجعلها محورًا رئيسيًا لتجارة الطاقة بين الشرق الأوسط وأوروبا.

وتعمل الحكومة على استقطاب الاستثمارات الأجنبية في قطاع الطاقة عبر طرح مناطق جديدة للبحث والاستكشاف عن الغاز والبترول في البحر المتوسط، والترويج لهذه الفرص في المؤتمرات والمحافل الاقتصادية الدولية.

تطوير محطات إسالة الغاز

كما تركز على تحديث وتطوير محطات إسالة الغاز، مثل محطتي إدكو ودمياط، لتعزيز قدرتهما على استقبال الغاز القادم من الدول المجاورة وإعادة تصديره إلى أوروبا.

دور مصر في استغلال غاز شرق المتوسط

وفي هذا السياق، أكد خالد أبو بكر، رئيس الجمعية المصرية للغاز ونائب رئيس الاتحاد الدولي للغاز، أن مصر حققت تقدمًا كبيرًا في رحلتها نحو التحول إلى مركز إقليمي للطاقة، وهي الاستراتيجية التي بدأت العمل عليها منذ أكثر من عشر سنوات.

وأوضح أبو بكر، في تصريحات لـ"العربية Business"، أن معظم كميات الغاز المستخرجة من منطقة شرق المتوسط يتم استخدامها محليًا، بينما يتم تصدير الفائض إلى الأسواق الخارجية، مما يعزز مكانة مصر في تجارة الطاقة الإقليمية.

وأشار إلى أن التطورات الأخيرة في القطاع تتمثل في اكتشافات جديدة، أبرزها حقلا "أفروديتي" و"كورونوس" في قبرص، حيث سيتم نقل الغاز المستخرج منهما إلى محطات الإسالة المصرية لمعالجته وتصديره، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو تفعيل دور مصر كمركز إقليمي للطاقة يخدم المنطقة والعالم.

تعزيز التعاون الكهربائي بين مصر والسعودية

كما ألقى أبو بكر الضوء على الاتفاقيات الجديدة بين مصر والسعودية لتعزيز كفاءة الربط الكهربائي وتبادل الطاقة، معتبرًا أن هذه الخطوة ستسهم في توطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتحقيق الاستفادة القصوى من القدرات الإنتاجية للطاقة.

تأثير الأوضاع العالمية على سوق الغاز

وفيما يتعلق بالتغيرات الجيوسياسية، أشار أبو بكر إلى أن الغاز الطبيعي كان أحد العوامل المؤثرة في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أسهمت هذه الأزمة في اضطرابات كبيرة داخل الأسواق العالمية، ما أدى إلى حالة من التذبذب والترقب المستمر لمستقبل إمدادات الطاقة.

مصر في قلب مشهد الطاقة العالمي

تؤكد هذه التحولات أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطاقة، سواء من خلال تطوير بنيتها التحتية في قطاع الغاز، أو من خلال شراكاتها الاستراتيجية مع دول المنطقة، مما يرسخ دورها كلاعب رئيسي في سوق الطاقة العالمي.

وتعكس هذه الجهود مجتمعة رؤية مصر الاستراتيجية لتعزيز دورها كمركز إقليمي للطاقة وتصدير الغاز، والاستفادة من موقعها الجغرافي المتميز، وبنيتها التحتية المتطورة، وعلاقاتها المتنامية مع الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة.

 ومن خلال الاستمرار في تنفيذ هذه المشروعات، تسير مصر بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفها في أن تصبح لاعبًا رئيسيًا في سوق الطاقة العالمي.