متى اكتشف الإنسان الديناصورات؟ أسرار البداية الأولى! - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. نشر عالم الطبيعة الإنجليزي روبرت بلوت أول رسم توضيحي معروف لعظم ديناصور في عام 1677، لكنه لم يكن يعلم ما هو. تساءل في البداية إن كانت الأحفورة المكتشفة في أوكسفوردشاير بإنجلترا تعود إلى فيل من حقبة الإمبراطورية الرومانية. وبعد فحص فيل حي للمقارنة، اقترح أن العظم ربما كان لعملاق.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
لم يكن هذا الادعاء غير مألوف من الناحية التاريخية، ومع إن الباحثين لم يبدأوا بفهم ماهية الديناصورات إلا في القرن التاسع عشر، فإن قصص العثور على عظام تنانين أو مخلوقات عملاقة أخرى تعود إلى قرون.
يقول هانز ديتر سوس عالم الحفريات في متحف سميثسونيان الوطني للتاريخ الطبيعي: «أعتقد أن الأمر يعود إلى زمن بعيد في تاريخ البشرية، إذ عثر الناس على عظام الديناصورات، فتعجبوا منها دون إدراك ماهيتها».
متى بدأ الإنسان يكتشف الديناصورات إذن؟
في عام 1824، نشر عالم الحفريات الإنجليزي ويليام باكلاند بحثًا عن أحفورة عظم فكٍّ وُجدت في قرية ستونزفيلد بإنجلترا. وصف باكلاند المخلوق الذي تعود إليه الأحفورة بأنه من الزواحف الكبيرة، ولهذا السبب استخدم الكلمات اليونانية التي تعني (سحلية ضخمة) لتسميته ميغالوصور.
يقول سوس: «بخلاف كونه حيوانًا مفترسًا ضخمًا، لم يستطع باكلاند تحديد الكثير عنه، لأنّه لم يوجد أي كائن تمكن مقارنته به».
كان ميغالوصور أول ديناصور يُمنح اسمًا علميًا حديثًا، وبعد عام من نشر باكلاند ورقته البحثية، اقترح عالم الحفريات الإنجليزي جدعون مانتل اسم إيغوانودون لمخلوق آخر غريب، إذ كانت أسنانه المتحجرة تشبه أسنان الإغوانا الكبيرة. وفي عام 1833، استخدم مانتل شظايا عظام مكتشفة حديثًا لتحديد جنس جديد آخر، أطلق عليه اسم هايلوصور.
الآن، أصبح لدى العلماء ثلاثة أنواع من المخلوقات الغريبة ليقارنوا بينها، وهو ما فعله عالم الحفريات والتشريح الإنجليزي ريتشارد أوين. ففي ورقة بحثية نُشرت عام 1842، أشار أوين إلى أوجه التشابه بين هذه المستحاثات. وبناءً على ذلك، صاغ مصطلح ديناصوريا، وهو مزيج من ثلاث كلمات يونانية تعني (سحلية عظيمة مرعبة).
يقول سوس إن تصنيف ميغالوصور وإيغوانودون وهايلوصور ضمن مجموعة جديدة تسمى الديناصورات كان اكتشافًا ثوريًا، لأنه أشار إلى وجود كائنات انقرضت، لكنها في زمانها كانت الكائنات المهيمنة في النظم البيئية التي عاشت فيها.
الانبهار العام وحروب العظام
أسرت هذه الاكتشافات الحديثة مخيلة البريطانيين، ومن أوائل الإشارات إلى الديناصورات في الثقافة الشعبية ما ورد في رواية تشارلز ديكنز البيت الكئيب، التي نُشرت أول مرة في سلسلة من 20 حلقة بين عامي 1852 و1853. يفتتح الفصل الأول بملاحظة مفادها: «لن يكون من العجيب أن تلتقي بميغالوصور، يبلغ طوله أربعين قدمًا أو نحو ذلك، وهو يتهادى كأنه سحلية فيل فوق تل هولبورن».
وأصبح الجمهور الأمريكي مفتونًا بالديناصورات على نحو خاص خلال أواخر القرن التاسع عشر في فترة عُرفت باسم حروب العظام، فيها تنافس اثنان من علماء الحفريات الأمريكيين للتفوق على بعضهما باكتشافات جديدة، وكان الصديقان اللذان تحوّلا إلى خصمين في قلب هذه المنافسة هما عالمي الحفريات إدوارد درينكر كوب وأوثنييل تشارلز مارش. وبدءًا من سبعينيات القرن التاسع عشر، سخّرا ثرواتهما ومواردهما لتمويل حفريات جديدة، وتخريب عمل بعضهما.
ولكن حتى مع أعمال التخريب، تمكن كوب ومارش من اكتشاف أكثر من 100 نوع جديد من الديناصورات، ومنها ستيغوصور وترايسيراتوبس. ومع تزايد الاكتشافات، بدأت المتاحف بعرض عظام الديناصورات وإعادة بناء هياكلها العظمية، ما أتاح للجمهور فرصة رؤيتها من كثب.
واصل علماء الحفريات اكتشاف أنواع جديدة من الديناصورات خلال عشرينيات القرن العشرين، لكن تمويل الحفريات انخفض خلال فترة الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية. ثم عاد اهتمام العامة بالديناصورات للواجهة في السبعينيات عندما بدأ العلماء بتحقيق اكتشافات أكثر إثارة وطرح نظريات غيّرت فهمنا لهذه المخلوقات العظيمة.
نهضة الديناصورات ونظرية الانقراض
بالعودة إلى ستينيات القرن التاسع عشر، كان عالم الأحياء الإنجليزي توماس هنري هوكسلي مدافعًا شرسًا عن نظرية تشارلز داروين في التطور، وكان من أوائل من لاحظوا أوجه التشابه بين الطيور ومستحاثات الديناصورات، مشيرًا إلى وجود صلة تطورية بينهما. وأعاد عالم الحفريات الأمريكي جون أوستروم إحياء هذه الفكرة بعد قرن، حين طرح فرضية مفادها أن الطيور تنحدر مباشرة من الديناصورات.
ساعدت أبحاث أوستروم وعلماء حفريات آخرين في إحداث نهضة الديناصورات، سواء على مستوى البحث العلمي أو على صعيد اهتمام العامة. وقد شملت هذه النهضة طرح نظريات جديدة حول سبب انقراض الديناصورات، وهو سؤال لم يكن يحظى باهتمام كبير بين العلماء في القرن التاسع عشر.
في عام 1980، اقترح العالمان لويس ووالتر ألفاريز أن اصطدام كويكب بالأرض ربما كان السبب وراء حدث الانقراض الذي أدى إلى القضاء على معظم الديناصورات. ومع إن هذه الفرضية كانت مثيرة للجدل في البداية، فقد حظيت لاحقًا بقبول واسع بين العلماء، شأنها في ذلك شأن نظرية أوستروم حول تطور الطيور من الديناصورات.
أدت نهضة الديناصورات أيضًا إلى تعزيز حضورها في الثقافة الشعبية، ففي عام 1988 أطلقت شركة يونيفرسال بيكتشرز أول أفلام سلسلة الرسوم المتحركة (The Land Before Time) الموجهة للأطفال. وفي عام 1991 بدأ بث المسلسل الكوميدي Dinosaurs على شبكة ABC الذي تمحور حول عائلة من الديناصورات. وفي العام التالي، ظهر الديناصور الأرجواني الغنائي في برنامج الأطفال الشهير (Barney & Friends).
لكن ربما كان الإنتاج الإعلامي الأبرز الذي نتج عن هذه النهضة هو فيلم (Jurassic Park) عام 1993، المبني على رواية مايكل كريشتون التي نُشرت عام 1990 بالعنوان ذاته. وما تزال هذه السلسلة السينمائية تؤثر في الطريقة التي يتصور بها كثير من الناس الديناصورات، حتى مع تطور فهمنا العلمي لها. وفي الواقع، نظرًا لأن العلماء يقدّرون أن غالبية أنواع الديناصورات لم تُكتشف بعد، فمن المرجح أن تستمر تصوراتنا عنها في التغير.
اقرأ أيضًا:
قد تكون الديناصورات هي سبب عدم قدرتنا على العيش 200 عام
كم كان يبلغ متوسط أعمار الديناصورات؟
ترجمة: أميمة الهلو
تدقيق: مؤمن محمد حلمي
مراجعة: محمد حسان عجك
المصدر
كُنا قد تحدثنا في خبر متى اكتشف الإنسان الديناصورات؟ أسرار البداية الأولى! - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق