بعد ظاهرة «الاستقالات الكبرى».. تغيّرات هيكلية في سوق العمل الأمريكي - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

بعد ظاهرة «الاستقالات الكبرى».. تغيّرات هيكلية في سوق العمل الأمريكي - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. إعداد: أحمد البشير 
في الربع الثاني من عام 2022، بلغت ما تعرف بظاهرة «الاستقالات الكبرى»، في الولايات المتحدة الأمريكية ذروتها، حيث ارتفعت معدلات الاستقالة في القوى العاملة إلى مستوى مذهل بلغ 4.5 مليون. 
وأدى انتعاش سوق العمل بعد الجائحة، إلى جانب شفافية غير مسبوقة في سوق الوظائف وزيادة الأجور، إلى موجة هائلة من الاستقالات، ويبحث الموظفون عن وظائف أفضل، وأجور أعلى، وظروف عمل محسنة، وترتيبات عمل أكثر مرونة. ونتيجة لذلك، كافحت الكثير من الشركات للاحتفاظ بالمواهب وسد الشواغر بكفاءة.
منذ ذلك الحين، استقر سوق العمل الأمريكي، على الرغم من مرونته واستمراره في إظهار قوته العامة، وانخفضت معدلات الاستقالة إلى مستويات مماثلة، لما كانت عليه في منتصف عام 2017، ما يشير إلى تحول نحو بيئة توظيف أكثر استقراراً، حيث بدأت موازين العرض والطلب في سوق العمل في التوازن.
وتُظهر أحدث استطلاعات مؤسسة «فيستاج» لآراء الرؤساء التنفيذيين هذه النزعة، حيث قال 38% منهم إن التوظيف أصبح أسهل، منذ بداية عام 2024، مقارنة ب 10% فقط ممن يرون أنه أصبح أكثر صعوبة. وبالمثل، أفاد 22% بأن معدل الاحتفاظ بالموظفين قد تحسن، خلال عام 2024، في حين قال 8% فقط إنه انخفض. 
وبالنسبة لمعظم الشركات، تحسنت ظروف التوظيف بشكل كبير، منذ فترة الاضطراب التي شهدها سوق العمل في 2021-2022.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.


عوامل تحسن التوظيف
يمكن إرجاع التحسّن في عمليات التوظيف إلى عدة عوامل، لكن بشكل عام، تقلصت الفجوة بين عدد الباحثين عن العمل، وتوافر الوظائف بشكل كبير، ويرى أصحاب العمل الآن انخفاضاً في حدة المنافسة على المواهب، في حين أن الموظفين يجدون صعوبة أكبر ويحتاجون إلى وقت أطول للحصول على وظائف جديدة وعروض محسنة، مقارنة بما كانت عليه الحال قبل بضع سنوات.
ومع توقع دخول دورة نمو جديدة، عام 2025، يتعين على القادة التفكير ملياً في الدروس التي تعلموها، على مدار السنوات القليلة الماضية، وفيما يأتي أربع استراتيجيات اعتمدها بعض أصحاب العمل، لتحسين القدرة على جذب المواهب والاحتفاظ بها. هذه الاستراتيجيات ستكون عوامل تميز حاسمة، عندما يعود سوق العمل إلى زخمه القوي.
1 - تعزيز كفاءات الموارد البشرية
ستكون المؤسسات التي استثمرت الوقت والجهد في تعزيز قدراتها في التوظيف هي الأفضل استعداداً للدورة التالية من الاستقالات، ومن خلال تعزيز كفاءات الموارد البشرية، والحفاظ على تدفق مستمر للمواهب المستقبلية، ودمج التقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، في عمليات التوظيف، يمكن للشركات تسريع عملية التوظيف وتحسين جودة التعيينات الجديدة.
2 - «الفوز» في معركة المواهب
أكدت ظاهرة الاستقالات الأهمية البالغة للاحتفاظ بالموظفين، ولا يمكن للشركات «الفوز» في معركة المواهب، إذا كانت تفقد أفضل موظفيها باستمرار، وعلى هذا النحو، أصبحت المؤسسات أكثر تركيزاً على فهم ما يبقي الموظفين منخرطين وسعداء في وظائفهم الحالية.
وتشمل هذه الاستراتيجيات مجموعة متنوعة من المزايا، من الرواتب التنافسية إلى ترتيبات العمل المرنة، مع إعطاء الأولوية لرفاهية الموظف وتقديره.
3 -بيئة عمل تتماشى مع الطموحات 
أصبح الارتباط بالثقافة المؤسسية عنصراً أساسياً في بيئة العمل الحديثة. تتوقع القوى العاملة اليوم بيئة عمل تتماشى مع طموحاتهم الشخصية والمهنية.
وتشير الدراسات إلى أن الموظفين الذين يشعرون بالارتباط بثقافة مؤسستهم يكونون أكثر انخراطًا في العمل بأربعة أضعاف، وأقل عرضة للاحتراق الوظيفي بنسبة 62%، وأقل احتمالًا للبحث عن وظائف جديدة بنسبة 43%. لذلك، فإن الشركات التي يمكنها تعزيز هذا الارتباط، ستتميز عن منافسيها، وستنجح في الاحتفاظ بالموظفين لفترة أطول.
4 -القدرة على التكيف وتعديل الاستراتيجيات 
في حين يبدو أن بيئة التوظيف مستقرة في الوقت الحالي، فقد أثبت التاريخ أنها عرضة للتغيرات الاقتصادية، والتقدم التكنولوجي، والتحولات الثقافية. أصبح من الأهمية بمكان أن تكون الشركات قادرة على التكيف وتعديل استراتيجياتها، بما يتماشى مع المؤشرات الاقتصادية الأوسع والمعايير الداخلية للأعمال. وعلاوة على ذلك، فإن القادة الذين يختبرون وينفذون الأتمتة والذكاء الاصطناعي بشكل استباقي، سيحظون بميزة تنافسية. لقد بدأت هذه التقنيات بالفعل في إحداث تأثيرات كبيرة في مختلف الصناعات. أولئك الذين يتباطؤون أو يقاومون التغيير، يخاطرون بالتخلف عن الركب.
دورة النمو القادمة
لن يستمر الهدوء الحالي في المنافسة على المواهب لفترة طويلة، ومع دخول دورة النمو لعام 2025، يجب أن يكون الرؤساء التنفيذيون مستعدين لمواجهة بيئة توظيف أكثر تحدياً. إن الدروس المستفادة من «الترقية الكبرى»، ستساعد المؤسسات على الاستعداد لموجة الاستقالات التالية.
أما الشركات التي تتجاهل هذه الدروس، فقد تجد نفسها تكافح لمواكبة ارتفاع معدلات الاستقالات، وتراجع معدلات الاحتفاظ بالموظفين، ما سيكون له تأثير سلبي على قدرتها على الأداء. إن أولئك الذين يظلون مركزين على استراتيجيات الاحتفاظ بالموظفين، ويستمرون في إعطاء الأولوية لرعاية موظفيهم، سيكونون في موقع قوي، عندما يستعيد سوق العمل زخمه من جديد.
في النهاية، تعد القدرة على التكيف والاستجابة السريعة للمتغيرات في سوق العمل أمراً حاسماً لاستمرارية ونجاح الشركات، وسيظل التركيز على تحسين بيئة العمل، وتعزيز ولاء الموظفين، وتطوير استراتيجيات فعالة للتوظيف والاحتفاظ بالمواهب عوامل رئيسية في التغلب على التحديات المستقبلية، ومع اقتراب دورة النمو القادمة، يجب على القادة تبني أساليب مرنة ومبتكرة، لضمان ازدهار شركاتهم في سوق عمل دائم التطور.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

كُنا قد تحدثنا في خبر بعد ظاهرة «الاستقالات الكبرى».. تغيّرات هيكلية في سوق العمل الأمريكي - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق