تجملوا بالنساء! * - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

تجملوا بالنساء! * - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. التجمل بالنساء ليس حكراً على مجتمع دون آخر أو بلد جنوبي، بل هو مرض منتشر تعلّمه - ربما - الجنوبيون من بعض مَن يسمون أنفسهم بالدول المتقدمة أو الصناعية أو دول الشمال.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

يأتون بترشيحاتهم من النساء ويرسلون نساءهم هنا وهناك بين كل مجموعة من الرجال، يدسون اسم بعض النساء، وبين كل مراكز قيادية هناك نساء أيضا، وبين حكومات جديدة نساء ونساء. بل عند نقد بعض دول الجنوب ومنها العربية لقلة وجود النساء في مراكز صنع القرار، يُخرج أحدهم تلك الورقة الرابحة ويرمي بها على الطاولة وما هي إلا بضعة أسماء لبضع نساء.

حتى المنظمات التي تنادي بتمكين المرأة ومشاركتها واحترام رأيها وغيرها من الشعارات الجميلة، هي الأخرى تزين مناصبها بالوجوه والأسماء النسائية، وحبذا لو طعموا الأسماء ببعض النساء من دول الجنوب حتى لا يبدو أن الرجل الأبيض يسيطر ومن بعده المرأة البيضاء، ثم الرجال من غير البيض، وبعدهم في آخر القائمة تأتي النساء من قارات أخرى غير أوروبا وأميركا وأستراليا... فعندما سئل الأمين العام للأمم المتحدة الحالي أنطونيو غوتيريش عن موقفه من قلة النساء في المناصب القيادية في منظمات وبرامج الأمم المتحدة، رفع شعار النساء في الريادة في فترة توليه هذا المنصب. وقد قام هو الآخر بـ «تجميل» المراكز القيادية في منظماته بالنساء، بل فعل أكثر من ذلك لم يتركهن جميعاً من البيض فقط، ومن تلك القارات التي استحوذت على المناصب العليا لسنين وسنين وإدارة المنظمات حسب أجندات ليس في كثير منها مطابق لأولويات الشعوب الأخرى غير «البيضاء»، ولكن من يسأل حكومة الكون، فكل الحكومات متشابهة دون مسألة، إلا «صورياً». جمَّل غوتيريش فترة رئاسته بالنساء ليبعد الانتقادات عنه، فلماذا لا تفعل الحكومات التي تقدم لها المنظمة النصح والإرشاد وطريق «السلامة؟».

المثير أنه لا تعين امرأة، إلا إذا كانت مدعومة من رأس الهرم في بلدها أو في المنظمة أو في كليهما، إلا وتتعرض لحملة في كثير من الأحيان تكون مجحفة ومبالغاً فيها أو حتى كاذبة، بينما لا يتعرض زملاؤهن من الرجال لأي نقد أو حملة تشهيرية أو حتى عتب!! واللافت أنه عندما تعين امرأة ينبش بعضهم أو كثيرون منهم كل تاريخها، يبحثون في الملفات القديمة ويعسعسون تحت الحجر بحثاً عن فضيحة أو حادثة قد تكون بسيطة في حينها ما يلبثون أن يبهروها فتصبح «فضيحة»... ويبقى الرجال، الذكور جداً، يتفرجون وهم يخفون ابتساماتهم الساخرة أو ربما لأنهم يعرفون أنهم «محصنون» أو فوق الرقابة والنقد، فقط لكونهم خلقوا ذكوراً لا إناثاً في مجتمعات كلها لا تزال تنظر للمرأة على أنها مخلوق أدنى ربما «ناقصة عقل ودين» ربما؟! حتى إذا كان القائل غير متدين أو ليس من هذا الدين أو ذاك!

على كل النساء أن يتقبلن أنهن يدفعن أثماناً باهظة رغم أنهن يجملن المراكز والحكومات والمناصب وما بينها! فقد تكون صاحبة المركز حاملة لشهادات وذات خبرة في مجالها أكثر من كل فريق الرجال معها، ومع ذلك تبقى هي تحت مجهر بعض المجتمع المتخلف وكثير من المندسين والمغرضين وأصحاب الأجندات الذين يرون أن المرأة هي أضعف الحلقات، فلم لا يتم رجمها كما الشياطين؟! وهذا لا يعني أن كل النساء الحاصلات على مناصب قيادية هن من الكفاءات والخبرات العالية والمهمة في مجالاتهن، أبداً، بل على العكس كثيرات يصلن كما يصل الرجال ببعض المسايرة وبعض التنازل وبعض المجاملة وبعض النفاق ربما، وكثير من محاولة تقليد الذكور حتى الفاشلين منهم!! رغم ذلك يبقى السؤال الحائر: «لماذا لا يُنتَقد الرجال كما النساء؟!» ولماذا لا تفتح الملفات لهم رغم أن كثيرين منهم من «أصحاب السوابق»؟! فمسؤول هنا لا يتقن لغته الأم، وآخر لا يعرف الفرق بين التنمية والنمو، وثالث لديه رصيد في المحاكم بمثل رصيده في البنوك السويسرية دون طرح ذاك السؤال الأبله: «من أين لك هذا؟!».

والتجمل بالنساء ليس حكراً على مجتمع دون آخر أو بلد جنوبي، بل هو مرض منتشر تعلّمه - ربما - الجنوبيون من بعض من يسمون أنفسهم بالدول المتقدمة أو الصناعية أو دول الشمال، سمها ما شئت، فكلهم يتجملون بالنساء حتى أعرق الشعوب التي ناضلت من أجل حقوق المرأة ومساواتها هي الأخرى تستغل بعض الوجوه النسائية لتنشر صورة ليست دقيقة عن تقديرها للنساء في حياتهن الخاصة والعامة.

* ينشر بالتزامن مع «الشروق» المصرية

كُنا قد تحدثنا في خبر تجملوا بالنساء! * - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق