غاية التعليمية يكتُب.. @karimalfaleh
••• تتقدم الجرافة الإسرائيلية ببطء، لكنها لا تتوقف.
أسنانها الحديدية تنغرس في جدران البيوت كما تنغرس الخناجر في قلب التاريخ. تهدم. تدمر. تقتل الحجر والبشر والشجر كأنها وحش أعمى لا يفرق بين الجدران وأحلام الأطفال التي رسموها على جدران منازلهم قبل أن تصير أنقاضا في ظل سماء ملبدة بغيوم الصمت العالمي.
••• الغبار يرتفع كالدخان، وكأن المدينة تحترق بلا نار، والهواء يضج بأنين حجارة تتكسر، وذكرياتٍ تُسحق تحت جنازير الاحتلال.
•••لكن إسرائيل لا تكتفي بهدم البيوت، بل تقتحم العقول. تتسلل إلى الأذهان كالشبح. تزرع في رأس كل فلسطيني، وكل عربي، وكل مسلم، وكل إنسان حر، فكرةً واحدة: “إسرائيل إرهابية، يجب وقفها”.
الاحتلال رغم جبروته يعترف، دون أن يدري أن فظائعه صارت أوضح من أن تُنكر، وأن جرائمه تصرخ بصوت أعلى من صوته.
••• في شوارع الضفة وغزة. في مخيمات اللاجئين، في لبنان، في عواصم العالم، يتردد صدى الهدم لكنه لا يثير الخوف وحده بل يوقظ الغضب. يحرض على الصمود كما تنبت السنابل من تحت الركام.
••• إنها معركةٌ بين الحجر والحديد. بين الأرض والآلة. بين الحياة والموت لكنّنا نعلم أن الحجر، مهما بدا صلباً سيتفتّت تحت ضربات الزمن ثم يلتقطه الصغار. يقذفونه على رؤوس الأعداء. الأرض، مهما بدت صامتة ستعود لتنبت من جديد، وأنَّ الحياة، مهما بدت هشة، ستنتصر في النهاية.
••• يولد من تحت الأنقاض جيل جديد. يحمل الحجارة. لا ليرميها فقط في وجوه الأعداء بل ليبني بها من جديد، وليخطّ على جدار آخر:
“هنا كنا، وهنا سنبقى”
••• الأرض لا تصرخ عبثا، ولا تئن دون رجاء. فمن رحم الدمار يولد العزم، ومن بين الركام ينهض الأمل. الحجارة التي تفتّتت لم تمت، بل تحولت إلى بذور للصمود.
••• هؤلاء الصغار الذين كانوا يرسمون الشمس على الجدران، سيكبرون ليحملوا شمسا لا تغيب، وقضيةً لا تموت.
••• قد تُهدم البيوت، لكنّ الروح تبنيها من جديد. قد تُقتلع الأشجار لكن الجذور تبقى متشبثةً بالأرض، كأنها تهمس لكل من ظنّ أن فلسطين ستُمحى:
“نحن هنا.. وسنبقى!”