التكنولوجيا تتحدى "تيفيناغ" .. وتعليم اللغة الأمازيغية يحتم استعمال التطبيقات - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. عددت ندوة احتفالية بالذكرى 22 للاعتراف الرسمي بحرف تيفيناغ بالمملكة المغربية، التحديات التي تواجه هذا “الرمز الثقافي” في ظل التطورات التكنولوجية المتلاحقة، خصوصا محدودية التطبيقات الرسمية التي تدعم حرف كتابة “تمازيغت”، وضآلة المحتوى المكتوب به على مستوى منصات الإنترنت مقارنة بباقي اللغات.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
وخلال ندوة “تيفيناغ: من أصالة التاريخ إلى آفاق الحداثة”، المنعقدة أمس الاثنين بمقر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، والتي جمعت أساتذة وأكاديميين ومهتمين بالشأن الأمازيغي، تم الكشف عن “غياب لإدماج اللغة الأمازيغية في البرامج الموجهة نحو تعليم التلاميذ المغاربة المهارات الرقمية”.
لكن دراسة استهدفت مستعملي تطبيق “بستان الأمازيغية” لتعليم هذه اللغة الرسمية، كشفت عن اهتمام واسع من لدن الآباء بتعليم “تيفيناغ” لأبنائهم؛ إذ صرح 80 في المئة منهم بأن هذا الغرض هو ما دفعهم لاستخدام التطبيق.
“تحديات قائمة”
بدر بودهان، أستاذ اللغة الأمازيغية فائز سابقا بجائزة الثقافة الأمازيغية، قال إن “حرف تيفيناغ كان له تأثر كبير بمختلف الحضارات المجاورة للمناطق التي نشأ فيها، خصوصا الفينيقية والرومانية، فاستطاع أن يصمد أمام كل الظروف والتغيرات الثقافية المتلاحقة”، مضيفا أنه “أكثر من حرف كتابة، بل هو رمز هوية وثقافة تجسد الترابط بين الأجيال الأمازيغية”.
واستحضر بودهان، وهو يقارب في مداخلته “حرف تيفيناغ بين الأصالة التاريخية وآفاق التطور الرقمي في عالم سريع التغير”، أن هذا الحرف “جرى توظيفه في التعبير الثقافي؛ حيث وجد في الحلي وفي الوشم، فكانت النسوة يوْشُمْن أحرفا أمازيغية، ليس اعتباطا، بل لدلالات معينة، كمثل أن المرأة المعنية متزوجة من قبيلة ما”.
وأورد الأستاذ نفسه أنه خلال هذه الحقبة، “في ظل انقراض أحرف جراء التطورات التكنولوجية، استمر تيفيناغ بفضل الارتباط به وتجسيده في مجموعة من الأشكال، فضلا عن انتقاله إلى المدارس وكتابته، هذه التجربة لاقت استحسانا واسعا بالمغرب”.
واستدرك المتحدث بأن “حرف تيفيناغ يجابه تحديات عدة في عصر التكنولوجيا”، على رأسها “قلة الدعم الرقمي والتقني؛ فرغم إدراج تيفيناغ في أنشطة التشغيل الرقمية مثل وينداوز وماك، إلا أن الدعم مازال محدودا في بعض التطبيقات والبرامج، وثمة نقصا في الخطوط الرقمية المتنوعة والتطبيقات التي تدعم الكتابة بحرف تيفيناغ”.
وتطرق في هذا الصدد إلى إشكالية أخرى مثارة، تتصل “بنقص المحتوى الرقمي؛ حيث لا تزال كمية المحتوى المكتوب بحرف تيفيناغ على الإنترنت قليلة بالمقارنة مع اللغات الأخرى. هذا النقص يؤثر على انتشار اللغة الأمازيغية واستخدامها في المنصات الرقمية”، مردفا بأن “ثمة ضعفا للتكامل في الأنظمة التعليمية؛ حيث إن غياب إدماج الأمازيغية بشكل كامل في المناهج الدراسية وفي تعليم المهارات الرقمية يقلل من فرص الأجيال الجديدة لتعلم تيفيناغ”.
“تعليم الأبناء”
من جانبه، تطرق محمد زواين، أستاذ التعليم الابتدائي بطاطا، في مداخلته إلى تطبيق “بستان الأمازيغية”، قائلا إنه تطبيق “تعليمي يخدم نشر الوعي باللغة الأمازيغية والرقي بها، ويستهدف المهتمين باللغة الأمازيغية والناطقين بغير هذه اللغة والمتعلمين والطلاب في المدارس”، بغرض “تنمية المهارات القرائية للمتعلمين والمتعلمات، والتمكن من القراءة باللغة الأمازيغية مع تثبيت تعليمها عند المتعلمين وتنمية الرصيد اللغوي بمفردات أمازيغية، فضلا عن تعليم اللغة الأمازيغية للناطقين بغيرها”.
ويضم التطبيق، الذي سبق أن فاز بجائزة الثقافة الأمازيغية صنف الموارد الرقمية، وفق المتحدث، “مجموعة من الأنشطة التقويمية والداعمة لقياس مدى نجاح المتعلم في اكتساب مفردات بهذه اللغة”.
وبينت نتائج الاستطلاع الذي أنجزه الأستاذ نفسه حول استخدام تطبيق “بستان الأمازيغية” وشمل 80 شخصا، أن “60 في المئة منهم تعرفوا عن التطبيق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، و5 في المئة من موقع إلكتروني، و41 في المئة من صديق”.
وأفاد زاوين بأن “غالبية المستخدمين يوظفون التطبيق من أجل مساعدة أبنائهم وتلامذتهم على تجاوز الصعوبات القرائية التي يواجهونها، و29 في المئة من أجل الإطلاع عليه، و1.8 في المئة من أجل تعليم الأبناء الصغار الأصوات والحروف”، كاشفا أن “79.6 في المئة صرحوا بأن التطبيق يوفر سهولة في تعليم اللغة الأمازيغية”.
تراكمات مسار
أورد عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أحمد بوكوس، في كلمة تلاها بالنيابة عنه الحسين مجاهد، الأمين العام للمعهد، أن اختيار شعار “تيفيناغ: من أصالة التاريخ إلى آفاق الحداثة” لهذه الندوة، “هو من باب استحضار تاريخانية الكتابة الأمازيغية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ المغربي وعراقة وأصالة الثقافة الأمازيغية ومعالمها المادية واللامادية”.
وثمن بوكوس في هذا السياق، “الرصيد الهائل المنجز في هذا المجال، لا سيما منذ إنشاء المعهد الذي تصدرت مهامه العلمية تنمية اللغة الأمازيغية ومعيرة حرفها وبنيتها والمجتمعية”، مبرزا أن “ذلك يستدعي الوقوف على مدى حضور وإرساء الأمازيغية وتوطين حرفها تيفيناغ بالمدرسة المغربية وبالفضاء العمومي والمؤسساتي”.
كُنا قد تحدثنا في خبر التكنولوجيا تتحدى "تيفيناغ" .. وتعليم اللغة الأمازيغية يحتم استعمال التطبيقات - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق