غاية التعليمية يكتُب.. من الصعب علينا الاقتناع بأننا في بلد ديموقراطي، في وقت حُرية الرأي لدينا مكبوتة، وحق التعبير مقيَّد، والعشرات من المغرِّدين أو من المهتمين بالشأن السياسي يتم احتجازهم أو إحالتهم إلى القضاء بتهمة الإساءة للدول الشقيقة!

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

دستورنا يقول إن حُرية الرأي والتعبير مكفولة، ودستورنا أيضاً يقول في أول مواده إن الكويت دولة عربية، وإن شعب الكويت جزء من الأمة العربية. إذا كان الحال كذلك، فإن الشأن العربي يصبح شأناً محلياً، مناقشته كمناقشة الوضع في أي منطقة أو جزء من الكويت.

الرؤساء والمسؤولون العرب يزوروننا على الدوام، عارضين التفاهم السياسي نادراً، وطالبين الدعم المالي في الغالب. وشعوب هذه الدول تناقش أوضاعنا، وتُملي علينا حلول مشاكلنا، وتذكِّرنا دائماً بأننا جزء من الأمة العربية، وبالتالي فنحن مُلزمون، وفقاً لذلك، بالتصرُّف كعرب... أي الانخراط والمساهمة في المشاكل والأزمات العربية... وبني يعرب من حولنا، مع الأسف، ليس لديهم إلا أزمات ومشاكل.

إذا كان الحال كذلك... أي أننا عرب، وأننا جزء من الأمة العربية، وأننا مُلزمون ومدعوون إلى المساهمة والاشتراك في المجهودات العربية المختلفة... إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يكون لمثقفينا والمعنيين بالشأن العام لدينا رأي في هذا الأمر؟ لماذا ليس من حقنا أن نناقش في مساهماتنا المطلوبة، والتساؤل حول جدية وحتى أمانة مَنْ سيتولَّى تنسيق أو الإشراف على هذه المساهمة؟

إننا في منطقة تغلي بالمشاكل، وتغرق في الحلول والمعالجات. من الصعب أن نقف موقف المتفرِّج، بل إنه من المستحيل ذلك، لأنه، وكما بينَّا، نحن نُعدُّ جزءاً من هذه المشاكل، وفي الغالب أصحاب الحلول، خصوصاً إذا كانت هذه الحلول ترتكز على دعائم مالية.

ليس لدينا سجين لأنه تطاول على اليابان، أو مُتهم بالتعرُّض للنظام في الأرجنتين، لكن لدينا هاربين ومسجونين، لا لشيء إلا لأنهم عبَّروا عن آرائهم في الدول والزعماء الذين تجمعنا بهم مشاكل مشتركة، ولدينا علاقات معهم أو مع مَنْ يجاورهم من دول وشعوب. ومعظم المُدانين والمسجونين لآرائهم لدينا هم مَنْ اتهموا بالتعرُّض لرؤساء أو مسؤولي دول عربية. وبالكاد لدينا سجناء لتعرُّضهم للوضع أو السياسة الداخلية.