«أساطير» مصطفى رحمة تنحاز للمرأة والحكايات الشعبية - غاية التعليمية

0 تعليق ارسل طباعة

«أساطير» مصطفى رحمة تنحاز للمرأة والحكايات الشعبية - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. تأسر القوة الدائمة للأساطير القديمة والفولكلور الفنانين المعاصرين والجمهور على حد سواء، وتتداخل قصصها الزاخرة بحكايات الأبطال والمخلوقات الخيالية والأحلام والرموز الشعبية مع التجربة الإنسانية بعمق؛ فتقدم فيضاً من المشاعر الجماعية، واحتفاءً بالتراث الثقافي، وحلولاً لأزمات راهنة، وكأنها جسر بين الماضي والحاضر.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

وعبر 20 عملاً فنياً يضمها معرضه الجديد «أساطير» المقام بغاليري «بيكاسو» بالزمالك (غرب القاهرة) يجسِّد الفنان المصري مصطفى رحمة الأساطير والحكايات الشعبية والتراثية المصرية من خلال رؤيته الخاصة، مازجاً بين الأيقونات التاريخية لبلاده وشخوصه الخاصة، وناسجاً عالماً سحرياً بالخطوط والألوان.

نسج مصطفى رحمة عالماً ساحراً بالخطوط والألوان (إدارة الغاليري)

ويعتمد رحمة على منظور مغاير للتصورات المألوفة عن الأساطير والحكايات القديمة، ويعيد تفسيرها من خلال مشاعر وأفكار يناقش من خلالها قضايا مجتمعية معاصرة، مثل الحنين إلى الجمال الطبيعي، وبساطة الحياة، والبحث عن البهجة والفن الجميل، والتنقيب عن مجتمع الهوانم، وجمهور يشبه الحضور في حفلات أم كلثوم.

ولا يعمل هذا التقاطع بين القديم والجديد أو إحياء الأساطير في أعماله بالمعرض على إحياء القصص القديمة أو الملامح المفتقدة للمجتمع المصري فحسب، بل يسمح أيضاً للجمهور بإيجاد الصلة والمعنى فيها؛ كمحاولة لاستعادة بعض من هذه الملامح، إيماناً منه بأن «الفن المستوحى من الأساطير يمكن أن يعمل كرابط بين الثقافات والعصور».

من المعروف أن استدعاء الأساطير في الفن ليس ظاهرة جديدة، فمن اللوحات الجدارية الفخمة في عصر النهضة إلى الفخار المُعقد في اليونان القديمة، لجأ الفنانون إلى الموضوعات الأسطورية؛ للتعبير عن الحقائق الإنسانية، واستكشاف المشاعر المتشابكة.

عالم من الأساطير والأحلام في لوحات مصطفى رحمة (إدارة الغاليري)

وفي الفن التشكيلي العربي برز الكثير من الفنانين الذين تفاعلوا مع الأسطورة والحكاية الشعبية ومنهم عبد الهادي الجزار الذي اصطبغت أعماله بالحكايات الشعبية والأبطال الأسطوريين والجن والنذر، وكذلك مصطفى الرزاز الذي نهل من التراث الشعبي عبر أبعاد أسطورية، باحثاً عن أعماق دلالية ورمزية، بينما بحث الفنان العراقي ماهود أحمد عن أسطورة جلجامش، وكان الفنان البحريني عبد الله المحرقي من أكثر الفنانين استلهاماً للأسطورة في المشهد التشكيلي الخليجي، وارتبط الفنان المصري حلمي التوني باستلهام التراث الشعبي والأساطير والسير الهلالية.

ويأتي مصطفى رحمة من خلال هذه التجربة الفنية الجديدة ليقدم وجهاً آخر للأسطورة والحكي البصري الشعبي؛ كوسيلة لمعالجة موضوعات راهنة مثل الهوية وأزمات الإنسانية وسيطرة المجتمع الذكوري، جاعلاً الأسطورة والأيقونات التاريخية حاضرة بقوة وسلاسة في الحياة اليومية.

ومن خلال القيام بذلك، صنع حواراً بين القديم والحديث، وقدم نسيجاً غنياً من القصص داعياً المشاهدين إلى التفكير في حياتهم، والعالم من حولهم لعلهم يقودون التغيير المجتمعي، فيرفضون القبح والظلم ومحاولة النيل من هوية وطنهم.

ينحاز الفنان للمرأة في أعماله (إدارة الغاليري)

وأثناء ذلك أيضاً يترك رحمة الفرصة كاملة للمتلقي لكي يتفاعل مع لوحاته من دون أي تدخل، لا يفرض عليه مشاعره أو أفكاره عبر اختيار عناوين للوحاته، أو الحديث عنها، أو تفسير مغزى اختياره لأيقونات بعينها من حضارة وطنه أو تراثه أو أساطير ثقافته الغنية، ويقول مصطفى رحمة لـ«الشرق الأوسط»: «ليست تلك مهمتي؛ فليس للفنان أن ينصح ويوجه الجمهور، إنما هو فقط يوحي له عبر أعماله بالمشاعر وجماليات الحياة، يساعده أن يحس بالبهجة والحب والسعادة».

وهكذا يجعل رحمة الأساطير والحكايات الشعبية والرموز التي استدعاها من الحضارات المصرية المختلفة في لوحاته تعمل كعدسة يمكن من خلالها استكشاف التجارب والعواطف الإنسانية الداخلية المعقدة والتعبير عنها، والإحساس أيضاً بالعالم المحيط من خلال تأمل أعماله.

ويضيف: «يساعدنا الفن على الشعور بذواتنا، والتعرف على حقيقة مشاعرنا؛ فهو أشبه ما يكون بمرآة حقيقية للنفس»، ويتابع: «تنعكس على صفحته كل انفعالاتنا وتجاربنا، بل أستطيع القول إن الفن يطهر أهواءنا، وينقي انفعالاتنا ويحقق نوعاً من التوافق بين وجداننا وفكرنا، أو بين رغباتنا وواجباتنا».

الفنان مصطفى رحمة يمزج بين الأساطير والواقع (إدارة الغاليري)

ليست النساء الجميلات - اللاتي يحلو لهن أن يطلق عليهن اسم «هوانم زمان» وهو عنوان معرض سابق له - أو الراقصات الفاتنات، أو الحيوانات الأليفة والطيور والآلات الموسيقية والشمس والهلال ووجوه الغيوم وغير ذلك من عناصر لوحاته الأثيرة؛ هي وحدها ما يكسب عالم رحمة البهجة والحيوية، هناك أيضاً خطوطه الرشيقة البسيطة - المتحررة من القواعد الأكاديمية الصارمة - والقادمة من قلب القصص الفانتازية التي ظل طويلاً يرسمها للأطفال في مجلة «ماجد»، والتي ألّف ونشر العديد من الكتب حولها.

ومع هذه البهجة اللافتة والألوان الزاعقة في بعض لوحاته، فإنه يحتفظ برصانة التكوين، والطبقات اللونية الغنية التي تشير إلى وعيه الجمالي.

كُنا قد تحدثنا في خبر «أساطير» مصطفى رحمة تنحاز للمرأة والحكايات الشعبية - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

جميلة الهادي
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق