"تدهور ظروف التكوين" تخرج طلبة طب الأسنان إلى الاحتجاج بالبيضاء - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. عاد الاحتجاج إلى فضاءات التكوين الطبي بالمغرب؛ بعدما نفذ طلبة طب الأسنان بالدار البيضاء وقفة احتجاجية ببهو مركز فحص وعلاج الأسنان التابع للمستشفى الجامعي ابن رشد، ردا على “تدهور ظروف التكوين، في ظل النقص الحاد للآلات والمواد الطبية الضرورية، ونهج سياسة الهروب إلى الأمام من لدن الإدارة، مع تقديم تفسيرات غير واقعية وأسقف زمنية خيالية لنداءات الإصلاح المتواصلة”.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
المطالب التي يرفعها طلبة إحدى الكليات الثلاث للتكوين في طب الأسنان بالمغرب كانت موضوع “توافقات” بينهم وبين الإدارة، “ساهمت في عدم الخروج في الحراك الطلابي لطلبة الطب والصيدلة”؛ غير أن المعنيين يقولون الآن إن “عدم احترام الأسقف الزمنية التي كانت محددة لتنفيذ ينذر بمقاطعة للتداريب بالمركز المعني بالظروف سالفة الذكر”.
سقف التزامات
عضو باللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان وبمكتب طلبة طب الأسنان بالدار البيضاء قال إن الأخيرين “لم يشاركوا في احتجاجات زملائهم بشعب الدراسات الطبية الأخرى السنة الماضية؛ نظرا لأنهم كانوا عقدوا اجتماعات مع وزارة الصحة وإدارة المستشفى الجامعي، وعدا خلالها بتنزيل حلول متوافق عليها في أسقف زمنية محددة”.
وأفاد طالب طب الأسنان، في تصريح لهسبريس، بأن “غالبية الأسقف الزمنية لتفعيل الحلول لم يتم احترامها من قبل”، شارحا بأنه “بالنسبة لتوسيع أراضي التداريب الاستشفائية، بغرض تجاوز الاكتظاظ الناتج عن تضاعف أعداد الطلبة في السنوات الأخيرة، كانت الإدارة وعدت بالانتهاء من أشغال التوسعة الجارية بجوار المركز في غضون 10 أشهر على أقصى تقدير؛ إلا أن ذلك لم يتحقق بعد مضي أكثر من سنة على هذا الوعد”.
وأضاف المصرح نفسه أن “كراسي العلاج في أغلب مصالح المركز في حالة يرثى لها؛ نظرا لأنه لم يتم تغييرها منذ افتتاح المركز سنة 2015″، لافتا إلى أنه “جرى الاتفاق على تجديدها بحلول متم السنة الماضية؛ غير أن هذا الأمر لم يحترم كذلك، فظلت الإدارة تتحجج في كل مرة بأعذار واهية على هذا التلكؤ”.
وأشار طالب طب الأسنان إلى “إشكالية أخرى تؤرق الطلبة، تتعلق بانقطاع كثير من المعدات الطبية عن القدوم إلى المركز؛ ما يضطر كثيرا من الطلبة إلى اقتنائها من جيوبهم، نظرا لأهمية التداريب الاستشفائية”.
وشددّ المتحدث نفسه على أن “وزارة التعليم العالي نزّلت كل ما وعدت به في هذا الصدد، وضمنه توفير الكلية لمعدات ما قبل التداريب الاسشتفائية، التي كان يتحمل الطلبة شراءها بدورها خلال سنوات ماضية، مقابل عدم وفاء وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ممثلة في المركز الاستشفائي وإدارة مركز فحص وعلاج الأسنان بكافة الالتزامات”.
“مساءلة جودة التكوين”
ونفى زميل له، وهو عضو كذلك بمكتب طلبة طب الأسنان بالدار البيضاء، أن “تكون إكراهات مادية حالت دون تنفيذ إدارة المركز ما تعهدت به للطلبة، بقدر ما يتعلق الأمر بإشكال تسيير”، مضيفا بأن “المبررات التي تقدمها الإدارة للطلبة ليست مسؤوليتهم أن يفكروا فيها، بل في تجويد العلاجات التي تقدم للمواطن المغربي”.
وأكد الطالب، في تصريح لهسبريس، أنه “مع مرور الوقت تقادمت كراسي العلاج، وهي بصدد أن تصبح غير صالحة للتداريب التي يجريها الطلبة”، مفيدا بأن “المعدات الطبية ما زالت إشكالا مؤرقا للطلبة، حيث إنهم باتوا ملزمين بشكل غير مباشر بالإنفاق على المرضى الذين يعالجونهم؛ بل إن كثير من الأساتذة المؤطرين أصبح معتادا لديهم أن يطالبوا الطلبة بشراء المعدات بالتضامن فيما بينهم”.
وأوضح المصرح نفسه أن “هذه المعدات تشمل ” Les fraises dentaires et les limes endodontiques “، التي تتأرجح أثمنتها ما بين 15 و60 درهما، ويجب ألا يتم استعمالها 5 مرات كحد أقصى”، معرجا على “التأكيد على أن هذه المشاكل كانت موضوع تقارير رفعها الأساتذة بدورهم إلى الجهات المعنية؛ غير أنه لم يتم تفعيل حلول لها”.
جهود قائمة
هسبريس نقلت المعطيات الواردة على لسان الطلبة إلى سهام التايس، مديرة مركز فحص وعلاج الأسنان ابن رشد، فأوضحت بداية أن “المركز هو الأكبر من نوعه على صعيد المغرب وإفريقيا؛ حيث تشمل طاقته الاستيعابية 106 كراسي علاج، يرتقب أن ينضاف إليها 13 كرسيا آخر”.
وأكدت التايس للجريدة أن “أشغال توسعة المركز جارية، ولا تعرف أي إشكال أو عائق، على أنه لن يكون أي تأخير في افتتاح الفضاء الذي تهمه هذه الأشغال، والمرتقب أن يضخ نفسا جديدا في تكوين طلبة طب الأسنان بالدار البيضاء”، مفيدة بأن “الأعمال أساسا بدأت بشكل متأخر نسبيا في هذا المشروع؛ غير أنه لا يزال يسير بوتيرة مهمة، والقائمون عليه يحرصون على أن تتم الأشغال بشكل قانوني وبما يفضي إلى التوافق مع المعايير الدولية”.
ونفت المسؤولة نفسها “تهالك كراسي العلاج، إذ إن تغييرها شكل دائما انشغالنا الأول، ويتم بصفة دورية”، مستحضرة أن “الطلبة يطالبون دائما خلال جلسات الحوار بشراء كراسٍ جديدة؛ فتشرح الإدارة لهم بأنه يجب مبدئيا إصلاح هذه الكراسي، مع ضرورة العناية بها والاحتفاظ عليها قدر الإمكان”، مفيدة بأنها “تخضع أساسا لضغط ترافقه أحيانا لامبالاة”.
وبشأن دفع الطلبة بأنهم “يضطرون إلى شراء معدات من جيوبهم نظرا لقلته”، قالت سهام التايس: “شخصيا، أتتبع ما يدخل ويخرج من معدات إلى المركز، وهناك دائما حرص على تجديدها أساسا من خلال إصدار طلبات عروض دورية في هذا الشأن”، مؤكدة “توفر مخزون مهم منها؛ غير أن بعض المعدات، وقد تكون بسيطة جدا، تطرأ صعوبات في شرائها نظرا لأن المسطرة القانونية للصفقات لتوفيرها طويلة نوعا ما”.
وزادت: “لا يمكن أن يمر شيء خارج القانون في نهاية المطاف، وصعوبة الشراء تمس كافة الميادين”، مشددة على أنه “إجمالا تتواصل الإدارة مع الطلبة بشكل دوري وبقوة، وتشرح لهم كل ما يتصل بملفهم المطلبي”.
وقال الطالبان اللذان تحدثا لهسبريس إنه “بعد الوقفة الاحتجاجية بالمركز، سوف يكون للجموع العامة تقدير شكل الخطوات النضالية التي سيتم اتخاذها مستقبلا لأجل تسريع الاستجابة للمطالب”، مفيدين بأنه “إذا ارتأت هذه الجموع المضي نحو مقاطعة، فسوف تشمل المصلحة التي توجد بها مشاكل تعيق التكوين والتدريب”.
كُنا قد تحدثنا في خبر "تدهور ظروف التكوين" تخرج طلبة طب الأسنان إلى الاحتجاج بالبيضاء - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق