سر الحكم ببراءة المتهمين بـ«هتك عرض فتاة العتبة» فى التسعينيات - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. فى عالم القضاء، خلف الأروقة الصامتة والجلسات الرسمية تختبئ قصص وحكايات إنسانية خالدة، تمزج بين القانون والمشاعر، وتترك أثرها العميق فى قلب قاضٍ جليل، فاتحة بداخله صراعًا بين العدالة والرحمة.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
حقيقة يؤكدها المستشار السيد البدوى أبوالقاسم، الرئيس السابق لمحكمة جنايات القاهرة، من خلال واقعتين شكّلتا رؤياه وأثرًا فى أحكامه، لنكتشف أنه لم يكن قاضيًا يطبق ويحرس القانون، بل كان شاهدًا على دروس حياتية عميقة.
من أبرز الوقائع التى علقت فى ذهن المستشار «أبوالقاسم»، وأخذت كثيرًا من فكره وبحثه حتى أصدر فيها حكمًا صادمًا للرأى العام، الذى كان متابعًا للقضية، ومارس ضغطًا على القضاء للعدالة والقصاص من المتهمين، كانت قضية «فتاة العتبة»، التى جرت أحداثها فى عام ١٩٩٢ باعتبارها قضية «اغتصاب جماعى» فى رمضان.
وأضاف أن القضية كانت لفتاة تدعى «شاهيناز»، تعرضت إلى «اغتصاب جماعى»، بعد أن كانت مع أمها وشقيقاتها لشراء ملابس العيد فى شهر رمضان الكريم، وعندما حاولت استقلال الأتوبيس حدث تدافع، فسقطت الفتاة وتبين تمزيق ملابسها، واتهامها لعدد من الأفراد بالتعدى الجنسى عليها وهتك عرضها.
وعقب سقوط الفتاة وتجمع الناس حولها أطلق أحد أفراد الأمن القريبين من موقع الحادث طلقتين فى الهواء فهرب الناس، لكن الفتاة أمسكت باثنين واتهمت إياهما بهتك عرضها.
وأوضح أن والدة الفتاة أفادت بأن ابنتها استقلت الأتوبيس من الخلف، وأنها بحثت عنها فلم تجدها، وعندما نزلت وجدتها على الأرض وحولها الجميع وملابسها ممزقة، وهناك من استطال مكان عفتها وعبث بها، لكن الفتاة نفسها قالت إنها حاولت صعود الأتوبيس من الباب الأمامى.
وأضاف أن المحكمة ناقشت أقوال ٧ شهود، هم الكمسرى والسائق وآخرون، فقالوا إن الوقت كان ليلًا، وإنهم لم يشاهدوا ما حدث، بينما أكد آخرون عدم رؤية تعرض الفتاة للاغتصاب.
وأشار إلى أنه ناقش وقتها الطبيبة الشرعية، فقالت إن تقرير الطب الشرعى أظهر وجود تهتك فى غشاء البكارة الخاص بالفتاة، مؤكدة أنه «إذا كانت الفتاة عذراء، يصعب هتك عرضها واغتصابها على سلالم الأتوبيس».
وواصل: «وجدت أيضًا أن المتهمين كانوا من الواقفين حولها، وليس من مرتكبى الواقعة. كما أن مُجرى التحريات أكد أن الفتاة سيئة السمعة»، متابعًا: «كل هذه التناقضات دفعتنى لاتخاذ حكم ببراءة المتهمين فيما نسب إليهم، وكان حكمًا صادمًا للرأى العام وقتها».
القضية الثانية التى طبق فيها المستشار السيد البدوى مبدأ «الرحمة فوق القانون»، وعارض هيئة المحكمة التى كان أحد أعضائها، ومنع عن سيدة بسيطة، ارتكبت جريمتها لأنها غلبت على أمرها عقب تخلى الجميع عنها، حكم الإعدام شنقًا، حرصًا على مستقبلها، كانت قضية قتل فتاة عشرينية زوجها الذى يكبرها بـ٢٥ عامًا المريض طريح الفراش، بأن تخلصت منه بالسم، رغبة منها فى تخليصه من ألمه، وإنهاء رحلة عذابها معه.
وفى التفاصيل، تزوجت الفتاة قهرًا من رجل يكبرها، وعقب الزواج بأشهر أصيب زوجها بفشل كبدى، وكان فى المرحلة النهائية، ما جعله طريحًا للفراش، لا يعمل ولا يكسب قوت يومه، لتجد نفسها مع شخص لا تربطها به أى مشاعر.
عندما طلبت الطلاق عارضتها أسرتها، وأجبرتها على الحياة مع زوجها والإقامة لخدمته دون أى حقوق. كما رفض الزوج الطلاق، فما كان منها إلا أنها وجدت نفسها لا تجد لقمة العيش، وتعيش رحلة عذاب استمرت سنوات، حتى لم تجد سوى تفكير عقلها المحدود بقتله والتخلص منه.
وعقب قرار رئيس الهيئة بإحالتها إلى المفتى للإعدام، عارض المستشار «البدوى» الحكم بدافع إنسانى، مؤكدًا أن الفتاة مغلوبة على أمرها، وضحية وضعها الأسرى، لذا رفض أن يوقع على حكم الإعدام حتى تمكن من إقناع الهيئة برأيه القانونى، ليصدر حكمًا مخففًا بالمؤبد على الفتاة، أملًا أن يخفف الحكم عنها فى الاستئناف، مانحًا إياها فرصة أخرى للحياة.
كُنا قد تحدثنا في خبر سر الحكم ببراءة المتهمين بـ«هتك عرض فتاة العتبة» فى التسعينيات - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
0 تعليق