تعرف على كيفية عمل نظام التبادل في دوري السلة الأميركي "NBA" - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. فوجئ عشاق دوري السلة الأميركي "NBA" بالصفقة التبادلية بين دالاس مافريكس ولوس أنجلوس ليكرز، والتي هزت عالم الرياضة صباح الأحد الماضي.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

وبدون أي مقدمات، انتقل لوكا دونتشيتش أحد أبرز 5 لاعبين في الدوري حالياً من مافريكس إلى ليكرز بطلب من فريقه السابق، والذي فتح باب المفاوضات بعد أقل من 10 أشهر من بلوغ النهائي بقيادة اللاعب السلوفيني.

وأثارت الصفقة ذهول الكثيرين حول العالم سواء من الرياضيين أو الجماهير، حتى أن ماتس هوملز مدافع ألمانيا السابق كتب "لحسن الحظ فنظام التبادل غير معمول به في كرة القدم".

وتعتمد الرياضات في أميركا الشمالية على نظام التبادل، وليس البيع والشراء المعمول به حول العالم.

ويضمن النظام الحفاظ على القدر الأكبر من المنافسة القوية بين الأندية، كما يمثل دفعة للفرق الصغيرة التي تستفيد من الأمور حتى لو لم تكن ضمن الفرق المتبادلة.

البداية

للوصول إلى كيفية عمل نظام التبادل، يجب التعرف أولاً على سقف الرواتب المعمول به في الرياضات في أميركا الشمالية.

فكل رياضة تحدد سقف الرواتب المسموح للفرق بإنفاقها قبل بداية كل موسم، لكن الفرق لا تلتزم به في أغلب الحالات، ليأتي ما يُعرف بنظام الضرائب.

إذا تجاوز فريق ما سقف الرواتب المحدد، فيجب عليه دفع المزيد من الضرائب، لكن هذه الضرائب لا تذهب إلى الحكومة، بل إلى إدارة الدوري والفرق التي لم تتجاوز سقف الضرائب.

وتحصل الفرق التي لم تتجاوز سقف الضرائب على 50% من الإجمالي، حيث يتم توزيعها بمبالغ متساوية.

ويضمن هذا النظام الحفاظ على الإيرادات المالية للفرق الصغيرة، والبقاء في البطولة دون معاناة مالية.

استثناءات

يعمل دوري السلة بنظام سقف الرواتب اللين، وهو ما يسمح للفرق بتجاوزه، لكن هناك أيضاً استثناءات تخرج من حساب سقف الرواتب.

ويوجد في اتفاقية العمل الخاصة بالدوري العديد من الاستثناءات، أشهرها على الإطلاق استثناء لاري بيرد، وهو ما فعله بوسطن سيلتيكس للحفاظ على لاعبه مع منحه راتب أكبر رغم تجاوز سقف الرواتب.

وفي المواسم الماضية، أدخلت رابطة الدوري مصطلح "Super Max"، والذي يجعل صاحبه يحصل على أعلى راتب في تاريخ البطولة.

واقتصرت اختيارات "العقد الأكبر" على اللاعبين الذين لعبوا لفريق واحد منذ بداية مسيرتهم في الدوري، وأدخلت الرابطة هذا الأمر لمساعدة الفرق على الحفاظ على لاعبيها.

ويجب استيفاء شرط من 3 شروط لحصول اللاعب على "العقد الأكبر"، إذ يجب أن يكون تم اختياره في "فريق البطولة" أو "أفضل 5 مدافعين" أو فاز بجائزة أفضل مدافع في الموسم السابق لتوقيع العقد، أو مرتين في آخر 3 مواسم قبل توقيع العقد.

كما يحق للاعب الحصول على "العقد الأكبر" إذا حصل على جائزة أفضل لاعب في البطولة مرة واحدة على الأقل في آخر 3 مواسم، قبل توقيع العقد الجديد.

وبعد دخوله في صفقة تبادلية، لم يعد لدونتشيتش الحق في الحصول على "العقد الأكبر"، والذي كان سيمنحه راتباً يصل إلى 345 مليون دولار على مدار 5 أعوام.

ويحق لليكرز تقديم عرض مقابل 239 مليون دولار لدونتشيتش على مدار 5 مواسم.

التبادل

تعتمد الرياضات في أميركا الشمالية على نظام التبادل، وهو ما يجعل إدارات البطولات قادرة على الحفاظ على سقف الرواتب. فاللاعب ينتقل من فريق إلى فريق آخر بالعقد ذاته، سواء من ناحية الراتب أو ما تبقى من العقد.

على سبيل المثال، إذا دخل لاعب في صفقة، فهو يذهب إلى فريقه الجديد دون تغيير في راتبه والمدة المتبقية من عقده مع فريقه السابق.

ولا يمكن لأي فريق أن يستقبل لاعباً بأكثر من 125%، بالإضافة إلى 100 ألف دولار من راتب اللاعب الذي ينتقل إلى صفوف الفريق الآخر في التبادل.

ويمكن إيضاح الأمر عن طريق صفقة انتقال دونتشيتش إلى ليكرز مقابل رحيل أنطوني ديفيز في الاتجاه المقابل.

فراتب ديفيز الحالي أعلى من دونتشيتش بفارق قليل، لذا لم تكن هناك أي مشكلة في تبادل اللاعبين فقط، لكن دخول ماكسي كليبر وماركيف موريس في الصفقة من جانب مافريكس، أجبر ليكرز على التخلي على المزيد من اللاعبين.

ورحل ماكس كريستي من ليكرز إلى مافريكس، لكن هذا لم يكن كافياً، ومن أجل إتمام الصفقة كان الفريقان بحاجة إلى فريق آخر لاكتمال الصفقة.

وهنا دخل يوتا جاز الذي حصل على جايلن هود-شيفينو من ليكرز، بالإضافة إلى اختيارات في عملية اختيار اللاعبين الجدد.

وتحدث داني أينج، مدير يوتا جاز، عن أنه لم يعلم بالصفقة كاملة سوى قبل 30 دقيقة من إتمامها، وكان عليه اتخاذ القرار سريعاً.

وفي الصفقات، تلعب عملية اختيار اللاعبين الجدد دوراً كبيراً، فالفرق التي تتخلى عن أبرز لاعبيها ترغب في الحصول على أفضل الاختيارات.

لكن هناك ضوابط لهذا الأمر، فلا يمكن لأي فريق التخلي عن جميع اختياراته سواء في الجولة الأولى أو الثانية في موسمين متتاليين.

فيجب على كل فرق البطولة الاحتفاظ باختيار واحد على الأقل سواء في الجولة الأولى أو الثانية على مدار موسمين.

وفي بعض الصفقات، يتم تبادل اللاعبين بالإضافة إلى أموال، لكن رابطة البطولة وضعت ضوابط لهذا الأمر بالنسبة لكل موسم على حدة.

فعلى سبيل المثال في الموسم الحالي، لا يمكن لأي فريق دفع أكثر من ما يقرب من 6.36 مليون دولار.

نظام عادل؟

وضعت الرابطة نظام التبادل للحفاظ على الاستدامة المالية للفرق، لكن هل هو عادل للاعبين الذين تنقلب حياتهم رأساً على عقب؟.

قد لا يكون النظام عادلاً للاعبين، لكنهم على دراية به، ولهذا تعمل رابطة لاعبي الدوري على ضمان حقوقهم سواء من ناحية الرواتب أو أمور أخرى مثل وضع ليبرون جيمس بند "عدم التبادل" في عقده مع ليكرز.

ولم يفعل ليبرون جيمس ذلك سوى بعد وصوله إلى مكانته الحالية، كأحد أفضل لاعبي كرة السلة في التاريخ.

وسبق أن شهدت البطولات حالات مثيرة للجدل، لعل أغربها عندما علم هاريسون بارنز لاعب مافريكس بدخوله في صفقة تبادلية خلال مباراة فريقه أمام سكرامنتو كينغز في موسم 2018-2019، واضطر المدرب ريك كارلايل لعدم الاعتماد عليه في الشوط الثاني.

وتحدث جيه.جيه. ريديك، مدرب ليكرز الحالي، عن معاناته من الدخول في صفقات تبادل، حيث كان يجب عليه البحث عن مدارس جديدة لأطفاله ومكان للسكن، أو الانتقال دون العائلة لفترة من الزمن.

لكن المثير في صفقة تبادل دونتشيتش هو أنه لم يعد أي لاعب يضمن مكانه، فهناك لاعبون يتم وصفهم بأنهم "لا مساس بهم".

وكان الأمر واضحاً في حديث يانيس أنتيتوكومبو، لاعب ميلووكي باكس، الذي قال: "هذا هو العالم الذي نعيش فيه، فهذا عمل، وعلينا فهم هذا الأمر. لا أحد آمن".

وأضاف اللاعب اليوناني "في النهاية، وكما قلت من قبل، فأنت تخضع للتقييم في كل يوم، ولا يمكن أن تضمن أي شيء. اختيارك للمشاركة في مباراة كل النجوم، لا يضمن مكانتك، ولا يمكن أن تضمن أن تستيقظ وأنت تعلم أنك ستلعب بقميص الفريق الذي تلعب ضمن صفوفه".

وتابع "النزول إلى أرض الملعب، وتمثيل عائلتك أيضاً غير مضمون. أحب كل لحظة ألعب فيها في الدوري، وأحاول اللعب بسعادة".