الثورات العربية والميليشيات - غاية التعليمية
لواء.حمدى البطران
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
السبت 21/ديسمبر/2024 - 06:22 م 12/21/2024 6:22:59 PM
لا أعرف إن كنا نفرح أو نحزن لقيام ثورات الربيع العربي بتسريح جيوش البلاد التي قامت بها تلك الثورات، وإحلال الميليشيات بدلا منها.
كانت ثورة العراق على صدام حسين أولى الدول العربية التي اسقطت جيشها. فقد قام حاكم العراق الأمريكي بول بريمر في مايو 2003 بإصدار قرار بحل القوات المسلحة العراقية والأجهزة الأمنية التي كانت تشكل العمود الفقري لحكم الرئيس العراقي صدام حسين. كما تقرر حل وزارتي الدفاع والإعلام والأجهزة التابعة لهما وقوات الحرس الجمهوري والمحاكم العسكرية ومحاكم أمن الدولة وتسريح مئات الآلاف من الضباط والجنود والموظفين العاملين بالمؤسسات التي يشملها القرار. كما نص القرار أيضا على تعليق عمليات التجنيد للخدمة العسكرية وتسليم جميع الممتلكات والمباني الخاصة بالمؤسسات التي تم حلها إلى الإدارة الأميركية بالعراق. وأوضح البيان أن القرار يأتي في إطار حملة نشطة للإدارة الأميركية لإقناع الشعب العراقي بأن نظام صدام حسين قد انتهى ولن يعود أبدا. لطمأنه الشعب العراقي على مستقبله الذي أصبح مظلما حتى الآن. والمعروف أن قوات داعش اجتاحت العراق بسهولة. لعدم وجود جيش نظامي قادر على المواجهة. وربما لا يعلم البعض أن أسلحة صدام حسين المتقدمة كلها اختفت فجأة، وظهرت فيما بعد في ايدي رجال داعش. سقطت مدينة الموصل في يونيو 2014. واعقبتها تلعفر وسنجار ثم تكريت، في نفس العام، وتم ارتكاب أبشع جريمة إنسانية في التاريخ وهي سبي النساء الإيزيديات واخذهن جواري ثم بيعهن. وهو ما دعا السيد السيستاني اعلى مرجعية الدينية في محافظة النجف بالعراق، وذلك بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمال العراق. إلى اصدار فتوى تم على أثرها تكوين ما يعرف بجيش الحشد الشعبي. باعتباره تشكيلا عسكريا مستقلا من القوات المسلحة العراقية، ويرتبط بالقائد العام للقوات المسلحة. وأصبحت تلك القوات تقدر بعشرات الآلاف وهي تشبه كتائب حزب الله في لبنان.
ما حدث في العراق تكرر في ليبيا عام 2013. حيث تم حل الجيش الليبي وتكوين ميليشيات مسلحة والتي يسعى كل منها لفرض سيطرته، وفشلت حتى الآن، كل محاولات الحكومات الليبية الانتقالية في دمجهم داخل الجيش والقوات الأمنية الحكومية بشكل كبير، وتتفاوت التقديرات حول أعداد الميليشيات، ويتراوح عددها ما بين 1700-2000 ميليشيا على الأقل، فيما عدد حاملي السلاح يقدر بـ 150 ألفا في 2012، وقد بلغ 200 ألف إلى 250 ألفا في 2013، وغالبية أعضاء تلك الميليشيات من الذين حاربوا القذافي، ويرفضون تسليم أسلحتهم. ويرى البعض أن الطريقة التي أدار بها القذافي الدولة عززت مجتمع القبائل، وقضت على دور الجيش كمؤسسة وطنية لحماية البلاد.
وهو ما تكرر بنفس السيناريو في سوريا. منذ انطلاق الثورة السورية منتصف العام 2011، لم يتوانَ نظام بشار الأسد عن زجّ الجيش في مواجهة المدنيين الثائرين ضده، ليؤسس حالة من العدائية الكبيرة بين السوريين والجيش الذي أنفق عليه من ميزانية بلادهم وعوائد ثرواتها وأكثر من 70 في المائة من الضرائب التي يدفعونها للدولة، ما جعل الوصف المتداول لهذا الجيش هو “قوات النظام” أو "قوات الأسد".
وفي نفس التوقيت عام 2013 تشكلت ميليشيا الجنجويد في السودان. نشأت ميليشيا الجنجويد استجابة من نظام الأخوان بقيادة عمر البشير لإعلان الكفاح المسلح من قبل جماعات من قبائل الفور والزغاوة والمساليت في دارفور، فعملت على تنظيم القبائل ذات الثقافة العربية تحت دعوى حماية ثرواتها وأمنها من القوى التي حملت السلاح، فنجح النظام في افتعال حرب على أساس طائفي بين مكوّنات المجتمع في دارفور، واكتفى بتدريب قوات الجنجويد وتسليحها وتغطية الجرائم التي ارتكبتها بحق المدنيين. وفي العام 2007 انشقّت جماعة من الجنجويد بقيادة محمد حمدان دقلو احتجاجًا على عدم حصولها على المال من نظام البشير، كما وقع خلاف مع الزعيم القبلي موسى هلال قائد الميليشيات، ما جعل نظام البشير يستبدله بمحمد دقلو، بعد أن تعهد بصرف المال عليه بأثر رجعي وتسليحه والسماح له بإعطاء الرتب العسكرية لقواته. وفي عام 2013، جرت هيكلة الميليشيات وإعادة تشكيلها بواسطة جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني بقيادة حميدتي، بعد أن رفض رئيس الأركان السوداني آنذاك نقل تبعيتها من جهاز الأمن إلى هياكل القوات المسلحة، ليجري اعتبارها قوة نظامية منفصلة تتبع الرئيس البشير مباشرة: ومن ثم إنتاج قوة نظامية جديدة من رحم ميليشيات الجنجويد. سميت قوات الدعم السريع وتوسع نشاطها ليتعدى ولايات دارفور إلى كل ربوع السودان.
وفي ابريل 2019 تمت الإطاحة بنظام عمر البشير الموالي للإخوان المسلمين. وفي ابريل 2023استيقظ السودانيون السبت على وقع معارك حربية في الخرطوم ومدينة مروي ومناطق أخرى وحاصرت قوات الدعم السريع القيادة العامة السودانية وجميع المرافق الحكومية والاستراتيجية واندلعت اشتباكات بين الجيش السوداني والمتمردين في مناطق متفرقة في العاصمة السودانية الخرطوم وتصاعدت وتيرة الاشتباكات وانتقلت الى مدن العاصمة الاخرى ام درمان والخرطوم بحري.
وفي نفس التوقيت أصد البرهان القائد الاعلى للقوات المسلحة السودانية أمرا بحل قوات الدعم السريع. ولا زالت السودان تعاني من توابع الحرب الأهلية بين قوات الجيش السوداني وميليشيات الجنجويد.
وهكذا سقطت جيوش أربع دول عربية من خط المواجهة مع إسرائيل. واصبح الجيش الإسرائيلي يزار في الأراضي السورية بدون حساب.
كُنا قد تحدثنا في خبر الثورات العربية والميليشيات - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
أخبار متعلقة :