مرافعة: المحاكمات العادلة - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. في الوقت الذي اشترط قانون الإجراءات والمحاكمات الجزائية حضور المحامين في قضايا الجنايات، بغية تحقيق ضمانات المحاكمة العادلة، نظرا لخطورة تلك القضايا والعقوبات الصادرة. ورغم حق المتهم في الحديث أمام المحكمة في المحاكمات الجزائية، إلّا أن قواعد المحاكمة العادلة والمنصفة لا تسمح للمتهم نفسه بتقديم أي أوراق للمحكمة الجزائية إلا بعد إطلاع محاميه وموافقته عليها كمزيد من الضمانات القانونية.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

وحسنا فعل المشرّع الكويتي في تقريره من وجوب حضور المدافع مع المتهم أمام محاكم الجنايات وإلّا وُصمت المحاكمة بالبطلان، كما أتمنى أن يتطور الأمر إلى إلزام محاكم الجنح هو الأخرى بعدم عرض قضايا الجنح في القضايا التي تتضمن عقوبات بالحبس كضمانة إضافية تمنح للأشخاص المقدمين للمحاكمات الجزائية على حد سواء.

ووجوب حضور المحامي أمام المحاكم الجزائية يجب أن يفهم في إطار تحقيق أكبر قدر ممكن لمنظومة العدالة الجنائية، ولا يمكن اعتباره بأنه يمثّل عبئا أو ترفا على المحاكم الجزائية، وذلك لأن الواقع العملي أثبت أهمية ودور المحامين في المحاكمات الجزائية، وما يقدمونه من دفاع أمام القضاء الجنائي.

وفي الوقت ذاته، يتعين على القضاء الجنائي أن يتفهّم الدور الذي يتعين على المحامي تقديمه، وبأنه يمثل أهم الضمانات التي كفلها القانون للمتهم، وأن تلك الضمانة ما هي إلا تأكيد لشرعية ومهنية المحاكمات العادلة، والإيمان بدور الدفاع هو إيمان بتحقيق العدالة وبتحقيق التوازن في قراءة المواقف المعروضة أمام الهيئات القضائية ضد المتهمين من قبل جهة الادعاء أو من المتهمين وسماع رأيهم وحججهم للوصول إلى الدور المنتظر من القاضي نحو ترجيح أي من الموقفين والحكم بما يمليه ضميره ورسالة العدل التي يعمل على ضمان تحقيقها.

ومن دون إيمان بدور المحامي ورسالة الدفاع التي يجب أن يحظى بها كل من يكون ضمن دائرة الاتهام لا يمكن الوصول إلى تحقيق مفهوم المحاكمة العادلة أو المنصفة، وهو ما يتعين التمسك به، نظرا لأهميته في المحاكمات الجزائية، فضلا عن تأكيد حق المدافع في تحقيق طلباته وحقه في تقديم دفاعه المكتوب والشفوي والترافع أمام كل المحاكم ودرجات الطعن، لكون الترافع من عناصر الدفاع المنوط تحقيقه من قبل المدافع عن المتهم.

كما أن تقدير الهيئات القضائية للمحامين ومكانتهم نحو رفع الظلم للوصول إلى تحقيق العدالة هو أبلغ دليل على احترام الدور الذي يقوم به السادة المحامين والرسالة التي يؤمنون بها مثلما يعي السادة المحامون الدور المنوط بالقضاء الذي يعمل لتحقيق العدل ورفع الظلم، وحماية الناس وأموالهم وأعراضهم.