عبدالكريم عبدالقادر أيقونة الشجن والرومانسية... (الأخيرة) - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. لم يكن الفنان عبدالكريم عبدالقادر ساعياً للشهرة أو لتحقيق الأرباح على حساب قناعاته، بل كان لا يحيد عن الضوابط التي وضعها لنفسه منذ ولوجه المجال الفني، وعندما يشعر أن ثمة أموراً لا تتماشى مع المفاهيم التي يعتنقها كان يحاول الانسحاب، مفضلاً عدم الاصطدام مع الآخرين ولو كلفه ذلك الكثير من الخسائر. وذات مرة دفعه إصراره على موقفه إلى إعلان التوقف عن إحياء الحفلات الغنائية بالرغم من وجود عروض كثيرة للمشاركة في المهرجانات الغنائية. في الحلقة الأخيرة من سيرة الفنان عبدالقادر نستعرض أبرز تعاملاته مع الشعراء والملحنين في الخليج، وكذلك الثنائية التي قدمها مع الملحن أنور عبدالله، وفيما يلي التفاصيل.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
شدا الفنان عبدالكريم عبدالقادر بقصائد متنوعة ولهج بألحان مختلفة، لشعراء وموسيقيين من الكويت والخليج العربي، فغنى للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والأمير خالد الفيصل، والأمير بدر بن عبدالمحسن، وخالد عبدالكريم، وراشد الخضر، وغنام الديكان، وأنور عبدالله، وطلال مداح، وطارق العوضي، وخالد البذال، وأحمد الشرقاوي، وعبدالله القعود، وعبدالله الجاسم، وأسماء أخرى من المبدعين.
الرصيد الأهم
وعن أبرز ما حققه خلال مشواره الفني، يقول عبدالقادر: «رحلتي في الفن منحتني الرصيد الأهم في حياتي، وهو حب الجمهور، الذي لا ينضب أبدا، فهو الكنز الذي خرجت به في مشواري الممتد، وهذا الحب هو الذي يأتي طواعية فلا مجاملة فيه أو رياء بل إعجاب وتقدير واحترام متبادل بين مستمع وفنان، المستمع الذي أحب فني وشعر بصدق المشاعر التي قدمتها في الأغنيات، فتشكل ود حقيقي بين الفنان والمستمع، وبدأ المستمع يشعر أنني أغني له وأخاطبه، وهذا ينسحب على كل مستمع آخر يشعر بالكلمة الجميلة وتصله الأحاسيس المرهفة».
الصوت الجريح: رحلتي في الفن منحتني الرصيد الأهم في حياتي... حب الجمهور
أغنيات ناجحة
قدم الفنان أنور عبدالله مجموعة اغنيات ناجحة للفنان عبدالقادر، منها محال، وأجر الصوت (الصوت الجريح) «غيب أنا أغيب» و«صدى صوتك»، ولم يصل الفنان الراحل عبدالقادر إلى هذا المستوى من الغناء الراقي والشهرة الكبيرة عربياً إلا بفضل رغبته الجامعة في التجديد، وحبه للتطوير ومواكبة الزمن وعدم التقوقع على نفسه، بل كان دائما يبحث عن الكلمة المختلفة واللحن الحميد والجمل اللحنية الفريدة، وبفضل هذا الوعي الكبير لديه استمر في الغناء فترة طويلة، والراصد لمشواره الفني يلاحظ أن زملاءه من المطربين الذين بدأوا معه توقفوا عن الغناء منذ عشرين عاما، والمتمعن في ذلك يدرك جيدا أن ثمة أسبابا كثيرة ة دفعت عبدالقادر إلى المضي في مشواره وتحقيق النجاح تلو الآخر. ويرى عبدالله أن عبدالقادر تمكن من اعتلاء النجومية بكل حرفية واقتدار بفضل الذكاء والفطنة والحس الفني الراقي وقدرته على التجديد.
وعن أغنية «محال» يقول عبدالله، إنها أول تعاون مع الفنان عبدالقادر وكانت علاقتي به بدأت منذ عدة سنوات قبل بدء هذا التعاون، وأذكر أن هذه الأغنية كانت ضمن ألبوم فيه ملحنون كبار مثل غنام الديكان وراشد الخضر، وكان هناك تخوف من نجاحها، لأنها كانت التعاون الأول في مع مطرب كبير بحجم عبدالقادر، لكن بفضل الله نجحت الأغنية لدى المستمع العربي.
ويروي عبدالله حكاية المقطع الأكثر تأثيرا في الأغنية بالنسبة له، ويقول: إن المقطع «آه يا أنا»، وهو المقطع الأخير من الأغنية، كان الأكثر جهدا حيث إن عبدالقادر لم يكن مقتنعاً باللحن وطريقة الأداء وطلب تغير إجراء بعض التعديلات بعد أن استمع إليه، ودار بيننا حديث حول ذلك، فقلت له سيكون ما تريد، فأنا حينها لم أكن أستطيع مناقشة فنان كبير بقامة عبدالقادر، وفعلاً جهزت لحنا آخراً ثم عرفته أمام الفنان عبدالقادر، وأيضاً لم يعجبه وطلب إجراء بعض التعديلات، وإن كنت أميل إلى اللحن الأول لكن سارت ضمن هذا الاتجاه، ولأنني متمسك جدا باللحن اقترحت عليه أن يعيد النظر فيه مرة أخرى وطلب مني أن أعزفه أمامه، وبعد أن استمع إليه، قال: «لدي إحساس أنك ستقدم جملة لحنية أجمل من التي استمعت إليها، وفعلاً ذهبت إلى البيت وبدأت أعيد قراءة الكلمات ربما أستطيع أن أصوغ لحنا مغايرا، لكن الغريب أن الفنان عبدالقادر اتصل بي الساعة السادسة إلا ربعا صباحاً، وطلب مني الاستماع إلى الجملة اللحنية التي يود ان يقولها لي، وإذ به يغني لي اللحن الأول الذي قدمته له، فقال لي هذا اللحن الأول الذي عزفته لي؟ فقلت له، نعم، فقال لي اعتمد هذا اللحن وأخبرني أنه لم ينم البارحة وظل يدندن في اللحن إلى أن قرر أن يتصل علي في هذا التوقيت المبكر».
وتقول كلماتها:
آه يا آنا يا آنا آه يا آنا
ويني انا كل هالسنين كل هالسنين
آه يا آنا يا آنا آه يا آنا
نبهني صمتي للحنين للحنين
عيش الحزن عيش الالم وحدك
خلني اعيش دنيا الهنا بعدك
وما انتظر رد وعذر
ماعاد يهم بالنسبة لي ردك
قدّم الفنان عبدالقادر أغنيات وطنية كثيرة خلال مشواره، كما أدى أغنيات رياضية متنوعة، وجل هذه الأعمال الغنائية حققت انتشاراً واسعاً لدى المستمعين، لاسيما أنه تغنى بأبرز الأغنيات الوطنية التي شكلت علامة كبيرة في حياة كل كويتي وهي أغنية «وطن النهار»، التي جاءت بعد الغزو لتكون أيقونة غنائية تعبر عن المعاناة التي عاشتها الكويت إبان الغزو العراقي عام 1990.
أنور عبدالله: عبدالكريم عبدالقادر اتصل فيني الساعة الساعة السادسة إلا الربع صباحاً وطلب مني الاستماع إلى جزء من لحن محال
وفاة
ترجَّل المطرب الكبير عبدالكريم عبدالقادر، أحد فرسان ونجوم الأغنية الكويتية والخليجية الحديثة، في 12 مايو 2023، عن صهوة الحياة، عن عُمر ناهز 82 عاماً، بعد صراع مرير مع المرض، وإجراء جراحات متعددة في القلب والشرايين. وخلّف رحيله فراغا كبيرا لدى محبيه، وشهدت مراسم الدفن حسرة كبيرة على وفاة نجمهم المفضل.
مشروع أشهر 100 في الغناء العربي
نظرا للمكانة التي تبوأها الفنان عبدالكريم عبدالقادر، اختير ضمن مشروع أشهر مئة في الغناء العربي للباحث المصري محمد سعيد، ويعد من أهم المشاريع التي تؤرخ للأغنية العربية.
يصنف الباحث الفنان عبدالقادر بأنه من أهم مطربي الكويت، وهو صاحب تاريخ فني ممتد، قدّم العديد من الأعمال الناجحة والمميزة التي عبرت عن هموم أمته، ومنها أغنية «وطن النهار».
توقف عن إحياء الحفلات
في بداية ثمانينيات القرن الماضي، قرر عبدالقادر التوقف عن إحياء الحفلات بشكل نهائي، وقال عن هذه المرحلة: «قررت أن أتوقف عن الغناء في الحفلات الغنائية، لكني كنت على يقين تام بأنني أستطيع توصيل ما أود إيصاله عبر الألبومات».
ويعود سبب هذا القرار إلى بداية الثمانينيات، حيث شارك الفنان في إحياء حفل غنائي في البحرين بالتنسيق مع وزارة الإعلام الكويتية، وعقب الحفل اقترح المسؤولون في البحرين تقديم حفلات أخرى، لكن عبدالقادر لم يكن مستعداً لذلك، حيث كان يود العودة إلى الكويت بسبب ارتباط أسري، فلم يوافق على إحياء أي حفل إضافي.
وهنا تعقدت الأمور ونقل المسؤولون البحرينيون تذمّرهم إلى المسؤولين في «الإعلام» الكويتية، فتم استدعاء عبدالقادر والتأكد مما حدث، وفي هذه الجلسة أعلن توقفه عن إحياء الحفلات الغنائية، وكان قرارا لا رجعة فيه، بالرغم من الإغراءات المادية الكثيرة التي كانت تُعرض عليه للمشاركة في أي حفل غنائي.
عبدالقادر ينال أرفع جائزة في الكويت
نظراً لمكانته الفنية الكبيرة، حصل عبدالقادر على أرفع جائزة فنية في الكويت، حيث نال جائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون، وهو فنان كويتي لقّب بـ «الصوت الجريح» بعد أغنيته الشهيرة «أجر الصوت»، وحصلت أغنياته على العديد من الجوائز، كما حصل على الجائزة الذهبية في مهرجان القاهرة الرابع كأفضل فنان لعام 1998.
وُلد عبدالقادر عام 1941، وعمل موظفا في وزارة الداخلية بالكويت، ثم نقل خدماته إلى وزارة الإعلام - قسم الموسيقى، وكان لطفولته بمعاناتها وظروفها، تأثيرها في كل مراحل حياته الفنية. ولأن صوته جميل ولديه حسّ فني، فقد تبناه أكثر من ملحن ومؤلف كانوا وراء معرفة الجمهور به، وكانت بدايته مع الموشحات الدينية، ثم تعاون مع الملحنين عبدالرحمن البعيجان، ود. عبدالرب إدريس، وطلال مداح وغيرهم.
فاز عبدالقادر بالجائزة الذهبية في مهرجان القاهرة الرابع كأفضل فنان لعام 1998، وحصلت أغنية «شخبارك» على الجائزة الفضية كأفضل أغنية مصوّرة، وهي من تأليف الشاعر عبداللطيف البناي، وألحان د. عبدالرب إدريس، وإخراج يعرب بورحمة. وشهدت فترة السبعينيات تعاونا مثمرا بين عبدالقادر والشاعر بدر بورسلي والملحن د. إدريس، وكان نتائجه عدة أغان جميلة منها لا تزال خالدة في ذاكرة محبيه.
كُنا قد تحدثنا في خبر عبدالكريم عبدالقادر أيقونة الشجن والرومانسية... (الأخيرة) - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
أخبار متعلقة :