من صيد الخاطر: «لا تفتح باباً يُعييك سدّه» - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. لا تفتح باباً يُعييك سدّه
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
ولا تُرسل سهماً يُعْجِزك ردّه
بيت شعر قاله نصر بن سيار، ناصحاً بألا يقحم المرء نفسه في أمر لا يستطيع الفكاك منه، ولا أن يقوم بعمل لا قدرة له على صده.
فلا تبدأ بعمل سيكون من الصعب عليك إنهاؤه أو الإفلات منه، والتخلص منه سيسبب مشقة في إصلاحه أو حتى التراجع عنه، ففكر ملياً قبل الإقدام على أمر لا طاقة لك على تحمُّل عواقبه.
ولا تقدم على قولٍ أو فعلٍ ستندم عليه، وعندها لن ينفع الندم بعد أن يقع الضرر، عندما لن يعود في الإمكان إصلاح ما وقع، ولهذا وجب التروّي، قبل القول أو الفعل، وقد قيل: رُبَّ كلمةٍ تقول لصاحبها دعني، وهو مثل يقال فيمن لا يَزِنُ عواقب كلامَه، فيجني على نفسه، قالها ملك صعد على صخرة ملساء، فسأله رجل: يا تُرَى لو ذُبِحَ إنسان عليها، فلأي جهة سيسيل دمه؟ فقال الملك لجنده: اذبحوه عليها وانظروا إلى أين يسيل دمه، فذبحوه، ثم قال الملك مقولته تلك، فكان ما قاله ذلك المسكين سبباً في هلاكه على يد ملك جبار.
وهناك أمثلة كثيرة لمن أراد أن يُسقط هذا «البيت الحكمة» على أمور سياسية أو عسكرية حصلت في الأمس القريب والماضي البعيد، وكان عواقب على من قام بها وخيمة وقاتلة ومدمرة عليه وعلى قومه وأمّته ووطنه.
أما قائل البيت:
لا تفتح باباً يُعييكَ سدّه
ولا تُرسل سهماً يُعْجِزك ردّه
فهو أبو الليث نصر بن سيار بن رافع الليثي الكناني، كان أميراً، وقائداً عسكرياً، وسياسياً، ورجل دولة، كان من الأمراء الأبطال الشجعان، وهو آخر ولاة الدولة الأموية على خراسان، ولّاه هشام بن عبدالملك عليها عام 120 هـ، واستمر والياً عليها حتى نفاه عنها بنو العباس عام 130هـ.
***
وللعلم فإن نصر بن سيار هو من حذّر من خيانة أبي مسلم الخراساني، الفارسي الأصل، للدولة الأموية، فأرسل مستغيثاً بمروان بن محمد، محذراً إياه من غوائل الفتنة القائمة ودواهي الكارثة القادمة إن لم ينجده بمدد من عنده، فكتب شعراً لا بُد من التمعن فيه:
أرى تحت الرماد وميضَ جمر
ويوشك أن يكون له ضِرام
فإن النار بالعودين تُذكى
وإنّ الحرب مبدؤها كلامُ
فإن لم يطفها عقلاءُ قومٍ
يكون وقودَها جثثٌ وهامُ
فقلت من التعجب ليت شعري
أأيقاظ «أميّة» أم نيامُ؟
فإن يقظت فذاك بقاءُ مُلكٍ
وإن رقدت فإني لا أُلام
فإن يكُ أصبحوا وثووا نياماً
فقل: قوموا، فقد حان القيام
ففرّي عن رحالك ثم قولي
على الإسلام والعرب السلامُ
فلم يستمع إليه، فكان آخر خلفاء بني أمية.
حفظ الله أمتنا من إقحامها في أمر لا يعنيها، وبما لا طاقة لها به، وحفظها من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
كُنا قد تحدثنا في خبر من صيد الخاطر: «لا تفتح باباً يُعييك سدّه» - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
أخبار متعلقة :