رياح وأوتاد: مواقف اتخذوها وكلمات صدعوا بها - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. بمناسبة شهر رمضان نتذكَّر عظماء الإسلام الذين وقفوا مواقف مشهودة، وصدعوا بكلمات خلَّدها التاريخ، وكانت درساً للأجيال.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
أول هذه المواقف ما وقع بين النبي، صلى الله عليه وسلم، وعمر بن الخطاب، وهو يناقشه في الحديبية، فعندما قرَّر النبي الهُدنة مع كفار مكة، قال له عمر: «ألسنا على الحق وهم على الباطل؟»، فردَّ عليه النبي: «بلى»، فقال عمر: «أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟»، فقال له النبي: «بلى»، فقال عمر: «فعلام نعطي الدنية في ديننا؟»، فقال له النبي: «إني رسول الله، ولن يضيعني الله».
فهذا عمر لم يتوان عن مناقشة النبي في قراره، ثم ذهب إلى أبي بكر، فسمع منه مثلما قال النبي، ثم أنزل الله سورة الفتح، فقال عمر: «أوفتح هو؟»، فقال النبي: «نعم»، (البخاري ومسلم عن عدد من الصحابة).
هذه الحادثة الرائعة تعلِّمنا حِلْم النبي، وهو المعصوم وولي أمر جميع الصحابة والمسلمين، وهو يستمع إلى عمر، وحرص عمر على مناقشة النبي وأبي بكر.
والموقف الثاني، للإمام أحمد بن حنبل، الذي ناقش علماء أربعة خلفاء عباسيين في مسألة خلق القرآن، فعذبه الخلفاء، لكنه صبر، وصدع بالحق، وأعلن رأيه وموقفه، وكانت بغداد تسمع وتكتب أجوبة ابن حنبل، حتى اقتنع الخليفة الرابع، فأطلق سراحه، وسجَّل التاريخ انتصاره.
والموقف الثالث، للإمام العز بن عبدالسلام، الذي أنكر على سلطان دمشق الملك الصالح إسماعيل، لأنه استعان بالإفرنج وأعطاهم صفد وقلعة الشقيف، فغضب عليه السُّلطان، فخرج إلى مصر، ورحَّب به السُّلطان نجم الدين أيوب قبل وفاته، فتولَّى القضاء فيها، ثم اعتزله، واستنجد به المسلمون عندما بدأ التتار غزو دمشق ومصر، فأفتى بعدم جواز أخذ المال من العامة لتجهيز الجيوش إلا بعد أن ينتهي المال الذي في بيت المال من الجواهر والذهب، وكذلك المماليك الذين كانوا ملوكاً وأمراء، لكنهم ليسوا أحراراً، لأن ملكيتهم تعود إلى بيت مال المسلمين، ثم أمر ببيع المماليك، فاشتروا أنفسهم، وقبض ثمنهم، وجهَّز الجيوش، وقاتلوا التتار، وهزموهم، بإذن الله.
والموقف الرابع، للإمام ابن تيمية، الذي ألَّف كتاب «السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية»، وهو يحتوي على نصائح علنية عظيمة لولاة الأمر والرعية، وقد أسهب أساتذة السياسة الشرعية المعاصرون في شرحه والتعليق عليه، كما أفتى - رحمه الله - بأن الثلاث طلقات في مجلس واحد تُعد طلقة واحدة، على خلاف الرأي الرسمي لفقهاء عصره، فشكاه خصومه إلى السُّلطان، فسجنه حتى وفاته، فلم يتنازل، وكان يفتي ويدرِّس - رحمه الله - وهو في سجنه.
هذه مواقف لبعض الرموز في مناسبات مختلفة، ولم يكن هدفهم منها الانقلاب أو الاستيلاء على الحُكم، بل كان هدفهم بيان الحُكم والموقف الشرعي، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وجلب المصلحة العامة في كل ظرف من الظروف وفق الضوابط الشرعية.
كُنا قد تحدثنا في خبر رياح وأوتاد: مواقف اتخذوها وكلمات صدعوا بها - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
أخبار متعلقة :