كيفية إنقاذ منتخب السعودية.. مانشيني لم يكن المشكلة والحل في المشروع الإنجليزي وبرنامج الابتعاث - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. خسر منتخب السعودية أمام إندونيسيا بهدفين دون مقابل، في الجولة السادسة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 بأمريكا وكندا والمكسيك.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
هزيمة السعودية هي الأولى رفقة المدرب هيرفي رينارد الذي عاد لذلك المنصب بعد رحيل الإيطالي روبيرتو مانشيني والذي تم إلقاء اللوم عليه بسبب البداية السيئة للمنتخب السعودي في التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
رحل مانشيني وبالطبع له دور في تراجع نتائج منتخب السعودية، أتى رينارد وبالتأكيد لن تتم محاسبته على من ثاني مباراة فقط حتى وإن كانت شهدت هزيمة بثنائية أمام المنتخب الإندونيسي، إذًا فما المشكلة؟ ما سبب تلك النتائج وهذا المستوى من المنتخب السعودي؟
مراسل 365Scores كان قد توجه بالسؤال لـ مانشيني قبل افتتاح مشوار السعودية في كأس آسيا 2023 مطلع العام الجاري، أمام عمان، لسؤاله عما إذا يرى أن زيادة عدد الأجانب ومشروع الدوري السعودي الخاص باستقطاب كبار النجوم، قد يؤثر ذلك سلبًا على لاعبي المنتخب السعودية نظرًا لعدم مشاركته بصفة مستمرة مع فرقهم.
مانشيني رد قائلًا:”نحن نعرف أن الدوري السعودي يملك العديد من الأجانب، وربما كانت هناك بعض المشاكل مع اللاعبين السعوديين لأن الكثير منهم لا يلعبون العديد من المباريات وهذه مشكلة، ولكن الآن بعد مرور أسبوعين من التدرب سويًا، أنا سعيد من اللاعبين الموجودين هنا ومتأكد إننا سنقوم بعمل جيد جدًا في كأس آسيا”، ولم يقم المنتخب السعودي بعمل جيد في كأس آسيا وودع البطولة من دور الـ16.
بعد أشهر أكد مانشيني مرة أخرى أن زيادة عدد اللاعبين المحترفين يشكل أزمة للمنتخب السعودي، قبل أن يرحل المدرب الإيطالي ويتم الإتيان بـ هيرفي رينارد، الرجل الذي سيكون لديه الكثير من العمل ليقوم به حتى شهر مارس المقبل.
إنجلترا والسعودية عملة واحدة
يمكن مقارنة ما حدث من تراجع للمنتخب السعودي بعد مشروع دوري روشن، بما حدث مع منتخب إنجلترا خاصة منذ مطلع القرن الحالي بحقبة “بريميرليج”.
منذ سنوات، تزايد الاعتماد على اللاعبين الأجانب في الدوري الإنجليزي، مما قلل من الفرص المتاحة للمواهب الإنجليزية الشابة، في السنوات الأخيرة، انخفضت نسبة اللاعبين الإنجليز المشاركين بانتظام في الدوري إلى حوالي 28-32%، وهو ما حذّر ساوثجيت من تأثيره السلبي على المنتخب الوطني، مشيرًا إلى أن “الفرصة” تلعب دورًا حاسمًا في تطور المواهب المحلية.
مع رغبة مسؤولي رابطة الدوري والأندية في التنافس وجعل المسابقة أقوى، وفتح باب الاستثمار، أدى ذلك للاتجاه خارج إنجلترا لتدعيم الفرق بأفضل اللاعبين، الأمر أثر بشكل كبير على اللاعبين الإنجليز، وتواجدهم بشكل مؤثر خاصة في كبار الأندية، وبالتالي تراجعت نتائج وجودة منتخب إنجلترا.
الأمر يبدو سيان في السعودية، اتجهت الأندية لتدعيم صفوفها بضم اللاعبين الأجانب، وصار عدد اللاعبين السعوديين في تشكيل الفرق قليلًا للغاية.. نتحدث عن إمكانية الدفع بـ 8 لاعبين أجانب دفعة واحدة في التشكيل بكل مباراة محلية، وعدد لا محدود في البطولات الآسيوية.
الإعلامي فهد الزهراني يرى أن الاعتماد الكبير على المحترفين الأجانب في الدوري المحلي أدى إلى تقليل فرص لعب اللاعبين السعوديين، مما يؤثر بشكل واضح على تطورهم.
وأوضح:” أما بخصوص رحيل مانشيني، فلا يعني ذلك نهاية الأزمة الفنية في المنتخب، إذ أن تغيير النهج التكتيكي وخلق توليفة مناسبة لخوض المباريات يحتاج إلى وقت من المدرب هيرفي رينارد.. المدرب وجد نفسه أمام مباراتين مهمتين في مشوار التصفيات خلال مدة زمنية قصيرة، وفي خضم نتائج ليست جيدة ومن الملاحظ أيضًا ضعف اللياقة البدنية، وهو ما يعكس سوء عمل الطواقم الفنية السابقة”.
واستطرد قائلًا:”لكي ينافس المنتخب السعودي في التصفيات وفي البطولات القادمة، فهو بحاجة إلى الاستقرار الفني مع إحداث بعض التغييرات الإدارية المطلوبة على صعيد اللاعبين، نعول كثيرًا على محمد القحطاني، فيصل الغامدي، مروان الصحفي، مصعب الجوير، وعبدالله رديف، هؤلاء يمثلون نواة جيدة لمستقبل “الأخضر”، بشرط أن يجدوا توظيفًا مثاليًا من المدرب، وألا يتأثروا بالضغوط الإعلامية والجماهيرية.. كما أننا نفتقد الفاعلية بغياب سالم الدوسري وجودته، حيث نفتقر إلى اللاعب الذي يمتلك المهارة الفردية والحلول الفنية التي تساعد الفريق على خلق الفرص وتحقيق الانتصارات “.
أما الإعلامي أحمد الداموك، فكان رأيه:”مشكلة منتخبنا الكبرى الحالية تكمن في افتقار الكرة السعودية للاعب الذكي والموهوب. لدينا لاعبين جيدين بدنياً ونسبياً تكتيكياً، لكن آخر اللاعبين الأذكياء الذين كان لهم تأثير كبير في المنتخب هم سلمان الفرج وسالم الدوسري، الذين شكلا أكثر من نصف قوة المنتخب بشخصيتهما القيادية والذكية في نفس الوقت… احتكاك لاعبينا في الدوري السعودي بلاعبين كبار هو أمر مفيد، لكن لا يمكن لنتائج هذا الاحتكاك أن تظهر في وقت قصير. أما بالنسبة لتراجع أداء المنتخب، فهو يعود إلى تطور المنتخبات الآسيوية مقارنة بالماضي، حيث أصبح هناك منافسة شرسة على المستوى القاري”.
ولا يتفق الداموك مع الزهراني، حيث قال:”المنتخب بحاجة لاكتشاف لاعبين يمتلكون الرغبة العالية والطموح الكبير لتمثيل شعار الوطن. على صعيد الدوريات المحلية، عدد الأجانب في دورينا لا يمثل أزمة كبيرة؛ بل على العكس، في كل نادي يشارك أكثر من لاعبين إلى ثلاثة أساسيين. هل يعقل أنه لا نستطيع تشكيل 11 لاعباً مميزاً من بين هؤلاء اللاعبين؟ لدينا أسماء شابة مميزة ولكنها بحاجة لتواجدها بجانب الكبار أمثال سالم الفرج وسلمان الفرج، لكي يستفيدوا من الخبرات القيادية والفنية، وهذا ما سيساهم في تطوير الأداء الفني للمنتخب السعودي على المدى الطويل”.
وقد أثّرت قواعد ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على انتقالات اللاعبين، مما دفع بعض الأندية للاعتماد أكثر على اللاعبين المحليين، وهو اتجاه تحاول الاتحادات تعزيز استمراره.
مشروع ساوثجيت ينقذ الكرة الإنجليزية
رغم الانتقادات، لا يختلف أحد على أن جاريث ساوثجيت أعاد منتخب إنجلترا مرة أخرى للواجهة بعد سنوات عجاف.. نصف نهائي كأس العالم 2018، ووصيف يورو 2020، 2024، رغم الصعوبات التي واجهت اللاعبين الإنجليزيين في حقبة البريميرليج.
جاريث ساوثجيت أحدث تحولًا كبيرًا في منتخب إنجلترا منذ تعيينه سبتمبر 2016 بعد سنوات مع المنتخبات السنية المختلفة، بفضل رؤيته التطويرية التي أعادت بناء الفريق على أسس أكثر شمولية وتحديثًا.
تولى ساوثجيت المهمة بعد أزمة الخروج من يورو 2016، حيث استفاد من خلفيته كمدرب للمنتخب الإنجليزي تحت 21 عامًا لتطبيق فلسفة تركز على إشراك الشباب وتنمية المهارات القيادية في الفريق.
وفقًا لشبكة “The Analyst” فإن ساوثجيت عزز بيئة أكثر شمولية ودعمًا داخل المعسكر، مع التركيز على التعاون وإتاحة الفرصة للاعبين الشباب، حيث قدم أكثر من 50 لاعبًا جديدًا للمشاركة الدولية، مما زاد من تنوع وقوة الفريق.. لاعبون أمثال هاري كين الهداف التاريخي لمنتخب إنجلترا الحالي كان أحد رجال جاريث في المنتخبات السنية الصغرى، إضافة لعديد من اللاعبين أمثال جون ستونز ولو شاو، كما اعتمد على لاعبين ذوي خبرة مثل هاري كين وجوردان هندرسون لتولي أدوار قيادية، ما خلق توازنًا بين عناصر الخبرة والشباب في المنتخب الإنجليزي.
ساوثجيت ركز على تنويع أساليب اللعب واعتمد أنظمة مرنة مثل الدفاع بثلاثة لاعبين، مع تحسين القدرة على التكيف أثناء المباريات، وهو ما انعكس على أداء المنتخب في بطولات كبرى مثل كأس العالم 2018 ويورو 2020، كما عمل على تحسين صورة المنتخب أمام الجماهير، معتمدًا على أداء جريء وممتع يجعل الإنجليز يشعرون بالفخر بمنتخبهم.
أسلوبه يتميز بالهدوء والمرونة مع الحفاظ على مبادئ صلبة، مثل أهمية العمل الجماعي والانضباط، وهو ما ساعد المنتخب على تحقيق نتائج مميزة والوصول إلى نهائيات البطولات الكبرى، مع تحقيق نسب فوز عالية مقارنة بمعظم مدربي إنجلترا السابقين، لكن الأساس كان الاعتماد على الشباب، الذين أصبحوا الأفضل في العالم لسنوات.
إجمالًا، مع استلام ساوثجيت القيادة، ركّز على خلق بيئة تنافسية داخل المنتخب الإنجليزي، حيث منح الفرصة لعدد كبير من اللاعبين الشباب للمشاركة لأول مرة مع المنتخب. هذا النهج ساعد في توسيع الخيارات المتاحة وخلق تنوع في اللاعبين، مما ساهم في تحسين الأداء العام للمنتخب في البطولات الكبرى، كما حرص ساوثجيت على تعزيز عقلية الاحتراف والانفتاح على أساليب تكتيكية جديدة لمواكبة المنتخبات الكبرى الأخرى
النهج لم يتوقف مع ساوثجيت، فالأمر مثله مع لي كارسلي مدرب الفئات السنية الصغرى في إنجلترا، الذي ساهم في مسيرة كول بالمر، أنتوني جوردون، مارك جويهي وغيرهم، الذين أصبحوا جزءًا من التشكيل الأساسي للمنتخب الإنجليزي.
برنامج الابتعاث هو الحل!
برنامج الابتعاث هو أحد برامج الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهو برنامج يختص بتطوير اللاعبين الشباب لخدمة المنتخبات الوطنية.
الابتعاث هو الحل، نعم، نتائجه لن تأتي سريعة، لكنه الحل من أجل أن ينل اللاعبون الشباب فرصة منتظمة للعب.
فكرة تصدير اللاعبين السعوديين للاحتراف الخارجي هو الحل لأزمة عدم مشاركتهم بانتظام، خاصة اللاعبين صغار السن، ما يخلق أيضًا لديهم وعي وانضباط تكتيكي، لكن الأزمة تكمن في أن البعض يرفض تلك الخطوة، لأمور مادية وغير مادية.
وقال فهد الزهراني:”في رأيي، التطور الكبير الذي يشهده الدوري يجب أن يقابله احتراف صريح للاعبين في الدوريات القوية عالميًا، وهذا سيخلق توازنًا في الأداء الفني مع الوقت وسيكون له انعكاس إيجابي على المجموعة بشكل عام”.
ويقول ياسر الدمام الإعلامي السعودي:”لدينا العديد من اللاعبين الموهوبين، والكرة السعودية لها تاريخ كبير في تقديم نجوم كانوا نواة للمنتخب الوطني. حصول عدد من اللاعبين السعوديين على لقب أفضل لاعب في آسيا يؤكد على جودة المواهب المتوفرة في الملاعب السعودية. من الجيل الحالي، لدينا فيصل الغامدي، مروان الصحفي، مصعب الجوير، وأيمن يحيى، وهم بالتأكيد سيكونون نجوم المستقبل الذين سيشكلون الأساس في بناء المنتخب السعودي في السنوات القادمة”.
ما هو برنامج الابتعاث السعودي؟
برنامج الابتعاث هو مشروع تم إطلاقه من جانب الهيئة العامة للرياضة في عام 2019 كجزء من خطة المملكة العربية السعودية في تطوير وتنمية مهارات المواهب الشابة في كرة القدم السعودية وبالنهوض بالرياضة ككل في المملكة.
مشروع الابتعاث، والذي تم تلقيبه أيضًا بـ “صقور المستقبل”، هو عبارة منح اللاعبين السعوديين الشباب فرصة لاكتساب الخبرات ومواصفات اللاعبين العالميين في الكرة القدم من خلال إرسالهم لخوض فرص معايشة طويلة وتدربهم مع أندية وأكاديميات أوروبية.
أهم وأول أهداف مشروع صقور المستقبل هو إعداد لاعبين سعوديين بمواصفات قياسية من أجل الاستفادة منهم مع المنتخبات الوطنية لأطول فترة ممكنة، على الرغم من أن المشروع قد يؤتي ثماره على المدى البعيد.
ويستهدف برنامج الابتعاث اللاعبين الشباب والناشئين، والذي يترواح سنهم من بين 16 وحتى 20 عامًا، من أجل إثقال وتطوير مهاراتهم في كرة القدم واكتسابهم المزيد من الخبرات منذ الصغر من خلال احتكاكهم بالجودة الأفضل في عالم الساحرة المستديرة.
ويقتصر مشروع صقور المستقبل على إرسال اللاعبين الشباب لخوض موسم رياضي كامل مع أفضل الأكاديميات الأوروبية في عدة دول (إسبانيا – إنجلترا – كرواتيا….) والمشاركة في معسكرات تدريبية وبطولات كبيرة مع عدة أندية أوروبية.
وهو الأمر الذي يجعلهم يكتسبوا المزيد من الخبرات وتعزيز مهاراتهم الفنية والبدنية منذ الصغر من خلال التواجد في بيئة تنافسية في عالم كرة القدم.
ونجح البرنامج في مسعاه بشكل كبير بعد سنوات قليلة، حيث تمكن العديد اللاعبين الشباب من استغلال الفرصة وتطوير مهاراتهم من خلال التعامل مع أندية كبيرة، لعل أبرزها نادي ريال سوسيداد الإسباني الذي يعد أحد أكبر الفرق الإسبانية.
ويعد الثلاثي، على مجرشي (ظهير الأهلي) ومهند الشنقيطي (مدافع الاتحاد) ونواف العقيدي (حارس النصر) من ضمن أبرز لاعبي أول جيل تم اختياره للاشترك في برنامج الابتعاث في عام 2019، قبل أن تتعاقب المواهب على المشروع السعودي مع تعاقب الأجيال، حيث أن البرنامج ساهم في تطوير ما يقرب من 200 موهبة شابة حتى الآن.
كُنا قد تحدثنا في خبر كيفية إنقاذ منتخب السعودية.. مانشيني لم يكن المشكلة والحل في المشروع الإنجليزي وبرنامج الابتعاث - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
أخبار متعلقة :