الفراء الاصطناعي يعود لعروض الأزياء أعلى نعومة وفخامة - غاية التعليمية
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
غاية التعليمية يكتُب.. مجموعة «لورو بيانا» الرمضانية تفوح بنكهة استشراق لذيذة
بدأ سباق رمضان لعام 2025 منذ أشهر في تقليد باتت المرأة العربية تنتظره لإثراء خزانتها الرمضانية، كما تنتظره بيوت كثيرة رغبة في اقتطاع قطعة من كعكة هذا الشهر الفضيل. فهي كعكة شهية ومجزية على المستوى التجاري، وفي السنوات الأخيرة، أصبحت مهمة أيضاً على المستوى الفني. فالمرأة العربية لم تعد تقبل بالاستنساخ السافر لموروثاتها، وفرضت عليهم الاجتهاد لنيل رضاها وكسب ودها. وبينما لا يزال البعض يميل إلى الاستسهال ولا يعرف كيف يتعامل مع المنطقة، والبعض الآخر يقع في مطب الفولكلور، هناك من تشم من بين ثنيات وخطوط التشكيلات الرمضانية التي يقترحونها رائحة استشراق خفيفة تفتح النفس عليها. إلى جانب أنها لا تستثني عراقة وأصالة وعمق الشرق، تبذل جهداً في إرساء مفهوم معاصر لهذا الاستشراق مبني على دراسة السوق لا على المخيلة وحدها.
تشكيلة «لورو بيانا» لرمضان 2025 واحدة من هؤلاء. جاءت مفعمة بالشاعرية والرومانسية ومتحررة من نفحاتها «التراثية» رغم أن وراء الكثير من القطع تتراءى ملامح جلابية، أو عباءة، أو قفطان بشكل أو بآخر. السبب أنها لم تتعامل مع هذه الموروثات على أنها نموذج يجب التقيد به بقدر ما استعملتها نقطة انطلاق بنت عليها ما يمكن تشبيهه بفن واقعي معاصر.
قراءتها الجيدة للمنطقة ساعدتها على إبداع تشكيلة حصرية، استوحتها من الخزف الإسلامي وحاكتها بخيوط من الذهب. ما يحسب لها أنها رغم إيحاءاتها الشرقية، لم تخرج عن النص الذي كتبته لنفسها بأنها دار إيطالية تسعى لفخامة تحددها خطوط واضحة وبسيطة ودرجات ألوان هادئة تعززها مواد وخامات فريدة يصعب منافستها فيها، لأن الكثير منها لا يتوفر لغيرها.
تصوير هذه التشكيلة بين تلال وقلاع قديمة في المنطقة ساهم في ضخها بجرعة من الأناقة العربية بعيدة كل البعد عن الفولكلور، وإن كنت ستشم فيها رائحة استشراق خفيفة جداً، تظهر في تصميم البنطلون الذي يستحضر تصميم «سروال الحريم» الواسع من أعلى ليضيق عند الكاحل، وفي فستان «كليو» Cleo الذي يستحضر «الجلابية» المغربية، أو معطفي «أندرسون» Anderson و«ويليام» William اللذين يمكن القول بأنهما تطوير للعباءة بجيوبهما وأحزمتهما المطرزة.
كل قطعة هنا تفننت الدار في صياغة أقمشتها، ونسج خيوطها في لوحة من الألوان المريحة للعين، تتراوح بين الأخضر المائل والرمادي والزهري الفاتح مع قليل من الأسود والكثير من التدرجات اللونية الصحراوية. وحتى تؤكد الدار لزبونتها في المنطقة أنها تتوجه إليها بكل تفاصيلها، استعملت زخارف الجاكار وطبعات الأزهار والأزرار في أشكال هندسية مستوحاة من الخزف الإسلامي، كما استعملت التطريزات اليدوية على شكل ورود بخيوط ذهبية تتداخل مع الأنسجة فتتماهى معها.
هذا المزيج بين الشرقي والإيطالي المتمثل في أسلوب الدار أثبت أن الدار نجحت في تحقيق المعادلة الصعبة بين الراحة والأناقة الفاخرة. الراحة تظهر في القصات التي تلف الجسم وفي الوقت ذاته تنساب من دون درزات لتتيح الحركة وتناسب طقس المنطقة، إلى جانب التفصيل الدقيق والواضح في الأكتاف وطريقة بناء بعض القطع، لا سيما المعاطف. كل واحد من هذه المعاطف الطويلة مصنوع إما من الحرير المخلوط بالكتان أو الصوف. الفكرة منه أن يتعدى استعماله شهر رمضان إلى مناسبات كثيرة قادمة من دون أن يفقد رونقه وفخامته. هذه الفكرة تكررت في معظم القطع المقترحة من خلال طرق تنسيقها التي يغلب عليها أسلوب الطبقات المتعددة.
ما يحسب لـ«لورو بيانا» أيضاً أنها رغم أنها استلهمت من العباءات والقفاطين خطوطها وتطريزاتها، فإنها لم تقع في مطب الفولكلور، كما لم تلجأ إلى الاستنساخ والاستسهال. اكتفت بالتقاط فكرتها ثم ترجمتها بلغتها الخاصة، لأنها كما تحرص على احترام ثقافة المنطقة فإنها تحرص على البقاء وفية لأسلوبها الذي لا يعترف بزمان أو مكان.
اللافت فيها ربما يكون جرعة الحشمة التي زادت قليلاً وساعد على تحقيقها أنه يمكن تنسيق قطع متعددة مع بعض بسهولة، بفضل تناغم ألوانها وخاماتها التي تسمح للجسم بالتنفس ولا تُثقله، مهما تعددت القطع المستعملة في الإطلالة الواحدة.
تضم التشكيلة مجموعة من القطع المنفصلة مثل البناطيل الواسعة والتنورات التي تحاكي شكل البنطال، فيما جاءت الفساتين منسابة وبأكمام طويلة. ورغم أن الدار تشتهر بصوفها «الملوكي» فإنها تعرف أن «للطقس أحكامه». لهذا استخدمت هنا أقمشة لا تقل ترفاً تتمتع بالخفة والنعومة مثل الحرير والكتان، وأحياناً الساتان، مع العلم أن هذا الكتان غير عادي. نسجته الدار واختارته خصيصاً لملمسه المريح وخفته، ولتأكدها من قدرته على إنعاش الجسم.
لا يختلف الأمر بالنسبة للحرير. فهو أيضاً ناعم يساعد على تطويعه بأشكال منسابة، إضافة إلى أن حرفييها لم يكتفوا بمزجه بالصوف والكتان، بل ذهبوا إلى درجة إبداع توليفة من التطريزات تتداخل معه لتصبح جزءاً منه، مثل إدخالهم زخرفة fiore di cardo، أو «زهرة الشوك» التي تعتبر رمزاً وشعاراً للدار.
في فساتين السهرة والمساء، أيضاً عادت «لورو بيانا» إلى أرشيفها لتأخذ منه حرير الجورجيت وتستعمله في فستان باسم «فيرن» Fern يتميز بتصميم طويل تطبعه زخرفات ذهبية ناعمة عند الياقة وأطراف الأكمام، واستعملت فيه الدار تقنية مشبك Lunéville استدعى إنجازها 75 ساعة من العمل المحترف.
كُنا قد تحدثنا في خبر الفراء الاصطناعي يعود لعروض الأزياء أعلى نعومة وفخامة - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
أخبار متعلقة :