ذهبت مبكراً لغرض الدراسة وعادت بموكب جنائزي مهيب "صور" - غاية التعليمية

- حالمين / الأمناء / صبري عسكر : لقيت الطفلة سبأ محمد صالح هادي العكيمي البالغة من العمر " 8  سنوات " مصرعها بحادث سير مؤلم وحزين في منطقة "يسري " بمديرية حالمين بمحافظة لحج بعد عودتها من المدرسة الابتدائية التي تبعد عن مكان سكنها بعدة ساعات ,وعلى أثره فارقت الحياة بالحال وسط مشهد مؤثر جداً للحاضرين من أهالي المنطقة وكذا زميلاتها اللواتي كنا برفقتها ..

تفاصيل القصة

كعادتها تقوم " سبأ " مبكراً لتقطع المسافات على الأقدام برفقة زميلاتها والوصول إلى المدرسة بمشقة كبيرة لطلب العلم لا تعرف بأن يوم الاثنين الموافق 16 نوفمبر2015م سيكون يوماً مشؤوماً بالنسبة لوالديها وأقاربها وزميلاتها ,وفيه فاضت روحها البريئة إلى خالقها .

مع عودة الطفلة سبأ من المدرسة الابتدائية هي وجميع زميلاتها مروراً على قارعة الطريق التي تربط المدرسة بمنطقة يسري وصلت أحدى سيارات المنطقة والتي تعود لأحد أفراد قبيلة العكيمي التي تنتسب إليها الطفلة " سبأ " والذي أراد من خلال العودة بالسيارة إلى الطريق الذي كانت سبأ وزميلاتها يسلكنه لتقديم خدمة انسانية اعتاد تقديمها لجميع ابناء القرية من الطلاب والطالبات كل يوم من خلال إيصالهم بسيارته إلى القرية نظراً لبعد المسافة بين القرية والمدرسة ولا يعرف ماذا يخبئ له هذا اليوم المؤلم في حياته ليتفاجئ وفي غمضة عين بأن عجلات السيارة قد دهست تلك الطفلة البريئة التي كانت تتشبث بحقيبتها ودفاترها من ان تسقط من على كتفها النحيل لتقع هي تحت عجلات السيارة في مشهد حزين ومؤلم وقع امام زميلاتها الطالبات اللواتي لم يتحملن ذلك المشهد وأصبن بصدمة لم يستطعن التعبير عن هول الكارثة إلا بالبكاء والصراخ .

لم تصمد سبأ كثيرا نظرا لنحالة جسمها إذ فارقت الحياة على الفور ولم تنجح محاولة الاهالي اسعافها حيث انتقلت إلى جوار ربها تاركةً مآثر وذكريات طفولية رائعة ومؤلمة في نفس الوقت مع أسرتها وزميلاتها ومدرستها التي أعلنت الحداد برحيلها .

وتنتمي الطفلة "سبأ العكيمي" إلى أسرة بسيطة وأب حنون كان يتأهب العودة إلى بلاد الاغتراب خلال الأيام المقبلة بعد إجازة طويلة قضاها مع " سبأ " وبقية إخوانها الصغار تكللت بلحظة تاريخية تعيسة غيرت مسار العائلة والأهالي جميعاً بهذا الموقف الحزين .

الشيخ توفيق العكيمي تحدث لـ الأمناء " عن هذا الحادث المأساوي بالقول : لقد شكل هذا الحادث صدمة ومأساة للجميع في المنطقة لكونه ولأول مرة يحدث مثل هذه الموقف وخاصةً عندما كان الحادث بالقرب من منزلها وامام مرأى ومسمع الجميع الذين هرعوا إلى المكان لإنقاذها وإجراء الاسعافات الأولية لكن الأمل انقطع بوفاة الطفلة في الحال حيث خيم الحزن والأسى على جميع أهالي وسكان مناطق يسري -شرعة ووادي بناء حالمين .

تغمد الله الفقيدة سبأ بواسع الرحمة والمغفرة ونرفع خالص تعازينا ومواساتنا لأقارب وذوي "سبأ" والهمم الصبر والسلوان .