شارل فؤاد المصري يكتب: دعوة المصالحة مع الإخوان.. مخاطرها وتناقضاتها - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. شارل فؤاد المصري يكتب:
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
دعوة المصالحة مع الإخوان.. مخاطرها وتناقضاتها
في ظل التخديات التي تشهدها مصر حاليا، تثار بين الحين والآخر دعوات للمصالحة الوطنية، كان آخرها ما طرحه السياسي اليساري حمدين صباحي، داعيًا النظام المصري إلى فتح حوار مع جماعة الإخوان المسلمين. ورغم أن الدعوة تبدو للوهلة الأولى مُحمَّلة بنوايا نبيلة لتعزيز الوحدة الوطنية، إلا أنها تتناسى حقائق التاريخ والسياق الراهن، وتتجاهل المخاطر الجسيمة التي قد تترتب على مثل هذه الخطوة. فهل المصالحة مع جماعة صنَّفها النظام الحالي “تنظيمًا إرهابيًّا” واقعية؟ وما الذي تخفيه هذه الدعوة من تناقضات؟
لا يمكن فصل دعوة المصالحة عن الإرث الدموي للعلاقة بين الدولة المصرية وجماعة الإخوان الارهابية، خاصة بعد أحداث عام 2013، التي انتهت بإطاحة محمد مرسي (المنتمي للجماعة) وتداعياتها التي شهدت أعمال عنف واسعة، مثل أحداث رابعة العدوية، التي خلَّفت اعداد من القتلى.
هذا التاريخ يجعل فكرة المصالحة أشبه بمحاولة لرتق شرخ هائل بقرار سياسي، دون معالجة جذور الأزمة، مثل مراجعة الجماعة لخطابها الأيديولوجي الذي يتعارض مع مفهوم الدولة المدنية.
يدعو صباحي إلى المصالحة كـ”مخرج من يدالسلطة القوية وعنف المعارضة”، لكنه يغفل أن شرط أي حوار ناجح هو وجود أرضية مشتركة وحدود واضحة. فالإخوان المسلمون، وفق أدبياتهم، لا يعترفون بالدولة المدنية كمبدأ، بل يسعون لأسلمة المجتمع عبر آليات سياسية ودعوية. ومن الناحية العملية، لا يبدو أن قيادات الجماعة في المنفى قد قدَّمت مراجعة فكرية جذرية، بل ما زال خطابها يمتزج بين لغة الضحية والتهديد الضمني بالعودة.
في المقابل، ترفض الدولةمتمثلة في النظام الحالي، الذي جاء عبر انتخابات وعمل علي محاربة الإرهاب متمثلا في الجماعة ، أي تفاوض قد يُفهم كتراجع عن خطابه الأمني الصارم. هنا تصبح الدعوة إلى المصالحة مجرد أمنية سياسية لا تستند إلى واقع القوى أو الرغبات الفعلية للأطراف.
حتى لو افترضنا جدلًا أن النظام قرر فتح حوار مع الإخوان،وهو امر مستبعد حاليا فإن العواقب قد تكون أخطر من المكاسب اولها انه سيُظهر التراجع عن تصنيف الإخوان كـ”إرهابيين” تناقضًا في سياسات الدولة، مما يضعف موقفها أمام أنصارها الذين روجوا لسنوات أن القضاء على الجماعة ضرورة أمنية.
وثانيا سيقوم باستفزاز التحالفات الإقليمية التي تعتمد مصر حاليًّا على دعمهم وخاصة من دول مثل الإمارات والسعودية، التي تُعد الإخوان عدوًّا وجوديًّا لها.و أي تقارب مع الجماعة قد يهدد هذه التحالفات الحيوية.
اما الجانب المهم إثارة الصراع الداخلي الذي قد يُعيد فتح الملف تفجير الانقسامات المجتمعية، خاصة أن شريحة كبيرة من المصريين (بمن فيهم ليبراليون ومسيحيون) يرون في الإخوان تهديدًا لاستقرار البلاد، بعد تجربة حكم مرسي المثيرة للجدل.
في النهاية، تظل دعوة المصالحة مع الإخوان المسلمين في الوقت الراهن وهمًا خطرًا، لا لأن المصالحة مرفوضة مبدئيًّا، بل لأن شروطها غير متوفرة: فالإخوان لم يتخلوا عن مشروعهم الأيديولوجي، والدولة غير مستعدة لتقديم تنازلات او بالاحري لماذا تقدم تنازلات وهي الاقوي والمنتصر في الحرب علي الارهاب وما المبرر لذلك.
الأجدى هو التركيز على بناء دولة تحقق العدالة و تواجه التحديات الداخلية والخارجية وتضمن استقرار الوطن وهو الطريق الوحيد لاستقرار مصر طويل الأمد.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
كُنا قد تحدثنا في خبر شارل فؤاد المصري يكتب: دعوة المصالحة مع الإخوان.. مخاطرها وتناقضاتها - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
أخبار متعلقة :