غاية التعليمية

من أدب الرسائل شفيق الحوت يكتب للشيخ عبدالعزيز التويجري - غاية التعليمية

من أدب الرسائل شفيق الحوت يكتب للشيخ عبدالعزيز التويجري - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. كتاب «رسائل خفت عليها من الضياع»، هو أحد كُتب الشيخ عبدالعزيز التويجري، وقد احتوى على 55 رسالة من العديد من الشخصيات السياسية والأدبية والفكرية والثقافية. وقد اخترت اليوم لقراء هذه الزاوية ما كتبه المناضل الفلسطيني شفيق الحوت، وهو يسطِّر للشيخ التويجري رؤيته الفلسفية للحياة:

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

أستميحك العذر يا سيدي الشيخ، لو قلت لك، إنه لطالما قلقت وخفت في لحظات ضعفٍ إنسانية أمام تحديات هذه الدنيا، وحاولت طمأنة النفس بأننا قد نجد في دار البقاء ما افتقدناه في دار الفناء. غير أني، وأنا تلميذ صغير في مدرستك الرافعة رايةَ السؤال والتساؤل، سرعان ما كُنت أجد نفسي في قلقٍ أشد وخوف أكبر، فهل من المعقول أن نحيا - نحن بشر هذه الدنيا - في عالمٍ فيه كل شيء وردٌ على أي سؤال، إن كان ثمة من وجودٍ لشيء اسمهُ سؤال؟

***

أرجو يا سيدي، لا تُسئ فهمي، ولا تشك في إيماني، فكل اعتقادي أننا لن نكون في تلك الدار نفس من كنّا في هذه الدار، فلكل دارٍ نظامها وقوانينها، و«الإنسان» المؤهل لشروط الحياة فيها. نحن، أهل هذه الدار، محكومون بالهلاك وبالشك والتناقض واللهاث وراء «حقيقة» لن نصل إليها. ستبقى «الحقيقة» خارج إطار وعينا مهما حاولنا، لأن الوصول إليها يُشكل نقلة نوعية، هي في ظني النقلة التي تفصل بين الدارين.

***

ويكتب له في مكانٍ آخر:

سيدي الشيخ...

يكفيك من «الحقيقة» هذه الموهبة الراقية في طرح الأسئلة من حولها، ومحاولة محاصرتها، بإرادةٍ حُرة ترفض الاستسلام لما هو خارج وعي صاحبها، وتُلح على كشفهِ ووضعه في دائرة النور.

كل شيء من حولنا مُحزن، هذا صحيح، ولكن حزن أمثالك من الرجال ينبع من معرفةٍ وثيقة بـ «الفرح». لولا عقلٌ يرفض القيد، وقلبٌ يعبق بالمحبة للخير والحق والجمال، لما كانت سماؤك وأرضك وشموسك حزينة. وقد يبدو الأمر غريباً والمفارقة عجيبة، ولكني أعتقد أن مَنْ لا يعرف الحزن لا يمكن أن يعرف الفرح، فهنيئاً لك سيدي، ولجملك الصابر تحية «الحوت» السابح في بحر فكرك وتساؤلاتك.

***

أمضيت مع هذا الكتاب وقتاً، فتعرَّفت على مكامن أعماق شخصيات ما كان يمكن أن أصل إليها لولا ما سطرتهُ في التراسل مع الشيخ عبدالعزيز التويجري وردوده عليها.

كُنا قد تحدثنا في خبر من أدب الرسائل شفيق الحوت يكتب للشيخ عبدالعزيز التويجري - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

أخبار متعلقة :