ما قل ودل: وجوب اشتراك المقاومة مع المنظمة في تمثيل فلسطين في خطة التعمير بالقمة القادمة (1-2) - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. حاول المرجفون والشامتون الذين يرفضون النصر الحاسم الذي حققه طوفان الأقصى، تنفيذاً لخطته، التي رسمها بدقة ودبر لها بإتقان ونفذها بحماس شديد، حاول هؤلاء أن يبخسوا حق «حماس» في هذا النصر، بتحميلها مسؤولية ما لحق بغزة من دمار وخراب، ومن هذا الكم الهائل من الشهداء والمفقودين والجرحى، وعلى أساس من ظنهم أن إسرائيل ألحقت هزيمة كبرى بـ «حماس»، وهي باعتراف قادتها العسكريين، لم تحقق هدفها الذي أعلنته من القضاء على «حماس» حتى الآن.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
إسرائيل ليست هدفاً
والواقع أن القضاء على دولة إسرائيل، لم يكن هدفاً لطوفان الأقصى، ببضع عشرات من أبطال الطوفان الذين انطلقوا في فجر السابع من أكتوبر للإغارة على فرقة عسكرية إسرائيلية مدججة بأحدث الأسلحة في الحدود، أو ببضعة آلاف من أبطال المقاومة الفلسطينية من تحت الأنفاق، ليلحق المرجفون هزيمة ساحقة بـ «حماس»، في خيالهم المريض الشامت وزعمهم الكاذب، منكرين لكل انتصار حققته ودوى في سمع العالم كله.
ذلك أنه من نافلة القول، والجنون أن يكون هدف هؤلاء الآلاف أو أولئك المئات هو القضاء على إسرائيل وهي القاعدة الاستيطانية والعسكرية في الشرق الأوسط، للاستعمار العالمي الجديد، باعتبارها بوابته إلى الشرق الأوسط والوطن العربي، وسائر دول إفريقيا وآسيا، بما تملك من ثروات، يريد هذا الاستعمار نهبها، وتسخير اقتصادها، لزيادة ثرواته على حساب تخلف هذه الدول، فلم يكن في فكر المقاومة الفلسطينية، بأسلحتها الخفيفة التي خبأتها تحت الأنفاق، أنها قادرة على ما لم تستطع الجيوش العربية تحقيقه خلال السبعة عقود الماضية، وقد أصبحت إسرائيل أمراً واقعاً، كما كانت أميركا ذاتها أمراً واقعاً والقطب الأوحد في العالم، بعد أن طرد الغزاة من الأوروبيين والبريطانيين، سكان أميركا الأصليين، وقد اصطحبوا معهم العبيد من مستعمراتهم في إفريقيا، لاستعمار هذه القارة، كما فعل هؤلاء، فالجينات الوراثية للفكر الاستعماري الأميركي والغربي، هي التي كانت وراء نشأة إسرائيل أصلاً، وإلهام ترامب في خطته بالتهجير وإخلاء غزة من سكانها، كغيرهم من أصحاب الأرض الأصليين في أميركا من الهنود الحمر، ذلك أن القضاء على إسرائيل أصبح سرابا، في ظل الاغتراب العربي وفي ظل النظام الدولي، والهيمنة الاستعمارية الجديدة على العالم وثرواته واقتصاده والخناق المفروض عليه، بالفيتو الاستعماري في مجلس الأمن معززاً بترسانته العسكرية.
وعلى النقيض من ذلك، فقد كان هدف إسرائيل من حرب الإبادة الجماعية لشعب غزة، خطوة على طريق تحقيق حلمها الأبعد وحلمها بإسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وأن تكون هذه الخطوة للقضاء على فلسطين باعتبارها خط الدفاع الأول عن الوطن العربي، والتي لاتزال صامدة حتى الآن وعقبة أمام تحقيق هذا الهدف، بعد أن تهاوت الأنظمة العربية الأخرى في حفرة التطبيع مع الكيان الصهيوني، الواحدة بعد الأخرى، دون شعوبها التي لا تزال تقاوم التطبيع، حتى في مصر التي حررت أرضها باتفاقية السلام، في كامب ديفيد، دون تطبيع، والذي لا يزال الشعب المصري يقاومه حتى الآن.
الرهائن الورقة الأولى والأخيرة
ولم تكن ورقة الرهائن، من جنود فرقة غلاف غزة الإسرائيلية أو من المستوطنين في هذا الغلاف، سوى السلاح الناعم من أسلحة المقاومة، للتفاوض على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين القابعين في السجون الإسرائيلية، وبعضهم مضت عليه عقود من الزمن، وقد لاقى بعضهم حتفه من آثار التعذيب والقهر في هذه السجون.
وقد استطاعت المقاومة، بهذه الورقة التي أصبحت الأخيرة في يدها، أن تجبر العالم كله على احترام المقاومة الفلسطينية، و«حماس» على رأسها، بالأسلوب الراقي، الذي سارت عليه في معاملة هؤلاء الرهائن، أثناء احتجازهم، باعتراف الرهائن الذين سلمتهم المقاومة حتى الآن، وهو اعتراف دوى في سمع العالم، رغم أنف اليمين المتطرف في إسرائيل، الذي يزعم غير هذا، إلى جانب الأسلوب الإعلامي الراقي في تسليم هؤلاء الرهائن سواء في وقف الحرب سنة 2024، أو في وقف الحرب الآن، وهو جزء من الحرب النفسية التي مارستها «حماس» والتي اكتسبت به مزيداً من شرعية المقاومة وتأييد العالم للقضية.
القضية الفلسطينية درس لإسرائيل والعالم
وقد نشر فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالمنعم فؤاد مقالاً في مجلة الأزهر في عددها الصادر بتاريخ 22/2/2025 تحت عنوان «الجانب الأخلاقي في معاملة الأسرى بين الصهيونية والإسلام» كتب فيه أن ما شهده العالم من صور تبادل الإفراج عن الأسرى على الشاشة، أماط اللثام عن فوارق أخلاقية وإنسانية واضحة وجلية بين الطرفين أذهلت العالم من شرقه إلى غربه... وكأن أسراهم في رحلات ترفيهية لا في سراديب تحت الأرض... وتلويحات الوداع، وتبادل التحايا بينهم وبين مقاتلي المقاومة... والأسيرة «ماياريجيف» التي ودعت المقاتلين بقولها: شكراً... وقد شهد العالم على الترند مشاهد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم... وقد تحولوا إلى هياكل عظيمة، وبعضهم فقد بعض أطرافه».
ويضيف في مقاله القيم، رداً على من يصفون دين الإسلام بالعنف والإرهاب، أن هذه المشاهد لتبادل تسليم الأسرى خير دليل على أن الإسلام دين الرحمة لا القسوة، وقد كانت هي العنوان الأكبر لهذه الرحمة في قوله سبحانه «وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين» (الأنبياء: 107).
ويستشهد الفقيه في ذلك بالآيات الكريمة التالية:
«إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (5) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا (6) يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا (7) وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) (الإنسان: 5-9)
وقال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» (الأنفال: 70)
وللمزيد حول أسفار اليهود في قتل وتعذيب الآخر يرجع في ذلك إلى هذا المقال القيم، معتذرين لفضيلته عن هذا الاجتزاء.
انتصارات «طوفان الأقصى»
إن النصر الذي حققه شباب المقاومة الفلسطينية الباسلة، بكل فصائلها وأطيافها وألوانها في طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر سنة 2023 لا يخطئه سمع وبصر وفؤاد شعوب العالم أجمع، رغم الإعلام الصهيوني المرجف، سواء في إسرائيل أو في بعض البلاد العربية، ومن هذه المكاسب التي حققتها المقاومة خلال هذه الفترة القصيرة من عمر النضال العربي.
أولاً: إيقاظ العالم على عدالة القضية الفلسطينية من سبات ونوم عميق في دهاليز الأمم المتحدة ومجلس الأمن والفيتو الذي استخدمته أميركا في حماية إسرائيل منذ انشائها عشرات المرات، لتستمر في انتهاك القانون الدولي واتفاقيات جنيف، وخرق ميثاق الأمم المتحدة.
ثانياً: النصر الذي حققه طوفان الأقصى في إذكاء الروح الفلسطينية في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، وبعث الأمل في قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس في اطار حل الدولتين، والذي أجمعت عليه الأمم المتحدة في قرارها بالاعتراف بفلسطين دولة عضوا بالأمم المتحدة كاملة العضوية.
ثالثاً: فضح أسطورة الجيش الذي لا يقهر، بعد أن نسيت الأجيال المتعاقبة في الوطن العربي وفي إسرائيل هذه الأسطورة التي حطمها العرب في حرب أكتوبر 1973 عندما توحدت كلمتهم في هذه الحرب واستخدموا سلاح النفط.
رابعاً: كشف وجه أميركا القبيح، التي تقود بقبحها الاستعمار الإمبريالي الجديد وعاصمته واشنطن، وقاعدته العسكرية الاستيطانية الدائمة في الشرق الأوسط وهي إسرائيل بوابة الاستعمار الجديد إلى إفريقيا وآسيا اللتين تحويان كنوز الكون من ذهب ومعادن ثمينة وثروات طبيعية.
خامساً: طوفان الأقصى هو الذي استطاع بورقة الرهائن أن يحقق الإفراج عن اسرى احرار النضال الفلسطيني ومنهم من قضى في سجون الاحتلال عشرات السنوات، وفاء لحق هذه الأجيال، الذين ضحوا بشبابهم من اجل القضية الفلسطينية والأرض الفلسطينية.
سادساً: وطوفان الاقصى هو الذي رفع الغطاء عن الاغتراب العربي، عن واقعه الأليم في الاغتراب عن دينه وعقيدته وثقافته وتاريخه وأمجاده، وعن الذات الفلسطينية التي ترفضه وترفض التهديد والتطبيع الصهيوني.
سابعاً: وقد رسخ الأقصى بهذا النصر، وبمؤازرة الشعب الفلسطيني له في صموده وصلابته على صرح الشهادة والفداء، انه لا حياة بغير كرامة، ولهذا أصبح شعب غزة الصامد كله حماساً ومقاومة.
كُنا قد تحدثنا في خبر ما قل ودل: وجوب اشتراك المقاومة مع المنظمة في تمثيل فلسطين في خطة التعمير بالقمة القادمة (1-2) - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
أخبار متعلقة :