غاية التعليمية

كيف بُني مبنى إمباير ستيت في وقت قياسي؟ - غاية التعليمية

كيف بُني مبنى إمباير ستيت في وقت قياسي؟ - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. اكتمل بناء المَعْلم المدهش، المكوّن من 102 طابق على طراز آرت ديكو في عام و45 يومًا. تتضمن القائمة القصيرة لأشهر الأبنية في العالم مبنى إمباير ستيت، ويجذب المبنى نحو 2,5 مليون زائر سنويًا، وما زال المبنى المؤسس على الطراز المعماري المسمى آرت ديكو، تحفة معمارية منذ إنشائه في مدينة نيويورك في عشرينيات القرن الماضي وحتى الآن.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

بلغ ارتفاع مبنى إمباير ستيت 1250 قدم عند اكتماله عام 1931، قبل أن يمتد إلى 1454 قدم مع إضافة هوائي ألفورد عام 1965، وكان أطول ناطحة سحاب في العالم حتى أقيمت أبراج مركز التجارة العالمي في أوائل السبعينيات.

لم يكن الارتفاع المذهل فقط هو الأمر المميز بشأن إمباير ستيت، بل سرعة البناء، إذ ارتفع المبنى من قطعة أرض ترابية إلى عنان السماء في وقت مذهل، خلال عام واحد و45 يومًا فقط.

بدأت قصة المبنى بشراكة بين اثنين من شخصيات نيويورك البارزة. كان جون جي راسكوب يشغل منصب المدير المالي لشركة دوبونت وجنرال موتورز، عندما اختير لرئاسة اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي عام 1928.

بعد فوز هربرت هوفر بالرئاسة، انتقل سميث وراسكوب إلى النمو العقاري الذي كان يدفع مدينة نيويورك إلى آفاق جديدة. وضعوا أنظارهم على عقار بين شارعي 33 و34 بين الجادة الخامسة والسادسة، كان يضم آنذاك أحد أفخم الفنادق في المدينة.

«لقد علموا أن فندق والدورف أستوريا يمر بأوقات عصيبة، لأن الحانات السرية ازدهرت ولم يتمكن الفندق من بيع الخمور خلال الحظر لأنهم كانوا على مرأى من العامة، لذلك كانوا يخسرون الأموال».

شكل الثنائي شركة (Empire State Corporation) في منتصف عام 1929، وتولى سميث الرئاسة إذ كان معروفًا بمهاراته الترويجية وتأثيره، واشتروا قطعة أرض بمساحة 197.5 × 425 قدم مقابل 16 مليون دولار.

وظفت الشركة المهندسين المعماريين ريتشموند شريف وويليام لامب، وانضم إليهما لاحقًا آرثر لوميس هارمون، لتصميم المبنى الذي كان في الأصل مزمعًا أن يتألف من 65 طابقًا. أراد راسكوب وسميث أن يكون المبنى أطول، ما دفعهما لإعادة تخيل التصميم ليصلوا إلى 80 طابقًا بارتفاع 1000 قدم .

إضافةً إلى ذلك، اقترح المالكان مدة زمنية محددة لإنجاز المبنى، ما كوّن تحديًا آخر. بفضل قوانين المدينة التي حددت 1 مايو و1 أكتوبر من كل عام لبدء عقود الإيجار التجارية الجديدة، أراد سميث وراسكوب افتتاح المبنى بحلول 1 مايو 1931، تاركين للفريق 21 شهرًا فقط بين الرسومات المعمارية الأولى والنتيجة النهائية المكتملة.

نظرًا إلى ضيق الوقت، شرع لامب وشريف في تصميم هيكل من شأنه تحقيق أكبر قدر ممكن من المساحات المكتبية عالية الجودة. قرروا تصميم نواة مركزية تحتوي توزيعًا عموديًا يتألف من المصاعد الكهربائية والسباكة والمزالق البريدية، مُحاطة بمبنى مكون من مساحات متاحة للإيجار بعرض 28 قدمًا.

تُختار واجهة المبنى وفق الوقت وقيود التكلفة. يُعد الحجر الجيري متينًا وسهل القطع وغير مكلف نسبيًا. كان من المُتاح أن تضيف الواجهة المبطنة بقضبان فولاذية مطلية بالكروم والنيكل تنوعًا شكليًا بدلًا من الزخارف الفاخرة، مع إتاحة مساحة لتراجع ممتد يشبه الدرج، فوق القاعدة المكونة من خمسة طوابق. بوسع المصممين إنشاء برج شاهق الارتفاع يلتزم بمتطلبات التقسيم ويلبي رغبة راسكوب في تصميم مبنى يشبه قلم الرصاص.

إضافةً إلى الجدول الزمني المتسارع، كان على المهندسين المعماريين التعامل مع مالكي المبنى. بعد أن علم الملَّاك أن مبنى كرايسلر قيد الإنشاء سيُضاف إليه برج لزيادة ارتفاع المبنى إلى 1048، دفع هذا سميث وراسكوب إلى إعادة شريف ولامب وهارمون إلى لوح الرسم، ما أدى إلى بناء ملاحق إضافية من خمس طوابق، فازداد عدد طوابق مبنى إمباير ستيت إلى 85 طابقًا وطوله إلى 1250 قدمًا.

لم يكن هذا كافيًا لملَّاك المبنى، إذ قرروا وضع سارية قابلة للتحكم فوق المبنى ما يزيد الارتفاع إلى 1450 قدم.

في الوقت ذاته، كان هدم الممتلكات الموجودة في قطعة الأرض جاريًا حتى خريف 1929 ما مثل مصدرًا للإزعاج. «بُني والدورف أفضل مما توقعنا، فجدرانه سميكة واستغرقت وقتًا أطول لهدمها، وكلفت أموالًا فاقت التوقعات، وشكلت الأنقاض وما يجب فعله بها إشكالية».

ظهرت مشكلات جديدة، عندما بدأ فريق الحفر حفرةً بعمق 40 قدمًا في يناير 1930. كانت مانهاتن مليئة بالمسارات تحت الأرض وصادفوا واحدة، فأنشؤوا سدًا لكنهم أدركوا أن السد لن يصمد، لذلك كان عليهم أن يسقفوها.

وُضعت الأعمدة الفولاذية البالغ عددها 210 في القاعدة الأساس لأول مرة في 17 مارس 1930، وهو خط تجميع فعال يحافظ على الحجر الجيري والخشب والرخام والأسمنت والطين التي تحولها الشاحنات إلى الموقع.

وُضعت أكواد على الفولاذ تشير إلى أي رافعة ستقوم بالرفع الثقيل، ما يتيح تكديس بمعدل يصل إلى 4 طوابق ونصف كل أسبوع. أما باقي المواد فكانت تُرفع من منطقة المرسى وتُحمل على عربات السكك الحديدية المشغلة يدويًا، التي تنطلق عبر المسارات المثبتة في كل طابق.

مع وجود ما لا يقل عن 3000 رجل يعملون على المبنى في ذروة الإنتاج، غالبًا ما كانت تجتمع حشود على الرصيف تحدق في العمال الذين يمشون على رؤوس أصابعهم عبر العوارض أو بين فرق تثبيت المسامير، يقذفون المسامير الحمراء لبعضهم عبر الطوابق.

«كانت فرق تثبيت المسامير الأربعة وحدة حقيقية، وإذا كان أحدهم مريضًا يوًما ما ولم يحضر إلى العمل، فلن يذهب أحد من هذا الفريق المكون من أربعة أفراد إلى العمل، كان تنسيقهم نوعي لدرجة أنه لا يمكنهم الحصول على بديل يملأ الفراغ لديهم».

أُنهيت الأقسام الرئيسية للبناء بصورة مدهشة، متضمنةً الإطار الفولاذي والأرضيات الخرسانية والبناء الخارجي، قبل عدة أسابيع من الموعد المحدد. مهّد ذلك للتركيب السريع للسباكة والأسلاك، ثم مهام الأرضيات والتلبيس والطلاء والزينة.

استخدم سميث نفوذه السياسي جيدًا، إذ ضغط بنجاح من أجل تغييرين رئيسيين في قوانين البناء في مدينة نيويورك. أولهما زيادة حمل الصلب من 16000 إلى 18000 رطل لكل بوصة مربعة، ما وفر الوقت والمال عندما تعلق الأمر بشراء المواد وتركيبها. الثاني هو زيادة سرعة المصعد من 700 إلى 1200 قدم في الدقيقة، ما سمح لركاب المبنى بالوصول إلى الطابق 80 في أقل من 60 ثانية.

تمكن سميث من إقناع البحرية الأمريكية بالبحث في جدوى سارية إرساء مناطيده، لكنه تراجع عن تنفيذها بعد محاولتين ضعيفتين لرسو منطاد على السارية. بدلًا من ذلك، أصبحت منطقة مرصد الطابق 86 المخصصة لشراء التذاكر «أعلى غرفة شاي ونافورة صودا في العالم»، في حين أصبحت محطة التحميل المخطط لها في الطابق 102 منصة مراقبة ثانية.

انتهى إنشاء مبنى إمباير ستيت قبل بضعة أسابيع من الوقت المحدد، وأقيمت احتفالية الافتتاح في 1 مايو 1931.

«عند افتتاح المبنى، لم يتمكن الملاك سوى من تأجير القليل من الطوابق الأرضية، كان لديهم نادي غداء في الطابق 25، لذلك كان لديهم خدمة مصعد منتظمة تعمل من الطابق الأول إلى 25. لكن لم تكن هناك مكاتب مستأجرة بين الطابقين 26 و80، لذلك أنشؤوا خدمة سريعة إلى الطابق الثمانين لخدمة زوار سطح المراقبة».

«أضيئت الإنارة في المكاتب الفارغة لإيهام الناس أن المبنى كان مشغولًا لكن لم يخدع هذا أحد، وسُمي المبنى: «مبنى ستيت الفارغ»، نعم، كان الوضع سيئًا إلى هذا الحد».

في حين كانت السرعة هي اسم اللعبة عندما تعلق الأمر برفع هذا الهيكل العظيم، كان على المالكين انتظار طفرة ما بعد الحرب بصبر لتحقيق النجاح التجاري. في غضون ذلك، اكتفوا بالثناء واسع النطاق للمجتمع المعماري، إذ وقف مبنى إمباير ستيت في النهاية رمزًا فريدًا لأفق متطور.

اقرأ أيضًا:

لم يكن البركان الكارثة الوحيدة التي دمرت بومبي!

في إنجاز هندسي فريد، ناطحة سحاب خشبية!

ترجمة: أميمة الهلو

تدقيق: أكرم محيي الدين

مراجعة: ميرڤت الضاهر

المصدر

كُنا قد تحدثنا في خبر كيف بُني مبنى إمباير ستيت في وقت قياسي؟ - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

أخبار متعلقة :