الإمارات تكرم العمل الجمعوي بالمغرب .. وحاكم دبي يشجع "صناعة الأمل" - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. تفوّق مغربيٌّ آخر بصم الحفل الختامي للنسخة الخامسة من مبادرة “صناع الأمل”، الذي أقيم اليوم الأحد بمدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة، بعد أن وصل فاعلان جمعويان مغربيان إلى الدور النهائي لهذه المبادرة، قبل أن يؤول اللقب إلى أحدهما: أحمد زينون رئيس جمعية “صوت القمر” بمدينة فاس.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
ووصلت إلى الدور النهائي لهذه المبادرة، بالإضافة إلى زينون، كل من الحاجة خديجة القرطي، رئيسة جمعيات “جنات” لرعاية النساء المريضات بالسرطان، والمصرية سمر نديم، مؤسِّسة “دار زهرة مصر” الخاصة برعاية النساء بدون مأوى، ليظفر كل واحد منهم بمليون درهم إماراتي، مع نيْل المرشح الأول لقب “صانع الأمل” لسنة 2025.
وتميزّ الحفل بالحضور الشخصي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، الذي هنّأ بالمناسبة المرشحين الثلاثة على المجهودات التي ظلوا يقومون بها في دعم مجموعة من الفئات بالمجتمع العربي خلال السنوات الماضية، وعلى ما بذلوه من مجهودات في “صناعة الأمل”.
هذه الصناعة، وفق محمد بن راشد، هي “الترجمة الأسمى لمعنى الإنسانية ونبل القيم، وغرس الخير بصمت هو جوهر الحضارة الحقيقية التي ينشدها البشر”، مؤكدا أن “نشر اليأس هو أكبر تحد تواجهه شعوبنا العربية، ولا بد من الاستمرار في صناعة الأمل والتفاؤل والإيجابية في الأجيال الجديدة”.
واعتبر حاكم دبي أن هذه المبادرة “تبث روح المنافسة بين أبناء الوطن العربي من أجل تقديم مشروعات إنسانية فريدة تعود بالخير على مجتمعاتهم، كما أنها تعتبر تشجيعا لأصحاب المبادرات المجتمعية والتطوعية في الوطن العربي على إحداث التغيير الإيجابي ومكافحة اليأس والسلبية”.
من فاس إلى دبي
في كلمات مؤثرة له بعد استلامه جائزة “صانع الأمل” لسنة 2025، قال أحمد زينون، متحدثا عن الفئة التي يسعى لدعمها على الدوام: “لم أكن أتخيل أن هناك أفرادا يعيشون في الظلام ويعانون من الحساسية خلال تماسّهم مع أشعة الضوء، هؤلاء الأطفال، بالتحديد، لا يسمع أحد صوتهم، ولذلك أخذت على عاتقي الدفاع عنهم بكل ما أوتيت من قوة”.
وتابع قائلا: “هناك أطفال منهم يحلمون بالتوفر على وسائل وقاية لمدة قد تصل إلى أربع سنوات إلى أن تسوء حالتهم. كما أن منهم من يجدون أنفسهم أمام موجة من خطاب التنمر تجاه الأقنعة الواقية التي يرتدونها بشكل دقيق”، مبرزا أن “نظرة المجتمع لهذه الفئة تكون عادة متمثلة في الاستغراب أو الخوف من ملامحهم التي تتأثر بأشعة الشمس”.
وأضاف “منذ سنة 2019 وأنا أحاول توفير وسائل الحماية لهؤلاء، التي تكون ذات تكاليف عالية. كما أهدف إلى إخراجهم من الظلمات إلى النور، باعتبارهم محرومين من نعمة الاستمتاع بالضوء؛ ولذلك أسعى موازاة مع ذلك إلى التعريف بهذه الفئة المجتمعية”.
وفي حديثٍ مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أكد رئيس جمعية “صوت القمر” أن “الطموح صار كبيرا بعد هذا الفوز، إذ أن المُراد اليوم هو بناء مركز خاص بأطفال القمر بالمغرب من أجل مساعدتهم على التداوي والعلاج”، مشيرا إلى أنه “خلال الفترات الأخيرة صارت جمعيات بدول أخرى تنسّق معنا طلبا للمعرفة والتجربة التي راكمناها”.
التضامن بلمسة مغربية
ومن القصص التي برزت كذلك خلال النسخة الخامسة من المبادرة ذاتها تلك التي تخص الحاجة خديجة القرطي، رئيسة جمعية “جنات”، التي تفتح أبوابها لإيواء المصابات بالسرطان بالمغرب، والتي اعتبرت أن الدافع الرئيسي وراء تجربتها هو وفاة زوجها بعد إصابته بالمرض ذاته.
الحاجة خديجة، وهي تُمسك بعكازها، أردفت قائلة: “إحدى الحالات التي استقبلناها، والتي تبعث على الأمل، هي إحدى الشابات التي كانت تفكر في الانتحار قبل أن تعدل عن فكرتها بعدما تعرفت على المستفيدات من الجمعية، اللواتي كنّ يكبرنها في العمر، بمعنى أنها أحسّت بوجود أمل في تماثلها للشفاء”.
وتابعت قائلة: “أنا فتحت بابا واحدا وربي فتح أبوابا كثيرة؛ فالحمد لله نستقبل تقريبا 30 مريضة في اليوم الواحد، ونتكفل بتنقلهن ومبيتهن ومأكلهن ومشربهن من أجل متابعة العلاج، والحمد لله كذلك الذي هدانا لهذا”، قبل أن تتوجّه بالشكر البليغ إلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، واعدة بـ”المزيد من المجهودات على مستوى جمعية جنات التي ظلت تشتغل على هذا الموضوع منذ سنة 2007”.
وظهرت العناية بالعنصر النسوي كذلك خلال الحفل النهائي لمبادرة “صناع الأمل” في تجربة المصرية سمر نديم المهتمة برعاية النساء اللواتي لا يتوفرن على سكن، أو اللواتي طردتهن عائلاتهن. وقالت سمر نديم في كلمتها: “أسسنا “دار زهرة مصر” من أجل احتضان النساء اللواتي أرهقهُنّ الجحود، وأنقذنا أكثر من 100 سيدة من الشارع، وأعدنا بعضهن إلى أهلهن”.
ودعت نديم المجتمعات العربية والمسلمة إلى “اتقاء الله في النساء، عملا بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة”، موضحة أن “الاعتناء بالنساء والفئات السنية الكبرى بشكل خاص يبقى غير هيّن، على اعتبار أنه يحتاج إلى تعامل من نوع خاص”.
ولم تحضر اللمسة المغربية فقط في المشاركة في هذه المبادرة، بل ظهرت كذلك في تنشيط الحفل، الذي تكفّل به بداية المغني “ريدوان”، إلى جانب مغنين آخرين، كحمود الخضر ووليد الشامي وبلقيس، فضلا عن عمر عبد اللات، فيما تكفل بتنشيط فقرات الحفل أسمهان النقبي والإعلامي نيشان.
ولم تغب الزغاريد، على الطريقة المغربية، عن الحفل، الذي تابعه الملايين بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ رافقت وصولَ كل من أحمد زينون والحاجة خديجة القرطي إلى الأدوار النهائية وفوزهما بالمراتب الأولى، وهما يعتبران من الوجوه المغربية التي سبق لها الوصول إلى هذه الأدوار، وكان آخرها أمين إمنير في السنة الماضية.
المناسبة ذاتها كانت شرطا كذلك للعودة بالفيديو إلى بعض الفاعلين الذين فازوا سابقا بمبادرة “صناع الأمل”، بغرض التعرّف على ما إن كانوا مستمرين في “صناعة الأمل وتطوير مشاريعهم ذات النفحة الخيرية والجمعوية”، والتي تخص فئات مجتمعية بعينها، ليتبين بذلك، وفق المنظمين، استمرار دينامية التضامن لدى هؤلاء.
أرقام ودلالات
تم إطلاق مبادرة “صُنّاع الأمل” سنة 2017 من قبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تحت مظلة مؤسسته “المبادرات العالمية”، التي تهدف، حسب منظميها، إلى “الاحتفاء بأصحاب العطاء في الوطن العربي، عبر تكريم مبادراتهم ومشاريعهم وبرامجهم وحملاتهم الإنسانية والخيرية والمجتمعية، التي يسعون من خلالها إلى الارتقاء بمجتمعاتهم”.
وتحمل هذه المبادرة بين طياتها، وفق المصدر نفسه، رسائل استراتيجية، من بينها “تشجيع الشباب والمواطنين العرب على الانخراط في صناعة الأمل والتغيير الإيجابي ومكافحة اليأس والسلبية، وأخذ زمام المبادرة لتغيير واقعهم وتحقيق أحلامهم وبناء المستقبل الذي يتطلّعون إليه”، فضلا عن “المساهمة في خلق نماذج إيجابية ملهِمة من الشباب يكونون أمثلة تحتذى لغيرهم في العمل من أجل التغيير البنّاء وتطوير مجتمعاتهم”.
وبلغة الأرقام، شارك أكثر من 300 ألف في مبادرة “صناع الأمل” منذ إطلاقها، 65 ألفا منهم شاركوا في الدورة الأولى، و87 ألفا في الدورة الثانية، في حين استقبلت الدورة الثالثة 92 ألفا، والدورة الرابعة 54 ألفا. أما الدورة الخامسة فتمكنت من حصد أكثر من 26 ألف طلب ترشيح بعد أقل من شهرين على إطلاقها.
كُنا قد تحدثنا في خبر الإمارات تكرم العمل الجمعوي بالمغرب .. وحاكم دبي يشجع "صناعة الأمل" - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
أخبار متعلقة :