غاية التعليمية

"لهطة الجْلاَلة" - غاية التعليمية

"لهطة الجْلاَلة" - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. الماء الأبيض في العين مرض يصيب المتقدمين في السن فوق الستين في الغالب، وقد يصيب الشباب في حالات نادرة. ويعني نشوء غشاوة داخل العدسة الطبيعية للعين، تعتم الرؤية وتنقص من شفافيتها (العدسة) وتخلق ضعفا مطّردا في قوة الإبصار.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

والعلاج الوحيد هو إزالة العدسة المريضة واستبدالها بعدسة اصطناعية عن طريق الجراحة. هذه الجراحة التي تطورت من تدخل كلاسيكي بِجرْح العين، إلى أشكال جديدة أسهل وأسرع وأكثر أمانا مثل الليزر والفاكو وغيره.

أخيرا ظهرت فضيحة تخص عمليات وهمية لإزالة المياه البيضاء مرتبطة بالطب المتنقل في البوادي والمناطق النائية في مبادرة إنسانية محمودة “نظريا”، لأن الفقراء غير قادرين على أداء ثمن العملية المكلف، الذي يتجاوز 8000 درهم في المصحات الخاصة ونصف هذا المبلغ تقريبا في المستشفيات العمومية. ثم ظهر أن الكثير من هذه العمليات لا يحدث على أرض الواقع، بينما يتم تحصيل تعويض عنه. تعويض للجمعيات أو الأطباء، قد يكون رمزيا لكن “نقطة بنقطة كايحمل الواد”.

وبهذه المناسبة أنقل لكم جانبا آخر من هذه “اللهطة” التي ارتبطت بمرض الماء الأزرق أو الجلالة يخص تجربتي الشخصية، لأني اضطررت منذ أيام قليلة إلى إجراء هذه العملية قبل أن يستفحل سمك “الجلالة” فيستحيل علاجها بعد ذلك.

أول ملاحظة تخص عدد المرشحين لعملية إزالة “الجلالة”، لأني لم أكتف بطبيب واحد وإنما زرت ثلاثة أطباء، اثنان منهم طلبوا مني صراحة أن أقوم بالعملية في المصحات التي يتعاونون معها، أما الثالث فقد شخص المرض وأعطاني قياسات جديدة للنظارات دون إغفال الإشارة إلى تكوّن الماء الأبيض ولم يقترح عليّ أي شيء. ولهذا السبب فضلته على الآخرَيْن.

وقد لاحظت أن الكثير من المسنين مثلي طلبوا إجراء هذه العملية، عند الأطباء الثلاثة، وهذا يبين حجم انتشار هذا المرض بين المسنين، وسيتأكد لي ذلك يوم العملية، حيث كنا أزيد من أحد عشر مسنا ومسنة وشابة واحدة أجروا هذه العملية إلى حدود الواحدة بعد الظهر (وقت مغادرتي للمصحة)

العملية سهلة وسريعة، لا تتجاوز 10 دقائق، بتخدير موضعي، وفي اعتقادي أنها أكثر العمليات ربحا نسبة إلى المجهود المبذول والزمن المستهلَك. وهذا هو الذي يجعلها تسيل لعاب الأطباء والمصحات. وحينما نأتي إلى تكاليف العملية فإننا نجد أن التغطية الصحية (الكنوبس مثلا) تساهم بمبلغ 5850 درهما، وعلى المريض المساهمة بمبلغ 650 درهما. لكن الطبيب يطلب منك أداء 2000 درهم غير قابلة للتعويض من طرف الجهاز التعاضدي، بمعنى أنك تؤدي 2650 من جيبك، وعلى الله العوض.

في هذه الحالة، أين نصنف 2000 درهم؟ نصنفها فيما يسمى “النوار” أو التحايل على المريض؟ لماذا لا تساهم التعاضدية بمبلغ 7850 درهما، على أساس أنها تحدد تدخل المريض بمبلغ 650 درهما فقط؟ لماذا لا تقبل تعويض الألفي درهم بملف مستقل خاص بالطبيب بعيدا عن المصحة؟

نعود إلى ما بدأنا به الحديث، وهو أن جشعا واسعا متنوعا استقر في واقعنا الصحي، اسمه “الجلالة” لا أراكم الله ضررا في أبصاركم. وجنّبكم هذه “اللهطة” التي لا تخص هذا المرض وحده بل كل الأمراض “الوطنية”.

كُنا قد تحدثنا في خبر "لهطة الجْلاَلة" - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

أخبار متعلقة :