الفاتيكان: الوضع الصحي للبابا فرنسيس لا يزال «حرجاً» - غاية التعليمية
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
غاية التعليمية يكتُب.. بعد 3 سنوات من الحرب الروسية - الأوكرانية: انقلاب أميركي كامل في الموقف منها واحتمالات الحل مساوية لمواصلتها
قبل 3 سنوات، لم يكن أحد يتصور إمكانية اندلاع حرب طاحنة في أوروبا تعيد التذكير بتاريخ صراعات دولها، التي حصدت خلال حربين عالميتين أرواح الملايين، ودمرت العمران في غالبية مدنها الرئيسية. لكن الحرب الأوكرانية - الروسية، ذكّرت الجميع بأن الحروب الدموية ومساعي البعض لإظهار القوة أو استعادة أمجاد سابقة، لا تزال ممكنة.
وعلى مدى ثلاث سنوات دامية، لقي مئات الآلاف من الروس والأوكرانيين حتفهم في القتال، وأصيب كثيرون آخرون، ونزح ملايين الأوكرانيين وتحولت مدن بأكملها إلى خراب أو قُطِّعت أوصالها بفعل الخنادق، في تذكير صادم بالحرب العالمية الأولى.
انقلاب الموقف الأميركي
اليوم، وفي الذكرى السنوية الثالثة لهذه الحرب، انقلبت المواقف منها رأساً على عقب. الولايات المتحدة غيرت اصطفافها، أوروبا خارج المداولات، أوكرانيا تبحث عن خيارات أحلاها مر، ورعاة الوساطة وموقعها تبدل من هلسنكي إلى الرياض. فالرئيس الأميركي ترمب الذي وعد بإنهاء الحرب بدأ في التواصل مع موسكو وأرسل مفاوضيه للقاء الروس.
ومن الناحية النظرية، يرجح أن تؤدي المحادثات إلى حسم الصراع هذا العام. لكن عملياً لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى أن هذا الأمر قد يتحقق. فأوكرانيا خارج المفاوضات عملياً وسط تصاعد غير مسبوق في الهجمات السياسية والشخصية مع واشنطن. والأوروبيون يشعرون بالغضب والخذلان عن «التنازلات المسبقة» التي قدمها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حتى من قبل أن تبدأ المفاوضات، من دون أن يقدم أي شيء في المقابل. لا بل جدد تمسكه بمطالبه التي رفعها منذ اليوم الأول لـ«عمليته العسكرية الخاصة»؛ نزع سلاح أوكرانيا وإخضاعها و«هزيمة النازيين الجدد» فيها، ومنع انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي.
ترمب متمسك برؤيته
ومع تمسك ترمب برؤيته لحل الصراع من دون «الضمانات» التي تطالب بها أوكرانيا، خصوصاً في المجال الأمني لمستقبلها، فقد تؤدي النتيجة إلى اكتشافه تعقيدات هذا الصراع بالفعل، ما قد يمنع على الأقل توقع الحلول السريعة، أو يؤدي في نهاية المطاف إلى انسحابه من المفاوضات، سواء أراد استئناف دعم كييف، رداً على تمسك بوتين بمطالبه أو اختار «الحياد» الذي قد يخدم ولو بشكل غير مباشر موسكو.
ويرى البعض أن كييف، ورغم إدراكها أهمية الدعم الأميركي، لكنها لا تستطيع تحمل فكرة الهزيمة بعد كل التضحيات التي قدمتها. وفي حال تمسك ترمب برؤيته في فرض الحل، فقد تجد نفسها مضطرة إلى مواصلة القتال. كما أن الأوروبيين مقتنعون بأن موسكو لن تتوقف عن محاولاتها إخضاع، ليس أوكرانيا فقط، بل وإعادة تغيير التوازن في القارة بمجملها، وبأن بوتين سيستمر في محاولة الاستيلاء على أو تدمير أكبر قدر ممكن من أوكرانيا قبل أي اتفاق سلام، ويشيرون إلى حشد القوات الروسية في بيلاروسيا، على أنها دليل عن استعداده لتهديد دول أوروبية أخرى.
ركود الجبهات
لكن في الواقع، كانت الحرب في أوكرانيا قد وصلت إلى حالة ركود واضحة، منذ ما قبل التغيير الذي طرأ على المشهد الدولي، بعد عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السلطة. ورغم أن الولايات المتحدة اصطفت في البداية مع حلفائها الأوروبيين ضد روسيا، لكن سلوكهم معاً لم يكن يوحي باستعدادهم لحسم الحرب سريعاً لمصلحة أوكرانيا. وبدلاً من ذلك، ظهر جلياً أن إطالة أمد الحرب كانت تهدف إلى استنزاف طويل لروسيا، من دون السماح لأوكرانيا بالتحول إلى لاعب قوي على الملعب الأوروبي، في ظل مقاربات وتحفظات، لطالما عبّر عنها الأوروبيون عن الدور الذي يمكن أن تلعبه كييف. وهو ما ترجم في التدرج والتردد و«التقطير» في توفير الأسلحة الأميركية والغربية أو في السماح باستخدامها. ومع استمرار روسيا في الاستيلاء على أراضٍ أوكرانية ولو بوتيرة بطيئة ومكلفة بشرياً واقتصادياً لم يعد بالإمكان تحملها، مقابل صمود أوكرانيا المكلف هو أيضاً، فقد حققت الدولتان التكافؤ فقط في توجيه ضرباتهما بعيدة المدى، ونجحتا في التحول إلى دولتين معبئتين حربياً بالكامل.
تغير طبيعة الصراع الدولي
لكن وبغض النظر عن نتيجة المفاوضات، فقد غيّرت الحرب في أوكرانيا بالفعل طبيعة الصراع في جميع أنحاء العالم، فيما الموقف الجديد للولايات المتحدة منها يطرح تحديات أكثر جذرية، في ظل نظرته تجاه الصراعات الدولية وأولوياته لتحقيق شعار «أميركا أولاً» وتحقيق «السلام من خلال القوة».
يختصر ترمب مبررات موقفه من الحرب في أوكرانيا بنقاط عدة. يقول إن واشنطن قدمت أكثر من 300 مليار دولار من المساعدات لها. لكن ما حققته من استفادة لا يتناسب مع هذا الإنفاق، وجاء على حساب دافعي الضرائب الأميركيين. ومع رفعه شعار خفض الإنفاق وإعادة ترشيق الإدارة الفيدرالية، وتعويضاً عن تلك المساعدات، يسعى إلى الحصول على اتفاق لاستغلال المعادن الثمينة مقابل الأسلحة والمساعدات الأخرى التي تلقتها كييف. وبدا أن المفاوضات التي بدأها وزير خزانته، ويواصلها مبعوثه الخاص، كيث كيلوغ، والضغوط التي يمارسها، قد تؤدي إلى خضوعها وتوقيع اتفاق قريب يرضي ترمب أولاً.
المساعدات الأميركية
لكن أرقامه لا تتطابق مع تقرير المفتش العام في وزارة الدفاع الأميركية، الذي كشف عن أن إجمالي المساعدات المالية التي خصصها الكونغرس لأوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية قبل 3 سنوات، وصل إلى 183 مليار دولار، قدمتها وكالات فيدرالية عدة، بما في ذلك البنتاغون، ووزارة الخارجية، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية. وأوضح أن نحو ثلاثة أرباع المخصصات المالية، أي ما يعادل 132 مليار دولار، تم إنفاقها لتلبية الاحتياجات العسكرية، مع تخصيص أكثر من 45 مليار دولار منها للبنتاغون لاستبدال المعدات التي تم إرسالها إلى كييف.
وبحسب تحقيق أجرته وكالة «نوفوستي» الروسية، فقد بلغت قيمة المساعدات المالية الغربية غير العسكرية لأوكرانيا خلال 3 سنوات 238.5 مليار دولار، فيما بلغت قيمة المساعدات العسكرية 132.5 مليار دولار.
أوروبا خارج الحماية
ويقول ترمب إن العلاقة مع أوروبا وحلف شمال الأطلسي لطالما كانت على حساب أميركا. وفيما تتحمل بلاده مهمة حماية القارة وغالبية الإنفاق العسكري للحلف، كانت أوروبا تبني دولة «الرفاه الاجتماعي» متخلية عن دورها في حماية نفسها. اليوم ومع تغير الاستراتيجية الأميركية وتركيزها على منافسة الصين، طالب دول الحلف بزيادة إنفاقهم العسكري إلى 2 و3 وحتى 5 في المائة، لأن حماية أوروبا لم تعد هي أولوية واشنطن، وعليها أن تحمي نفسها بنفسها من أي هجوم روسي، على ما ورد صراحة بلسان وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، في ألمانيا أخيراً.
ومع إعلان هيغسيث خفض ميزانية البنتاغون التي ستشمل خصوصاً القيادة الأميركية في أوروبا والقيادة الأفريقية والمركزية في الشرق الأوسط، يخشى الأوروبيون أن تكون القارة أمام انسحاب أميركي شبيه بالانسحاب من أفغانستان. وتصاعدت تحذيراتهم لأخذ تهديدات ترمب على محمل الجد، بعدما بدا أن قطار المفاوضات الأميركية - الروسية لن يتوقف في المحطات التي يفضلونها. وبات البعض يعتقد أن الولايات المتحدة قد لا تبقى حليفاً تلقائياً لأوروبا، وبالكاد ستكون شريكاً هذا ما لم تتحول إلى خصم.
كُنا قد تحدثنا في خبر الفاتيكان: الوضع الصحي للبابا فرنسيس لا يزال «حرجاً» - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
أخبار متعلقة :