ما قل ودل: صوت فلسطين للعالم... الدور السياسي القادم لـ «حماس» بعد ترك غزة (1-2) - غاية التعليمية
غاية التعليمية يكتُب.. من الإنصاف أن نعترف لـ «حماس» ولسائر فصائل المقاومة الفلسطينية، بأنها أدت دورين متوازيين بكفاءة واقتدار، الدور العسكري والدور السياسي، وأنها أهل لكليهما، في الحرب والسلم، وقد أثار نجاحها في الدورين، وصمود الشعب الفلسطيني وراءها مشاعر وتعاطف شعوب العالم في التظاهرات التي خرجت تندد بحرب إسرائيل الوحشية على غزة، كما ألهب الدور الإعلامي العسكري لـ «القسام» والتخطيط والإعداد الجيد لمشاهد تسليم الأسرى والمعاملة الأخلاقية لهم، حماس جماهير العالم للقضية الفلسطينية، وهما دوران سياسيان.
اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.
وغني عن البيان، فإن نكبة غزة بعد «طوفان الأقصى» هي امتداد لنكبة 1948، التي لم تتوقف يوما واحدا، على مدار أكثر من سبعة عقود من الزمن، من طغيان الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني المحتل، وهو ما قرره أستاذ السياسة الخارجية وفارس الإرادة القومية، الخبير فى الشؤون العربية بوجه عام والشؤون الفلسطينية بوجه خاص، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، السيد عمرو موسى، في لقاء تليفزيوني منذ بضعة أيام، عندما قال للمذيع، «إن ما حدث بعد السابع من أكتوبر سنة 2023، كان واقعا وكان سيحدث، ولو لم ينطلق طوفان الأقصى».
ومن هنا أقول إنه لا يجوز أن نغفل ما سيكون عليه الدور السياسي لـ «حماس» وسائر فصائل المقاومة الفلسطينية بعد ترك غزة، وأهمية هذا الدور، وعدم التقليل من أهميته في الوصول إلى حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو سنة 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتمارس هذه الفصائل دورها في العمل السياسي السلمي.
وإنه ليس من أساس طبيعي أو عقلي أو منطقي عدم جني فصائل المقاومة لثمار كفاحهم ونضالهم واستماتتهم في الدفاع عن أرضهم، ونكران فضلهم (طوفان الأقصى) في قرار الأمم المتحدة الصادر سنة 2024 الصادر من الجمعية العام للأمم المتحدة، بإقرار عضوية فلسطين الكاملة في هذه المنظمة، وهو منطق غريب لإسرائيل التي لا تريد مشاركتهم في أي دور ولو سياسي ومتناقص لا مع طبيعة الأشياء فحسب، بل مع نشأة الدولة الإسرائيلية ذاتها، بعد قرار التقسيم، فالعصابات الصهيونية، الهاغاناه واشترن وغيرهما، كان من قادتها بن جوريون وبيغن، وتولى أولهما رئاسة إسرائيل، وكان الثاني وزير دفاعها في حرب 1973، وهي العصابات التي ارتكبت مذبحة دير ياسين الفلسطينية، والتي كانت سبب نكبة 1948.
الحرب أداة للسياسة
فالحرب هي أكثر الظواهر الإنسانية تعقيدا وتشعّبا، فهي تفني الأخضر وتقضي على اليابس، وبعيدا عن الخوض في التجريد والتنظير والتصنيفات المختلفة للحروب، فإن قراءة المشهد الحالي، وإيقاف الحرب، التي سوف تُستأنف لا محالة بعد الإفراج عن آخر رهينة، نقف عند تعريف للمفكر الاقتصادي مالتوس من منظوره الاقتصادي، بأن «الحرب وسيلة طبيعية للحيلولة دون حصول الانفجار السكاني».
كما نقف عند تعريف آخر من المنظور السياسي للحرب - فى رأي المنظّر العسكري الألماني كلاوزفر- بأن الحرب هي امتداد للسياسة بوسائل أخرى.
فمالتوس (1781 - 1831م) بدا لنا كمن يتابع الحرب الوحشية البربرية على قطاع غزة، فقتل الأطفال عمدا كان هدفا في هذه الحرب بسبب النمو السكاني المتزايد للفلسطينيين، رغم قتل الآلة العسكرية لهم يوما بعد يوم على مدار سبعة عقود، وهو ما اعترفت به إحدى الإسرائيليات على إحدى القنوات الإسرائيلية، بأنهم يقتلون الأطفال عمدا، لأنهم سوف يصبحون في المستقبل «حماس».
أما تعريف كلاوزفر (1761 - 1834م)، فهو كما لو كان خطابا موجها للمقاومة الفلسطينية في نهاية هذه الجولة من نضالها الوطني، وبعد ما حققته من مكاسب للقضية الفلسطينية، رغم أنف المرجفين، خطاب يطالبها بالانتقال الى درب السياسة للحفاظ على هذه المكاسب، ولتحقيق المزيد من الجهود السياسية في كسب الرأي العام العالمي لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيه سنة 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
فلا خيار أمامنا وأمام العالم أجمع، وأمام «حماس»، إلا بانتقال المقاومة الفلسطينية الى درب السياسة، وهو الدرب الأصعب، وما الحرب إلا أداة للسياسة مرحلياً، مسلحين في هذا الدرب بالنصر الذي حققوه في السابع من أكتوبر، وبإيمانهم العميق الذي لا يتزعزع بعدالة قضيتهم، ومسلحين بحب الشعب الفلسطيني الأبيّ، الذي صمد ولم تنكسر إرادته أمام طغيان الآلة العسكرية الإسرائيلية جوا وبرا وبحرا، وهدما وتخريبا وتقتيلا وتشريدا.
وأقول لـ «حماس»
وقلبي وقلوب كل أحرار العالم، أيا كانت أديانهم ومعتقداتهم وأيديولوجياتهم وأطيافهم وألوانهم، نحن مُقدّرون كل ما قامت به في «طوفان الأقصى»، وما ضحّت من أجله، ومعجبون ومنبهرون بكل هذا الصمود وكل ما حققه هذا «الطوفان» من مكاسب للقضية الفلسطينية، رغم أنف المرجفين، ومقدّرون للمثاليين وللخياليين من أبناء أمتنا، حرصهم على استمرار المقاومة الفلسطينية بغزة تحمل سلاحها، وهو حرص غاب عنه الواقع الأليم الذي يعيشه العالم أجمع تحت حكم ترامب، ولمدة لن تقل عن أربع سنوات، و«لكل أجل كتاب»، وغاب عن أحلامهم الواقع العربي الذي يعيش حالة اغتراب في مواجهة التحديات العالمية الحالية.
كُنا قد تحدثنا في خبر ما قل ودل: صوت فلسطين للعالم... الدور السياسي القادم لـ «حماس» بعد ترك غزة (1-2) - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.
أخبار متعلقة :