غاية التعليمية

إحباط التهريب الدولي للمخدرات في الكركرات .. يقظة عالية وأهمية متزايدة - غاية التعليمية

إحباط التهريب الدولي للمخدرات في الكركرات .. يقظة عالية وأهمية متزايدة - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. بالموازاة مع رهان رسمي واضح على أهمية منطقة الكركرات الحدودية وطموح معبَّر عنه، مؤخرا، بترقيته إلى “ممر إستراتيجي إفريقي”، حسب توصيف وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، متم يناير الماضي أمام لجنة نيابية، تكثّفت الجهود الأمنية لمكافحة التهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية، ورصد ومحاربة كل صور الجريمة العابرة للحدود الوطنية، خاصة عبر شاحنات النقل الدولي للبضائع التي تمر يوميًا من هذا المعبر الحيوي.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، بدا لافتاً تركيز شبكات التهريب الدولي للمخدرات على معبر الكركرات الحدودي جنوب مدينة الداخلة واستراتيجيته قصد إدخال شحنات متنوعة الكميات إلى المغرب، فيما كانت العمليات الأمنية المشتركة بين عناصر الأمن الوطني والجمارك بالمعبر بالمرصاد لمثل هذا النوع من التحركات.

وشكلت عملية “إجهاض محاولة للتهريب الدولي للمخدرات، وحجز 183 كيلوغراما و200 غرام من مخدر الكوكايين”، أول أمس الثلاثاء، علاوةً على تدخلات مماثلة خلال أشهر غشت وشتنبر وأكتوبر ودجنبر من السنة الماضية لإحباط كميات معتبرة، إشارة دالة إلى ما توليه السلطات المغربية بالنسبة لتأمين معابر النقل ودعم جهود الاستقرار الإقليمي ومكافحة الجريمة المنظمة العابرة لحدود.

بفضل اليقظة الأمنية للمراقبة الحدودية وإجراءات التفتيش (بمشاركة الكلاب المدرّبة)، فالملاحَظ بمثابة قاسم مشترك بين مختلف العمليات هو ضبط شحنات المخدرات، خاصة الصلبة، مخبأة بعناية في تجاويف بالهيكل المعدني لشاحنات خاصة بالنقل الدولي للبضائع، تكون عادة تحمل لوحات ترقيم مغربية، وقادمة من إحدى دول إفريقيا جنوب الصحراء.

وأشارت المعطيات الأمنية إلى “فتح بحث تمهيدي تحت إشراف النيابة العامة المختصة لكشف جميع ظروف وملابسات هذه القضية، وكذا تشخيص هويات كافة المتورطين فيها”، فضلا عن “رصد امتدادات هذه الأفعال الإجرامية، سواء داخل المغرب أو على الصعيدين الإقليمي والدولي”.

يقظة عالية

البراق شادي عبد السلام، متخصص في إدارة الأزمات وتحليل المخاطر، أكد أن “العملية الأمنية النوعية التي قامت بها قوات إنفاذ القانون في معبر الكركرات الدولي تؤكد الفاعلية والمهنية واليقظة المستمرة لمختلف الأجهزة الأمنية”، شارحا أنها “وفرت معطيات دقيقة ساهمت في إحباط مخطط إجرامي كبير كان يستهدف إغراق السوق المحلية بالكوكايين والمخدرات الصلبة، مما يهدد الأمن القومي للمملكة، وهي جزء من الإستراتيجية الأمنية الشاملة لضبط المعابر الحدودية في ظل مجهودات مكافحة الجريمة العابرة القارات والحفاظ على ميكانيزمات الاستقرار والأمن في منطقة تعج بالمخاطر والأزمات، خاصة قربها من دول الساحل”.

ولفت الخبير في تحليل المخاطر، في تصريح لهسبريس، إلى أن “نجاح سلطات إنفاذ القانون في ضبط هذه الشحنة المهمة من مخدر الكوكايين، تأكيدٌ على التزامات المملكة المغربية الدولية والقارية أمام المجتمع الدولي بتأمين معبر الكركرات الدولي وترقيته إلى ممرّ إفريقي استراتيجي يساهم بشكل كبير في تنمية القارة الإفريقية”، مع “تعزيز فرص الاستقرار والأمن، وتأكيد على معاني السيادة المغربية في منطقة استراتيجية كانت تستهدفها الجزائر وميليشيا البوليساريو بمخططات خبيثة من أجل جرّها إلى سيناريو مضطرب”.

وتفاعلا مع “تطوير معبر الكركرات الحدودي ليصير ممرا إفريقيا إستراتيجيا”، فإنه، حسب البراق، “يندرج في إطار الرؤية الملكية والمبادرات/الحلول التي تقدّمها المملكة المغربية للإشكالات والتحديات التي تواجه محيطها الإقليمي والقاري والدولي، سواء مسلسل الرباط للدول الأطلسية أو المبادرة الملكية لتعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، من خلال دفتر تحملات إقليمي يحول المملكة المغربية كما كان وضعها التاريخي حاضنة استراتيجية تدعم طموحات شعوب شمال وغرب إفريقيا في الحرية والسيادة”.

واستحضر البراق أن “المغرب كثّف-حالياً-المبادرات الرامية لربط الكركرات بالنسيج الوطني، حيث تم ربطه بالشبكة الوطنية للكهرباء بالإضافة إلى قرار وزير التجهيز ربط الكركرات والداخلة بطريق سريع والمنطقة اللوجيستيكية في بئر كندوز؛ كلها مؤشرات تدل على رغبة المغرب في تحويل المنطقة إلى مجمع لوجيستيكي عملاق للنقل البري بين قارتين وسوقين عالميين بشكل يتماشى مع التزامات المملكة لتنفيذ اتفاقية منطقة التبادل التجاري القاري الإفريقي (ZLECAF)”.

وأجمل خاتما: “تطوير معبر الكركرات مؤشر دال على استراتيجية مغربية واضحة الملامح بشأن رؤية المغرب لمفهوم أمن الحدود وأهميتها بالنسبة لميكانيزمات الاستقرار الإقليمي والدولي، ويؤكد على الانخراط الجدي للمملكة المغربية في الاستراتيجيات الأممية والقارية والإقليمية لأمن وإدارة الحدود والجهود الدولية لتأمين المعابر الحدودية”.

أهمية متزايدة

أشار محمد سالم عبد الفتاح، ناشط مدني رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إلى أن “موقع معبر الكركرات ضمن السياسة الخارجية للمملكة يقع ضمن علاقات الرباط مع جوارها الإقليمي، خاصة مع موريتانيا ودول غرب القارة الإفريقية، باعتبار اضطلاعه بأدوار هامة تتعلق بتعزيز زيادة المبادلات التجارية ما بين المغرب ودول الغرب الإفريقي والساحل وكذا بين القارتين الأوروبية والإفريقية”.

وأشار عبد الفتاح، في حديث مع هسبريس، إلى جهود متواصلة قصد تنمية منطقة الكركرات الحدودية وترقية مكانتها في خارطة التنقلات اللوجستية بوصفها معبّرة عن رغبة المغرب جعلها منطقة ربط مع محيطه الإفريقي، خاصة في ظل مشاريع البنيات التحتية للطرق والنقل والموانئ”، ما يستدعي، بحسبه، “تعزيز التحركات الأمنية لحماية إغراق السوق الوطنية بالمخدرات أو أيّ أنشطة إجرامية أخرى، وتأمين سلامة التبادل النقلي للبضائع مع دول إفريقيا”.

وذكر المصرح لهسبريس أن “استفادة المملكة من موقعها الاستراتيجي باعتبارها بوابة قارية تتيح الولوج إلى الأسواق الهامة بمناطق حيوية وأسواق واعدة في غرب القارة وفي أوروبا، حوّلت معبر الكركرات إلى وجهة مفضلة لمحاولة تهريب المخدرات”، مستحضرا معطى “استغلال قرب المنطقة وأهميتها الاستراتيجية المتزايدة في أنشطة النقل الدولي واللوجستيات منذ تأمين القوات المسلحة المغربية للمعبر سنة 2020”.

كُنا قد تحدثنا في خبر إحباط التهريب الدولي للمخدرات في الكركرات .. يقظة عالية وأهمية متزايدة - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

أخبار متعلقة :