غاية التعليمية

بعد وفاة والدها.. ما العمل مع إبنتي التي لم تتقبل قدرها؟ - غاية التعليمية

بعد وفاة والدها.. ما العمل مع إبنتي التي لم تتقبل قدرها؟ - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. سيدتي، بعد التحية والسلام أحييك في رحاب هذا الصرح الذي أعتز بكينونته كوني من أشدّ الأوفياء لهذا المنبر. ولا يفوتني ان اشكرك لأنك وبصدر رحب إستقبلتي إنشغالي وإحتويت ألمي الكبير.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

سيدتي أنا إنسانة نالت من الدنيا ما لا يمكن توقعه من حسرة وألم. كيف لا وقد عبثت بي الأأقدار وأنا في زهرة العمر، فحرمت حنان الأم وأنا في سن صغير. كما أنني تحملت قساوة زوجة الأب وانا أمنّي نفسي بغد أفضل. لأجد نفسي أتزوج بإنسان عوضني نوعا ما ما إفتقدته إلا أنه غادر عالمنا غلى دار البقاء وترك في كنفي بنتا هي اليوم كل وأغلى ما املك.

مشكلتي وفحوى ألمي وشجني، فلذة كبدي التي لا تتذكر بالمرة ملامح والدها إلا أنها اليوم تحيا عدم تقبلها لغيابه عنا. وبات وكأنني بها تعاتبني أنني تركته يرحل عنا.

أنا وإبنتي والحمد لله نحيا حياة مادية مستقرة، ولا ينقصنا شيء في بيتنا وقد عاهدت نفسي ان لا أرتبط ومهما كان بأي رجل بإمكانه أن يكون مسيطرا على حريتي أنا وإبنتي.

أقف اليوم سيدتي موقف الحائرة التي لا تقوى على إيجاد حل لأسئلة إبنتي التي لا تنتهي. وكل ما يشغل بالها اليوم هو: لماذا لا يوجد في حياتها من يحنو عليها ويخبرها بأن لا تخاف نوائب الدهر و همومه؟. لماذا لا نملك من يمكننا به أن نتباهى ونتفاخر بكونه رجلا في حياتنا.
لست أدري سيدتي، لكنني متوجسة من مغبة أن تبحث إبنتي عن دفء الأحضان فتكون فريسة سهلة لمن لا يخاف الله. إبنتي في سن حرج سيدتي، ومن الضروري أن تحسّ بالأمان وأظنّ نفسي وبعظيم التضحيات التي قمت بها من اجلها لم أفلح في راب صدع كبير في حياتها.

ممتنة أنا سيدتي لكل كلمة طيبة ستوجهينها لي من خلال ردك، وأتمنى أن أجد حلا لما أنا فيه. فتوجسي مما لا يحمد عقباه كبير جدا، كما انني لست مستعدة أن أرى إبنتي في عذاب وحسرة بسبب عدم تقبلها لقدرها.
أم جنى من الشرق الجزائري.

الرد:

أختاه، هوني عليك وكان الله في عونك فما تمرين به لهو من عظيم التحديات التي لا يمكن لمن فقد في حياته الكثير أن يمنحه للغير.

أدرك سيدتي من خلال من إستشفيته من كلامك عظم الألم الذي عشته وأنت في سن صغير. حيث أنك تقلبت في عديد الهموم ولم تسلمي من بطش من لا يخافون الله، إلا أنك والحمد لله لم تفقدي الأمل ولازلت متمسكة بعطاء الله الذي عوضك بعد الصبر الجميل بزوج طيب زرع في قلبك السكينة.

ولأن المؤمن مصاب، ولأنك آية في الصبر. فقد تسلحت بالحلم حيال ما أصابك بعد وفاة الزوج ولم تمتعضي وكنت السند لك ولإبنتك التي بت ترين أنها سلواك الوحيد.

ولأنها تمر بفترة المراهقة التي تتطلب وجود الأب والأم معا، لم يعد بمقدورك سيدتي التحمل وبات لزام عليك أن تتقاسمي الحمل مع من شأنه أن يعزز الثقة لدى إبنتك ولا يجعلها تحس بالحرمان من السند.

ليس أمامك سيدتي سوى تجسيد لغة الحوار مع إبنتك بضرورة أن تتقبل المصاب وتحمد الله أنها تملك أما مثلك تحبها وتسهر على راحتها. فالله لا يمتحن إلا القلوب الصابرة المصطبرة ويفيس مدى تمسك العبد به وإحسانه الظن به عز وجل.

من جهة أخرى، أطلبي من والدك إن كان لا يزال على قيد الحياة أن تكون له لمسة وحضور في حياة إبنتك التي تحس بجدران بيتها باردة لا مكان فيها لرجل يحميها. فالخوف المتجذر في قلبها لا يعني فقط خوفها الحالي وإنما توجسها من مستقبل تجهل خباياه. ويمكنك ايضا طلب المعونة من إخوتك أو من تثقين بهم من أعمام إبنتك أو أخوات زوجك المرحوم.
بصداقتك مع إبنتك ستكونين سيدتي قد قطعت أكبر الأشواط، وسيمكنك بناء شهصية إبنتك على أسس قوية، وليكن أول الدعائم التي يجب عليك أن ترتكزي عليها هو الدين، فمن صفات المؤمن السوي تقبل القضاء والقدر خيره وشره، وما أصابكما من غياب للزوج و الاب في حياتك أنت وإبنتك لهو رسالة من الله لا يعلم سرها إلا هو سبحانه وتعالى.
كان الله في عونك سيدتي وسدل خطاك وخطى إبنتك إلأى ما فيه خير لكما.
ردت: س.بوزيدي.

كُنا قد تحدثنا في خبر بعد وفاة والدها.. ما العمل مع إبنتي التي لم تتقبل قدرها؟ - غاية التعليمية بأستفاضة، ويمكنك تصفح جميع الأخبار المتعلقة بهذا الشأن عبر موقعنا غاية التعليمية الالكتروني.

أخبار متعلقة :